قائد الثورة: مشاكل البلاد الاقتصادية تحل بالداخل وليس في لوزان ونيويورك
طهران ـ سياسة ـ الرأي ـ
استقبل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، اليوم الاربعاء، حشدا من العمال من مختلف مناطق ايران وذلك لمناسبة أسبوع العمال في ايران.
وأكد سماحته ضرورة العمل على تطوير عملية الانتاج الداخلي لحل المشاكل الاقتصادية في البلاد.وأضاف قائد الثورة لابد من التركيز على عملية تطوير الانتاج الداخلي وتنميته وان مفتاح حل المشاكل الاقتصادية للبلاد لا يتواجد في لوزان أو جنيف و نيويورك، بل في داخل البلاد.
ودعا سماحته الى منع استيراد أي احتياج من الاحتياجات الحكومية من خارج البلاد وعلى الحكومة ان تمنع على نفسها استهلاك أي سلعة اجنبية يتم انتاج مثيل لها بالداخل.
وشدد قائد الثورة الاسلامية على ضرورة العمل الجاد للحكومة في مكافحة الفساد المالي بعيدا عن الكلام المجرد بل عبر التحرك الفاعل في هذا المجال.
واستعرض سماحة القائد واجبات المسؤولين والاجهزة والعناصر المختلفة ذات الصلة بالانتاج الداخلي واكد على المكافحة الحقيقية للفساد والتهريب وقال، ان مفتاح حل المشاكل الاقتصادية للمواطنين ومعضلات الشريحة العمالية ليس في الخارج بل في الداخل وفي “تعزيز وازدهار الانتاج الداخلي”.
وهنأ قائد الثورة الاسلامية بمناسبة ذكرى ولادة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) والامام محمد الجواد (ع) واعتبر الهدف من اللقاء مع العمال هو تكريم “العمل والعامل” والمزيد من ابراز قيمة العمل في اذهان المسؤولين والمجتمع واضاف، ان تقبيل النبي (ص) ليد العامل ليس من باب المجاملة بل هو من ضمن تعاليم الدين.
واشاد سماحته بصلابة ويقظة ونبل الشريحة العمالية تجاه الاستفزازت المستمرة في الداخل والخارج على مدى العقود الثلاثة الاخيرة وقال، ان الشريحة العمالية بتحملها كل الصعاب والمشاكل وبذل الجهود الدؤوبة في طريق تقدم البلاد، قد ادت للحق والانصاف اختبارها جيدا وينبغي على المسؤولين تكريم هذه التضحيات والمشاعر النبيلة بالمزيد من العمل لحل قضايا العمال.
واشار آية الله الخامنئي الى المشاكل القائمة في القطاعات العمالية مثل طرد العمال والبطالة والمشاكل المعيشية واكد قائلا، ان هذه المشاكل لا تحل بمجرد الكلام بل يتطلب الامر عملا ومبادرة.
واعتبر سماحته الانتاج الداخلي، العمود الفقري لحل مشاكل البلاد وتحقيق الاقتصاد المقاوم واضاف، ان البعض يقول بانه في ظروف الحظر والضغوط لا يمكن تحقيق الازدهار للانتاج الداخلي، ولكن ينبغي القول بان اجراءات الحظر الظالمة والضغوط لا شك مؤثرة في حدوث المشاكل الا ان هذه الاجراءات لا يمكنها الوقوف امام الجهود العامة والمنظمة والمبرمجة الرامية لتحقيق الازدهار للانتاج الداخلي.
واشار القائد الى الانجازات الباهرة في مجال الصناعات العسكرية والتكنولوجيا البيئية والنووية والمعرفية وبناء السدود والنانو وغير ذلك من المجالات، ما يثبت عجز الحظر عن الوقوف امام الجهود الداخلية واضاف، انه في قسم من هذه المجالات كانت الضغوط اكبر بكثير لكنها لم تستطع الوقوف في طريق جهود وتقدم الطاقات الداخلية.
وقال سماحته، بطبيعة الحال لو لم يكن الحظر لربما حققنا تقدما اكبر في بعض هذه المجالات، ولكن الاحتمال الاخر كان قائما ايضا في هذه الحالة وهو اننا كنا سنعتمد على عائدات النفط ولم تكن هذه الانجازات لتتحقق.
واعتبر آية الله الخامنئي “الاهتمام والتركيز على الانتاج” فضلا عن حل المشاكل الاقتصادية، بانها تؤدي الى “الشعور بالعزة والغنى الوطني” وقال، ان تعزيز البنية الداخلية ومن ضمنه في المجال الاقتصادي، يعزز موقف المفاوضين خلف طاولة اي مفاوضات، ودون ذلك يطرح الطرف الاخر الشروط باستمرار ويطلق التصريحات الخاوية والعبثية.
وبعد استعراض سماحته لضرورات التركيز على ازدهار الانتاج الداخلي، شرح متطلبات ومستلزمات تحقيق هذا الهدف الوطني الكبير.
واعتبر تلاحم وتعاضد جميع العناصر والعوامل المرتبطة بالانتاج الداخلي بانهما يوفران الارضية لازاحة صخرة كبيرة من طريق تقدم البلاد واضاف، انه على المستثمرين الداخليين كاحد العناصر المهمة لتقوية الانتاج الداخلي توظيف امكانياتهم ورساميلهم في هذا المجال.
كما اعتبر آية الله الخامنئي، الاداء المتقن والراسخ للانتاج الداخلي بانه يشكل الحصة المهمة لتعزيز الانتاج، داعيا المستهلكين المنصفين ايضا للعمل عبر ادراك مصلحة البلاد على تشجيع واستهلاك الانتاج الداخلي بدلا عن الانتاج الاجنبي، ليشكل هذا الامر دعما للمواطنين العمال.
كما دعا الحكومة لاستخدام واستهلاك السلع المصنعة داخليا والامتناع بتاتا عن استهلاك السلع الاجنبية التي يتوفر لها مثيل داخلي.
واعتبر سماحته المكافحة الحازمة والعملية للتهريب، احد العوامل الاخرى المؤثرة جدا في تعزيز الانتاج الداخلي، واضاف، ان واردات بعض السلع موجودة تحت تصرف القطاع الخاص الا ان الحكومة يمكنها عبر المراقبة والتوجيه بشان هذه الواردات الحيلولة دون الحاق الاضرار بالمنتوجات الداخلية.
كما اعتبر المزيد من الانشطة المؤثرة لوسائل الاعلام في مجال ترويج استهلاك المنتوجات الداخلية ومسؤولية مجلس الشورى الاسلامي في سن قوانين الاستثمارات، من العوامل الاخرة لتعزيز الانتاج واضاف، انه على مسؤولي الشؤون الثقافية ايضا العمل لكي يتحول “انتقاد الكسل والترحيب بالعمل الدؤوب” الى قيمة في الثقافة العامة للمجتمع.
واكد سماحته في جانب اخر من حديثه ضرورة التصدي العملي الجاد للفساد بالمعنى الحقيقي للكلمة لا مجرد الحديث والكلام عنه.
واكد القائد في ختام تصريحه قائلا، ان مفتاح حل المشاكل الاقتصادية ليس في لوزان وجنيف ونيويورك، بل هو في الداخل وينبغي على الجميع العمل بمسؤولياتهم المختلفة في تعزيز الانتاج الداخلي بصفته طريق العلاج الوحيد للمشاكل الاقتصادية في البلاد.انتهى