التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, سبتمبر 20, 2024

بطل من فلسطین: القائد “محمد ضیف”، کابوس الصهاینة وملهم المجاهدین 

 في عددها الصادر اليوم، نسبت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية إلى مسؤولين رسميين قولهم إن محمد الضيف لا يزال يمارس نشاطاته في قيادة كتائب “عز الدين القسام” كما تؤكد الأجهزة الأمنية الاسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين رسميين أكدوا أن عدم الوضوح حول مصيره تبدد وأن رئيس أركان حماس (قائد القسام) لا يزال حيا، يمارس نشاطه ولم يقتل في القصف الإسرائيلي الذي استهدف منزله في اليوم الـ٤٣ من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة .

فمن هو هذا القائد العسكري الذي یحاول الکیان الاسرائيلي تصفيته منذ أواخر التسعينات؟

هو محمد دياب إبراهيم المصري، وشهرته محمد الضيف، ولد عام ١٩٦٥ في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها (القبيبة) داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨، واستقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.

فقر أسرته أجبره على العمل المبكر في عدة مهن ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل.

عمله المبكر وتحمل مسؤولية مصاريف العائلة لم تمنع الشاب اليافع من اكمال دراسته، فقد درس علوم الأحياء في الجامعة الإسلامية في غزة، وفي هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الاسلامي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح.

بدايات العمل العسكري

اعتقل للمرة الأولى في السجون الإسرائيلة عام ١٩٨٩، وقضى فيها حوالي سنة ونصف السنة بتهمة المشاركة غير المباشرة في عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام.

برزت ملامح محمد الضيف القيادية أوائل عام ١٩٩٣م بعد اغتيال القيادي البارز في الحركة آنذاك عماد عقل. وقد انتقل الضيف مع مجموعة من قيادات حماس الى الضفة الغربية في ذلك الوقت وأسسوا نواة للحركة في الضفة الغربية لتفعيل العمل العسكري المقاوم فيها.

حملت العديد من العمليات العسكرية الفلسطينية توقيعه ومنها عملية أسر الجندي الاسرائيلي نخشون فاكسمان. وبعد اغتيال القائد يحيى عياش أحد أهم رموز المقاومة يوم ٥ يناير/كانون الثاني ١٩٩٦، قاد الضيف سلسلة عمليات فدائية أسفرت عن مصرع أكثر من ٥٠ إسرائيليا.

تمكن من الفرار من سجون السلطة الفلسطينية بعد اندلاع ثورة الأقصى عام ٢٠٠٠م، بعد فترة وجيزة على اعتقاله.

أما عن محاولات اغتياله، فيصعب حصرها كونها لم تكشف جميعها الى العلن، ولكن حسب معلومات مقربة من دائرة المقاومة الفلسطينية يمكن الحديث عن خمس محاولات مؤكدة حاول الكيان الاسرائيلي فيها تصفية الضيف، وكان أبرزها في ٢٦ أيلول/ سبتمبر ٢٠٠٢م. يومها رصد عميل للشاباك القائد محمد ضيف يستقل سيارة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة فسارعت طائرة هليوكوبتر من طراز أباتشي الى اطلاق صاروخين على السيارة التي استقلها فقتل اثنان من حراسه وأصيب ثلاثون من المارة لكن ضيف نجا بأعجوبة رغم إصابته بحروق قاسية وفقدان إحدى عينیه وتناثر الشظايا في جسده.

وفي عام ٢٠٠٣ وبعد أشهر من عودته لنشاطاته، أجري لقاء سري لقيادة حماس في بيت “مروان أبي راس” في مدينة غزة، وحضر اللقاء اضافة الى محمد الضيف، إسماعيل هنية والشيخ الشهيد أحمد ياسين، يومها ضربت طائرة حربية اسرائيلية المبنى الذي أقيم فيه الاجتماع الى أن الجميع نجا بعد أن أخطأت الطائرة المبنى الذي أقيم فيه الاجتماع.

اسم القائد العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام، عاد في العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة الى الواجهة مجددا، حيث أعلنت الدوائر العسكرية والأمنية الاسرائيلية في أكثر من مناسبة خلال حرب عملية عامود السحاب ٢٠١٤، الى أن أحد أبرز أسباب هذه العملية كانت اغتيال الضيف الذي يعتبر على رأس المقاومة الفلسطينية في الوقت الحالي. وبالفعل فقد استهدفت الطائرات الحربية مبنى مؤلفاً من ثلاث طوابق في اليوم الـ٤٣ من الحرب، فسوته بالأرض بصاروخ يزن أكثر من طن، واستشهد في الغارة زوجة الضيف “وداد مصطفى عصفورة” وابنته وابنه علي ابن السبعة أشهر، ونجا الضيف من الغارة حيث لم يكن في المنزل أثناء وقوعها.

حياة الضيف وشخصيته محاطة بالكثير من السرية والغموض وتعتبر الدائرة المحيطة به ضيقة جدا، حتى أن والد زوجته لم يره الا مرة واحدة عند عقد قران ابنته حسبما يصرح، وهذا ما ساعد الضيف على التخفي عن أعين الجواسيس وساهم في نجاته من محاولات الاغتيال. حتى أن بعض المعلومات تقول بأن الضيف يمشي على كرسي متحرك بعد محاولة اغتياله عام ٢٠٠٢م و لكنه يمارس أعماله بشكل عادي ويصدر تعليماته وتوجيهاته للمقاومة الفلسطينية دون أن تعيق الاصابة من حركته وفعاليته.

“جنودنا يتسابقون إلى الشهادة كما تفرون أنتم من القتل والموت، وقد آثرنا مهاجمة جنود العدو خلافا للعدو الذي يستهدف المدنيين كلما استعر القتل بجنوده، ولن ينعم هذا العدو بالأمن ما لم يأمن شعبنا، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار إلا بوقف العدوان ورفع الحصار كاملا”. كلمات قالها الضيف في أصعب أوقات الحرب وأكثرها ضراوة، كلمات ان دلت على شيء فانها تدل على أن المقاومة لن تهدأ حتى تحرير فلسطين وأن الکیان الاسرائيلي بمن معه أوهن من بيت العنكبوت.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق