تنظیم داعش الإرهابی مسخٌ صهیونیٌ هدفه تشویه الإسلام وضرب وحدة المسلمین
تشكل ظاهرة تنظيم داعش الإرهابي جدلاً كبيراً في العالم اليوم، خصوصاً بعد الحديث الذي يجري في العالم الإسلامي عن مخاطر هذا التنظیم والأهداف التي تقف وراء تأسيسه والتي أصبحت واضحة. فمهمة العالم الإسلامي اليوم تنطلق من موقع المسؤولية التي يجب أن نتحملها جميعاً كمسلمين، وبالتحديد سنةً وشيعة، لنبيِّن للعالم بأسره أن هذا التنظيم الإرهابي، لا يمت للإسلام بصلة. وما يجب التركيز عليه هو برهنة أن محاولات ربط هذا التنظيم الإرهابي بأهل السنة، ليس إلا لتغذية الخلافات بين المسلمين وشق صفوف الوحدة الإسلامية. وهنا يجري الحديث عن الأسباب الكامنة وراء تأسيس هذا التنظيم. فما هي هذه الأسباب؟ وكيف أن الهدف من وراء تأسيسه هو تشويه الإسلام؟ ولماذا يعارض أهل السنة بالتحديد هذا الفكر التكفيري؟
أولاً: تنظيم داعش الإرهابي صناعة صهيونية
لعل أسباب تأسيس هذا التنظيم الإرهابي أصبحت واضحةً اليوم. فأمريكا ومن خلال سياستها المعروفة بالفوضى الخلاقة، سعت لبناء ما سُمي مؤخراً بالشرق الأوسط الجديد. لكن التحولات السياسية فقط لم تكن الهدف الأساسي لأمريكا، بل سعت الى ترسيخ واقعٍ فكريٍ يضرب المجتمع الإسلامي في المنطقة، وبالتالي يمكن من خلال هذا الواقع زيادة الشرخ بين المسلمين والعمل على إبعاد هم إزالة الکیان الإسرائيلي من ضمن أولويات شعوب المنطقة. فكانت ولادة تنظيم داعش الإرهابي .
لكن هذه الولادة والتي وضع المخطط الأمريكي إطارها العام، ووضع العقل الصهيوني خططها التنفيذية، كانت للأسف بعض الدول العربية وفي مقدمتها السعودية وقطر أدوات التنفيذ فیها. ولعل العارف بحقائق العقل الإسرائيلي، يدرك أن دفع الكيان الصهيوني لدولتين كالسعودية وقطر لتبني المخطط الأمريكي تنفيذياً، كان بحد ذاته يهدف لتشويه الإسلام، وذلك لما تشكله السعودية بالتحديد من مرجعيةٍ إسلامية في المنطقة. لكن الشعوب اليوم أصبحت تعي أن المصالح السياسية هي سبب أغلب الخلافات. وما الحديث عن الخلافات الطائفية والمذهبية، إلا سياسةٌ تهدف لضرب المجتمعات وتفكيكها، ولا تعبر عن حقيقة الصراع. وهنا يأتي السؤال الأهم: لماذا يحاول المخططون الصهاينة، ترويج فكرة قبول أهل السنة لتنظيم داعش الإرهابي، في وقتٍ تظهر تصريحات علماء أهل السنة، رفضهم لفكر هذا التنظيم؟
ثانياً: كيف یرفض أهل السنة فكر تنظيم داعش الإرهابي
إن محاولة الترويج بأن أهل السنة هم حاضنةٌ لتنظيم داعش الإرهابي، يهدف بحد ذاته لضرب الوحدة الإسلامية. فالعارف ببعض فتاوى هذا التنظيم، يدرك بشكلٍ مباشرٍ لا جدل فيه، حجم التعارض بين فكر داعش الإرهابي من جهة، وكل مكونات الإسلام من جهةٍ أخرى لا سيما أهل السنة. فالفتاوى الثلاث المعروفة بفتاوی الجهاد والتكفير والطاعة، لا تجد لنفسها مكاناً في فقه أهل السنة على الإطلاق. ولذلك نجد ومن الناحية العملية أن الإرهاب الداعشي لم يترك أحداً من شره، حتى أنه قام بأعماله الشنيعة بحق أهل السنة قبل الشيعة. وهذا ما يمكن تأكيده من خلال آراء علماء أهل السنة في السعودية والعراق ومصر بالتحديد. وهو ما سنبينه بالتالي :
– في حزيران ٢٠١٤، قال عضو جماعة علماء البصرة الشيخ محمد أمين لوسائل الإعلام العراقية متسائلاً، “كيف تكون إدعاءات داعش صحيحة بأن هناك ثورة سنية وأهل السنة أنفسهم يذبحون ويقتلون ويهجرون في الموصل؟ وكيف تصدر فتوى من شخص يدعي ما يحدث بأنها ثورة سنية ونحن لم نسمع بها؟”. مضيفاً: إن “أهل السنة في البصرة يساندون القوات الأمنية بمختلف صنوفها وأشكالها مساندة كاملة في قتالها ضد داعش وضد أي مكون يسعى لاقتطاع قطعة من العراق ويجعلها منطلقاً لنشر الإرهاب في كافة أنحاء البلاد والدول العربية “.
– في تموز ٢٠١٤ نقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن مستشار مفتي الجمهورية في مصر، الدكتور ابراهيم نجم إدانته لما يقوم به تنظيم داعش، من تهجير للمسيحيين وإجبارهم على اعتناق الإسلام والتهجير ودفع الجزية. مشيراً الى أن الهدف من ذلك هو تشويه صورة الإسلام .
– في ٢٠/٠٧/٢٠١٤ وفي لقاء جمع مشايخ الأزهر في مصر، أدانوا فيه جميعاً أعمال تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدين على أن هذا التنظيم لا ينتمي للإسلام على الإطلاق. وهذا ما أكده الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حين أدان الأعمال الإرهابية لتنظيم داعش ضد سكان الموصل العراقية بعدما قاموا بإرغام المسيحيين على اعتناق الإسلام عنوة أو دفع جزية أو يقتلوا .
– إنه وعلى الرغم من دور السعودية في دعم تنظيم داعش الإرهابي وتقويته، فقد دعا الأمين العام لهيئة كبار العلماء في السعودية، الشيخ فهد الماجد وذلك خلال شهر أيلول ٢٠١٤، للتبرؤ من هذا التنظيم، وأشار إلى أنه يشوه صورة الإسلام والمسلمين .
لقد أصبح واضحاً أن فكر تنظيم داعش الإرهابي ليس إلا مجموعة من القوانين والأنظمة التي تهدف الى شرعنة الإرهاب ونسبها للإسلام. وهذا يعتبر أخطر وأهم ما تتقنه الصهيونية العالمية. لكن وبرغم صعوبة هذا التحدي، فإن الأعمال الشنيعة التي قام بها هذا التنظيم، جعلت جميع الأديان والطوائف والمذاهب تتبرأ منه. فأعماله لا تتعلق بأي شريعةٍ سماويةٍ على الإطلاق. كما أن الأمر الذي فاجأ الصهيونية العالمية، هو حجم الوعي الموجود لدى الشعوب وبالتحديد الإسلامية منها، والتي رفضت نسب الفكر الداعشي لأي طرفٍ فيها، وأصبحت تعي الخطر الذي يمثله هذا المسخ الذي يشبه الصهيونية لحدٍ كبير .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق