التصعید الجدید شمال سوریا والحائط الیمنی المسدود .. قنابل دخانیة تغطی ذل الهزیمة السعودیة الامریکیة !!
بعد أن احتلت الاحداث اليمنية الحدث الاعلامي والأمني في الشرق الأوسط، وغابت بعض الشيء عن تصدر الاحداث الساحة السورية التي تشهد منذ سنوات حربا دموية تستهدف الشعب السوري وممتلكاته داخل حدود الوطن الذي لطالما عاش بسلام وأمان، لولا العبث الخارجي المقنع الذي وضع يده على بلد قد استغرق في الممانعة الجدية في زمن الخيانة الجدية.
ومع ان اليمن وسوريا تتشابهان وتجتمعان وتتشاطران الآلام والمظلومية.. فدمشق كصنعاء عينها على القدس .. وفيهما شعب يحب القدس واهل القدس ويتوعد من يحتل القدس من بني صهيون وعملائهم.
فاليمن أصبح منذ اشهر یشبه سوريا اكثر، يجمعهما الجرح والمظلومية من خونة الاشقاء المتهودين ممن يدعون القربى وحماية الاسلام ومكة المكرمة.
فطائرات العربان الظالمة تمطر صنعاء حقدا بعين الرضا الاسراامريكية، وتمد يد العون في جنوب اليمن لقطاع الرؤوس وناشري ثقافة الموت والانتحار الذي يحصد في عالمنا العربي الاف الضحايا .
التقت السعودية بأبنائها البررة، القاعدة واخواتها وجمعت ام الارهاب اولادها لفتك اليمن والقضاء على حضارة اصيلة عربية، تفوق بتاريخها وقيمها واصالتها متهودي السعودية وملوك الكفر والنفاق والارهاب في بلدان الخليج الفارسي.
حاولت صنعاء ان تشكو مظلوميتها، لكنها لم تجد اذنا تسمع. فمن كان قلبه على فلسطين مثلها يقبع تحت وطأة حرب هي نفسها التي تفتك باطفال وشيوخ ومقدرات اليمن.
السعودية أم الارهاب، بوجهها الحقيقي الحقود الاسود، وفكرها الوهابي اليهودي المسموم، وابنائها الارهابيين المنتشرين ليعيثوا فسادا في الارض، تستهدف سوريا وشعب واطفال وشيوخ ومقدرات سوريا منذ سنوات. تبث سمومها وحقدها وتنشر إجرامها الذي خبأته طيلة سنين، لتفضح الأحداث صورة البلد العريق الذي تسرقه وتحكمه عائلة العمالة الاولى منذ فجر التاريخ، عائلة جعلت المملكة بحدودها امارة لها وبنت احلامها مع خليلتها اسرائيل المؤقتة وراحت تحارب الاخ وتعمل وفق منطق مشوه، فعدو الأخ بات صديقاً.
تعود الاحداث السورية الى الواجهة، بعد حرب الحقد السعودي التي عرفت بعاصفة الصحراء، التي خاضتها السعودية على الكيان الصهيوني، عذرا على الجمهورية العربية اليمنية، وبدأتها بتنفيذ عملية انتحارية مشرفة لها في مسجد بصنعاء، حيث قام الانتحاري بتفجير نفسه بعد ان ارتفع شعار الموت لامريكا الموت لاسرائيل الذي هتف به المصلون، ليحول بحزامه الناسف المسجد الى بركة من الدم ستبقى على جبين ال سعود الى يوم القيامة.
تعود السعودية وحلفاؤها الذين يخوضون حربا على الشعب السوري الى الواجهة من سوريا العربية الشريفة، التي شهد شمالها هجمة عسكرية واسعة طالت مناطق في الشمال السوري عبر أعداد كبيرة من الارهابيين التابعين لحلف سعودي تركي امريكي اسرائيلي. فقد شنت المجموعات الارهابية هجوما واسعا في الشمال السوري الذي شهد فترة من الهدوء الحذر مؤخراً، فكسرت هذه التنظيمات الارهابية الهدوء النسبي عبر قيامها بهجوم واسع مفاجئ على مناطق واسعة في الشمال، تمكنت خلالها من الاستفادة من الدعم التركي الوافد عبر الحدود التركية السورية وعبر اعتماد هجمات مباغتة باعداد كبيرة ذات عتاد ثقيل. وتمكنت هذه المجموعات من تحقيق تقدم في اكثر من نقطة دون تمكنها حتى حينه من تثبيت قواتها التي تتعرض لهجوم مضاد من قبل الجيش السوري الذي سعى الى استرداد مناطق حيوية يعتبرها خطا احمر، كمنطقة جسر الشغور التي تشهد عملية هجوم مضاد من الجيش لاستعادتها.
السخونة الشمالية على الاراضي السورية يوازيها غارة اسرائيلية قامت بها الطائرات الصهيونية على مواقع للجيش السوري في الجولان، وسط تصريحات اسرائيلية اعلنت فيها عن رصد تحركات غير اعتيادية للجيش السوري وحلفائه في الجنوب، معتقدة ان الجيش السوري وحلفائه يحضرون لهجوم واسع النطاق خصوصا في مناطق سلاسل جبال القلمون وامتداداتها، حيث تتناقل وسائل اعلامية وصحف اخبارية معلومات عن تحضيرات مكثفة لشن هجوم واسع لاستئصال بقايا المجموعات الارهابية المتواجدة على السلسلة الشرقية الفاصلة بين لبنان وسوريا، ما استدعى كحال كل عملية عسكرية في الجنوب تدخل الكيان الاسرائيلي لحماية مرتزقته المتواجدة في تلك المنطقة التي تؤدي دورا وظيفيا هاما جدا في تلك المنطقة بالوكالة عن الجيش الاسرائيلي.
اذن تعود المعارك الجارية على الارض السورية الى الواجهة من باب واسع بين الجنوب والشمال، حيث انخفضت وتيرة الهجمات مع بداية العدوان السعودي الامريكي على الشعب اليمني، لتعود الى الواجهة مجددا وسط تساؤلات عديدة تطرح حول توقيت اعادة تفعيل هذه العمليات في الشمال السوري، وسط معلومات اخرى حول تحركات موازية تجري في محيط مدينة دمشق وريفها عبر مجموعات يترأسها الارهابي زهران علوش، الذي عاد من السعودية منذ فترة قريبة بعد زيارة خاطفة وسرية قام بها الى هذا البلد.
فما هي الاسباب التي تقف وراء التحركات السورية الأخيرة ؟ سؤال يتداوله الاعلام فنتوقف عند الاجابة عنه لندرك خلفيات الاحداث بعين تخرق الواقع وتذهب الى خلف الستار والظاهر.
إن الواقع المأزوم الذي وصلت اليه السعودية ابان عدوانها الظالم والحاقد الذي شنته على الشعب اليمني وسقط ضحيته الالاف من الشهداء ودمار واسع في البنى التحتية اليمنية، فمع مرور ما يقرب الشهر من الاعتداء، يزداد التخبط السعودي ويتسع المأزق الذي جرت السعودية نفسها اليه، مع عدم تحقق اي نتيجة معتد بها تغير من واقع الثورة اليمنية شيئا، واستمرار تقدم القوات اليمنية النظامية المدعومة من اللجان الشعبية بقيادة حركة انصار الله والعشائر اليمنیة، ومع نفاذ بنك الاهداف السعودي الامريكي دون تمكنها من تحقيق اي أثر في نتائج المواجهات الجارية جنوبا، وفي ظل عدم القدرة على اتخاذ قرار الدخول البري الى المستنقع اليمني المميت وسط تخاذل حلفاء الدولار في دعم السعودية وعدم قبولهم بزج قواتهم في حرب برية معلومة النتائج.
الیوم تقف السعودية عاجزة امام مشهدين لا ثالث لهما، الاول اما الاستمرار في القصف العدواني الذي يطال المدنيين والاحياء السكنية على الاراضي اليمنية، ومع هذا الخيار، سيتسع العدوان الى مرحلة قد يجر حربا اقلیمية بامتياز ويفقد القدرة على تغطية العدوان السعودي من قبل الدول الداعمة والمتحالفة مع السعودية.
وإما ايقاف العدوان من قبل السعودية بما في ذلك من عائدات كبرى خطيرة على المملكة فما بعد العاصفة ليس كما قبلها، وسط قراءات كثيرة تتفق على ان السعودية هزمت في حرب لن تكون نتائجها محصورة بحد ووقت معين. فقد فتحت السعودية حربا على شعب مجاور وتركت مجازر وبصمات اجرام لن يغفره اليمنيون ولم ينسوه دون ان تحقق في عدوانها اياً من النقاط الايجابية او الاهداف.
ومع قراءة الاحداث والتحركات الدبلوماسية الناشطة لايجاد مخرج يخفف من وطأة الهزيمة المدوية والاستراتيجية للسعودية، يمكن الجزم بان الخيار الثاني هو الاكثر ثقلا في التوجه اليه، وفق ارادة دولية واقليمية لانهاء العدوان السعودي الذي يجمع الجميع على أنه لم يكن خيارا صائبا من قبل السعودية وحلفائها الذين تعاملوا مع الاحداث اليمنية بحقد واجرام واستخفاف. لكن الساحة اليمنية فاجأتهم وتكسرت عند اعتاب اليمن طموحات بلدان النفط ومرغ انف ملوكها المزيفين الجاهلين على التراب اليمني.
وسط هذا التوجه الذي يبحث له كل من قلبه على السعودية عن وجهة تخفف من وطأة الهزيمة على صعيد المشهد الاعلامي، ليحول هذا التخفيف دون تفاقم المترتبات التي ستلحق بالنظام السعودي على اثرها. فها هي الساحة السورية مجددا تقف على اعتابها دول قد اثبتت انها تمتلك وقاحة كافية لتنفيذ اجندتها السياسية على الارض السورية عبر التدخل لتزكية واستثمار الصراع القائم بين الجيش السوري النظامي والشعب الذي يلتف حول جيشه ونظامه من جهة وبين الارهاب وبيئته التي احتضنته ودعمته من جهة اخرى.
فها هي الساحة السورية تعود الى سخونة فاقت المعتاد في الشمال لتلعب دور الساتر الذي يسرق الانتباه والاعلام والخصوم الذين ينتظرون ساعة النصر على السعودية على اثر اعلان وقف العدوان، لتشد الانظار نحو الساحة السورية عبر تسخينها مجددا للفت النظر، وهكذا اندلعت الاحداث السورية شمالا لتغطي على ما سيشهده الصراع اليمني السعودي الامريكي القائم من قرار لوقف العدوان السعودي الامريكي على اليمن دون قيد أو شرط.
تريد السعودية من الاحداث السورية ان تلعب دور الدخان الذي يؤمن انسحابها من العدوان على اليمن بأقل خسائر ممكنة وتسليط الضوء من جديد على الساحة السورية التي باتت بالنسبة الى السعودية ساحة سائبة لا صاحب لها، واصبح الدم السوري بفضل الارهاب الذي يتولاه الملوك السعوديون وامرائهم المأجورون كالماء يتخذ القرار بسكبه على التراب كلما تراءى للسعودية مصلحة في ذلك.
أحداث ساخنة اضافية سترافق عملية اعلان باهت لوقف العدوان السعودي لتخفيف وتيرة الانعكاسات الكبرى التي تتهيب منها السعودية نفسها عقب اعلان فشلها المنتظر قريبا في عدوان يمني فتح السجال ولم يقفله. ثمن هذا الفشل سيدفعه الشعب السوري من دمه ولحمه وامنه في مرحلة نقل الصراع وتسليط النظر بعيدا عن هزيمة سعودية استراتيجية تريد المملكة ان تعوض عنها على الارض السورية. لكن الجيش السوري والشعب السوري بصلابته وجأشه الذي تعايش مع الحرب الدائرة منذ سنين، يثبت وسيثبت للسعودية ومن وراءها ان سياسة تدمير الشعوب لمصالح ومنافع تعود على الامراء بالنفع لم ولن تمر في ارض سوريا، كما أنها لم ولن تمر لا في العراق ولا في لبنان ولا في اليمن، ومهما جرت المحاولات لحرف النظر عن عواقب العدوان السعودي الامريكي على اليمن سيبقى نتاج العدوان قبرا حفرته السعودية بيدها على التراب اليمني !!
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق