التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

حالة الطوارئ فی بالتیمور وادعاءات أمریکا الکاذبة 

تأتي أمريكا في المرتبة الاولى عالميا من حيث العنصرية، فالسياسة الأمريكیة منذ الاستقلال قامت على عنصرية وعبودية وابادة جماعية للسكان الأصليين من الهنود الحمر، والفصل العنصري المنهجي واضح المعالم في جميع مجالات الحياة، وتقوم وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي بدعم بعض الجماعات العنصرية، كما ويظهر ذلك جليا في سياسة أمريكا نقل الفكر العنصري وجرائم الكراهية للبدان الأخرى تحت عناوين ومسميات كثيرة كلها تصب في خانة واحدة.

في اطار هذه السياسات العنصرية المتعمدة من قبل مركز القرار في أمريكا، شهدت العديد من المناطق في الشهور الأخيرة سلسلة من الاحتجاجات على استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة ضد الأمریكيين من أصل أفريقي، وكان اخر هذه الفصول، اندلاع موجة احتجاجات في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، فقد شهدت المدينة الاثنين الفائت مواجهات بين المشيعين لجنازة الأمريكي من أصل أفريقي، والذي لقي حتفه في الـ١٩ من الشهر الجاري متأثرًا بجروح خطيرة أصيب بها في عنقه أثناء اعتقاله في مدينة بالتيمور الأمريكية.

وقد شارك آلاف الأشخاص في هذه الجنازة التي أُقيمت في إحدى الكنائس بالمدينة، لتشييع جثمان “فريدي غراي” الذي اعتقل من قبل الشرطة الأمريكية في الـ١٢ من الشهر الجاري، من دون وجود اي سبب يذكر. حيث قام رجال الشرطة بتكبيل يديه وإدخاله إلى سيارتهم بعد تعرضه للضرب من قبلهم وبشكل وحشي وهمجي، ما ادى الى اصابته في اماكن عديدة من جسده. وقد سبق ذلك اطلاق احد عناصر الشرطة للرصاص المطاطي عليه ما ادى الى اصابته في رقبته اصابة بليغة، ثم نُقل إلى المستشفى عقب ذلك، وتوفي في ١٩ من الشهر ذاته، متأثرًا بإصابته التي تعرض لها.

المحتجون هتفوا في مراسم التشييع (حياة السود ثمينة)، (لا سلام بدون عدالة)، وأشعلوا الشموع في الشارع الذي اعتقل فيه جراي، وعقب ذلك توجه المتظاهرون إلى مخفر الشرطة – الذي احتجز فيه جراي لدى توقيفه – إلا أن قوات الأمن منعتهم من الاقتراب، ثم توجهوا إلى مركز المدينة تحت مراقبة الشرطة، عقب ترديدهم هتافات لفترة طويلة أمام المخفر .

وفي كلمة ألقاها محامي العائلة في الجنازة شدد “بيل كورفي غراي” على ضرورة كشف حقيقة رجال الشرطة الستة الذين قاموا بتوقيف الأخير، للرأي العام، معربا عن أمله في أن تستجيب السلطات لمطلبه وتكشف ملابسات الواقعة، كما تمنى ان تضع حداً لهذه الممارسات التعسفية في كافة الولايات.

وعقب انتهاء مراسم الجنازة التي شارك فيها أعضاء من الكونغرس، وبعد محاولات استفزازية من قبل عناصر الشرطة وقعت احتكاكات بين رجال الشرطة والمشيعين استخدمت الشرطة فيها الرصاص المطاطي وخراطيم المياه الساخنة بالاضافة الى التعرض للمشيعين بالضرب الوحشي. وقد تعرض جراء ذلك العديد من المواطنين لاصابات بليغة، نقل بعضهم الى المستشفى على الفور، فيما عمدت الشرطة الى احتجاز العديد منهم. كما طالبت اعتداءات الشرطة مصور الأناضول “صمويل كوروم” أثناء تغطيته للأحداث.

يشار إلى أن وفاة جراي تأتي بعد مقتل عدد من المواطنين الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية في مدن فيرجسون، ونيويورك، وكليفلاند، ونورث تشارلستون، في الآونة الأخيرة، نتيجة العنف الذي تمارسه الشرطة الأمريكية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا حول الممارسات العنصرية، ووضع علامة استفهام على مدى عدالة النظام القضائي الأمريكي، الذي لا يكترث بحوادث العنف هذه اتجاه السود، خاصة في ظل غياب محاكمات جدية للفاعلين.

وقد عمد حاكم الولاية “لاري هوغان” الى اعلان حالة التعبئة في صفوف الحرس الوطني

كما اعلن في الولاية حالة الطوارئ، وقال هوغان ان ٥٠٠ شرطي تلقوا الامر بالانتشار في مدينة بالتيمور وانه طلب بوضع خمسة آلاف شرطي اضافي تحت تصرفه في المنطقة.

من ناحية أخرى، أجرى الرئيس أوباما مباحثات حول الوضع في بالتيمور مع وزيرة العدل الأمريكية الجديدة لوريتا لينش والتي تولت منصبها رسميا أمس الاثنين، وقد أعلن البيت الابيض أنه يراقب الاحداث بكل اهتمام وعن كثب، في الوقت الذي وعد فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما بإيقاف الاحداث في أسرع وقت.

وفي المشهد الآخر تداول مستخدموا موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك مقاطع فيديو لاعتداءات عنصرية، بين قوات الشرطة ومواطنين من السود في مدينة بالتيمور الأمريكية، وهي تظهر مشاهد لاستخدام الشرطة الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. وانتشرت التعليقات المستنكرة والرافضة لهذا التعاطي الهمجي الوحشي بحق المواطنين السود، وهذا التمييز الذي لا تقره الانسانية. فأين أمريكا من ادعاءاتها الكاذبة عن الديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان؟؟؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق