مکانة الدین فی المجتمع الافغانی
للدين الاسلامي مكانة مرموقة في المجتمع الافغاني فالشعب الافغاني يحكم على اية ظاهرة حسب المعايير الدينية وان هذه المعايير هي التي تحدد مقاييس الاعمال والافعال كما ان الدين يعتبر المصدر الوحيد لوحدة القوميات التي تسكن في افغانستان.
ومن هذا المنطلق نرى بأن الاسلام يعتبر المصدر الوحيد للثقافة والآداب في المجتمع ويبين قواعد السلوك لدى الافغانيين كمجموعة من التعاليم الالهية والآفاق الفكرية ونظام القيم في المجتمع الافغاني.
وكان الاسلام اهم مصدر لشرعية القرارات والافعال في كافة الحقبات التاريخية في افغانستان حيث يعتبر نفوذ الاسلام في الفكر والسلوك والثقافة الاجتماعية للافغانيين امرا مشهودا، ولايكفي القول بأن حياة الشعب الافغاني ممزوجة مع الاسلام بل ان الاسلام يمثل له افقا فكريا ونظاما للقيم ومجموعة من التعاليم والقيم التي ترسم كيفية منهجه حيث يعتبر الاسلام المرجع الوحيد للشرعية في اي مكان.
وفي قديم الزمان كان السلاطين يفتخرون بذكر اسمهم في خطب صلاة الجمعة وكان هذا يجلب لهم القداسة لدى الشعب الافغاني كما ان اي مخالفة للتعاليم الاسلامية من قبل السلاطين كان يعرض حكمهم للخطر مثلما حدث ابان حكم “امان الله خان” والحكومات الشيوعية.
ويعتبر الدين الاسلامي سببا للوحدة بين القوميات والمذاهب المختلفة الاسلامية في افغانستان كما حصل عند الهجوم البريطاني والسوفيتي على هذا البلد.
وتعتبر دخول الظواهر الجديدة الى افغانستان مثل الديمقراطية وحقوق النساء وحقوق الانسان وباقي الحريات الشخصية والجمعية دون معرفة حقيقتها الفقهية والعلمية امرا مخالفا لتعاليم الاسلام لدى الشعب الافغاني وخاصة علماء الدين الذين درسوا في المدارس الدينية.
ويعتبر ٩٩ بالمئة من الشعب الافغاني من المسلمين وقد فتح العرب المسلمون بلاد افغانستان في عام ٦٤٢ الميلادي عن طريق طبس وقد قاومهم الافغانيون ٢٠ عاما لكن الاوضاع الداخلية في افغانستان وحسن التعامل للجنود المسلمين قد تسببا بتقبل الافغانيين للدين الاسلامي.
وهناك طائفتان كبيرتان في افغانستان اولهما اتباع المذهب الحنفي الذين يشكلون الاكثرية في المجتمع الافغاني ويليهم الشيعة وهم من الجعفريين والاسماعيليين.
الحنفيون
يشكل الحنفيون اغلبية الشعب الافغاني ورغم عدم وجود احصائيات دقيقة الا ان بعض الخبراء قالوابأن ٦٥ الى ٧٠ بالمئة من الشعب الافغاني هم من السنة.
ويضم اتباع المذهب الحنفي القوميات البشتون والطاجيك والتركمان والاوزبك والايماق والقرقيز والقزاق ونورستاني حيث يتمتع المذهب الحنفي بقوة عالية في المجتمع الافغاني ويتم الاستناد الى الفقه الحنفي في حل الخلافات التي لم يتم ذكرها في القوانين والدستور.
الشيعة
يشكل الشيعة المرتبة الثانية في الطوائف الافغانية وينقسم هؤلاء الى الجعفريين والاسماعيليين ورغم عدم وجود احصائية دقيقة عن تعدادهم يعتقد بعض الخبراء ان الشيعة يشكلون ٢٥ الى ٣٠ بالمئة سكان افغانستان.
ويشكل الشيعة ٩٠بالمئة من قومية الهزارة كما ان قوميات القزلباش وقسم من التركمان والطاجيك ايضا هم من الشيعة.
ولاتوجد هناك احصائيات حول عدد الافغانيين الشيعة من قومية البشتون لكن بعض البشتون في خارج الحدود الافغانية مع باكستان وتحديدا مناطق باراجنار وسدة وتيرا وكرمان هم من الشيعة.
وفي الآونة الاخيرة تشهد افغانستان حملة وطنية شامله لارساء السلام والاستقرار في البلاد والمصالحة بين القوميات والجماعات المختلفة ويعتقد المراقبون ان هذه الوحدة اذا تمت حول محور الاسلام والفكر الاسلامي الاصيل بامكانها ان تضمد جراح الشعب الافغاني الذي مزقته الحروب والارهاب والغزو الاجنبي.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق