حقائق حول دور إیران فی الیمن
لربما تكون الحرب السعودية على اليمن هي الخبر الأهم الذي تتناقله وكالات الأنباء على مستوى العالم اليوم. وجميعنا قد يسأل نفسه ما هو سبب هذه الحرب؟ وما الذي دفع بالسعودية إلى حشد الحشود من أجل استهداف بلد عربي كان بالأمس القريب جاراً عزيزاً ؟! ما هو الخطر الذي يشكله اليمن على السعودية؟ وما هي حقيقة الدور الإيراني في اليمن وغيرها الكثير من الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في مقالنا هذا .
هل هو النفوذ الإيراني أم الأطماع السعودية ؟
المتابع للأحداث المتسارعة في المنطقة العربية يلاحظ تدخل السعودية المباشر وغير المباشر في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية، فمنذ اندلاع أحداث ما يسمى الربيع العربي بدأت اليد السعودية بالعبث في أمن الدول العربية ومصير شعوبها في محاولة منها لإيصال من يُكِنُّ لها الولاء إلى سدة الحكم أو الحفاظ على جماعتها في هذه الدول. ففي تاريخ ١٤ آذار ٢٠١١م دخلت قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية البحرين، في تدخل عسكري مباشر كانت مهمته قمع ثورة شعب أراد استرداد حقوقه المسلوبة فجاء هذا التدخل خدمة للملك حمد بن عيسى آل خليفة الصديق القديم والوفي لآل سعود .
وبعد أربع سنوات وفي آذار أيضاً بدأت السعودية بعملية عاصفة الحزم في اليمن، عدوانٌ عسكريٌ لم يسلم منه بشر أو حجر، دمر اليمن وقطع أوصاله وحرم أهله جميع مظاهر الحياة .
في كلا العدوانين كانت الذريعة السعودية واحدة وهي دعم الحكومة الشرعية ووضع حد للنفوذ الإيراني، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أيُّ نفوذ إيراني تتحدث عنه السعودية وماذا تريد إيران بالتحديد؟
إيران أعلنت مراراً دعمها لتطلعات شعوب المنطقة وحقها في تقرير مصيرها بأنفسها من دون أي تدخل خارجي، وكان الموقف الإيراني هذا ثابتاً وواحداً في جميع البلدان العربية في سوريا والعراق كما في مصر واليمن والبحرين. إيران دائماً كانت تدعو إلى الحوار الوطني والنقاش والتواصل بين جميع المكونات السياسية من أجل الوصول إلى حلول عادلة ومنصفة تقي الشعوب المظلومة ويلات الحروب .
ولكن الموقف السعودي كان دائماً متشدداً عصبياً انفعالياً فعمدت السعودية إلى دعم الإرهابيين قاطعي الرؤوس في العراق وسوريا وليبيا، وهي حقيقةٌ أكدها العديد من المسؤولين العرب والأجانب ولم يكن آخرهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ولم تكتف السعودية بالتدخل غير المباشر عبر أزلامها في المنطقة بل قامت بالتدخل المباشر عبر قواتها العسكرية حينما دخلت البحرين فأعملت غيها في شعبٍ مظلومٍ لم يكن له ذنبٌ إلا أنه طالب بحق مسلوب وظليمة قديمة، ومن بعدها هتكت السعودية حرمة اليمن فحولته إلى كتلة من الدم والنار عبر آلات قتلها وبطشها المصنوعة في أمريكا .
تحاول السعودية عبر إعلامها وأدواتها في المنطقة تصوير إيران وحشاً كاسراً يريد الانقضاض على الدول العربية وابتلاعها، في حين تكون السعودية هي ملاك الرحمة المخلص الذي سيضع حداً للسياسة الإيرانية الطامعة، في استخفاف واضح لعقل المشاهد وتفكيره ووعيه. فليست إيران من أنشأت القاعدة ودعمت طالبان، وليست إيران من سلحت ومولت تنظيم داعش الإرهابي، وليست إيران من أعلنت جهراً ومن دون أي خجل عزمها على مد قتلة الشعب السوري وقاطعي رؤوسهم بالسلاح والمال، وليست إيران من أرسلت قواتها إلى البحرين وليست إيران من مارست فنونها في قتل الشعب اليمني والقائمة تطول من ممارسات يندى لها الجبين ويستحيي منها كل ذي ضمير .
السعودية محركٌ للفتنة ومحورٌ للشر
في وقت تسعى فیه الماكينة الإعلامية السعودية جاهدةً إلى إلصاق تهمة دعم الحرب الداخلية في اليمن بإيران، تستمر السعودية في دعم ميليشيا الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي كما تستمر في دعم تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين وغيرها من الفصائل المسلحة بالإضافة إلى استمرارها في استباحة تراب وسماء وماء اليمن عبر طائراتها وبوارجها الحربية .
ويحق لكل ذي عقل أن يسأل من الذي يشجع الحرب في اليمن هل هي إيران التي أدانت العدوان السعودي الخليجي على اليمن منذ لحظاته الأولى أم هي السعودية التي وفرت عبر آلة حربها وعبر استهدافها للجيش اليمني ولمؤسسات اليمن الأمنية والمدنية فرصة ذهبية لتنظيم القاعدة وللجماعات المتطرفة لتتمدد أكثر فأكثر في اليمن .
لطالما تعاملت السعودية مع اليمن باعتباره حديقتها الخلفية، وكانت تريد منه أن يبقى تحت وصايتها خاضعاً ذليلاً لا تقوم له قائمة، وعندما أراد الشعب اليمني استرداد استقلاله والخروج من تحت وصاية آل سعود، جُن جنونهم الأمر الذي انعكس ناراً حرقت أحلام أطفال اليمن كما حرقت أجسادهم الطرية .
إيران داعمٌ أساسيٌ لاستقرار اليمن
طالما أكدت إيران دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وكذلك كان الأمر مع اليمن فإيران تدعم حقوق الشعب اليمني وتطلعاته، وإيران تؤكد على الحوار سبيلاً وحيداً لحل جميع مشاكل اليمن وترى في الحرب وفي العدوان السعودي على اليمن خطأً استراتيجياً كبيراً يهدد السلام والأمن في المنطقة جمعاء .
وطرحت إيران مشروعاً مكوناً من أربعة نقاط كطريق حل للأزمة اليمنية وعملت الدبلوماسية الإيرانية على نشر هذا المشروع وإقناع جميع الأطراف به حيث ترى إيران في النقاط التالية سبلاً لإنقاذ اليمن من محنته التي يعيشها اليوم :
١- وقف إطلاق النار والإيقاف السريع لجميع الهجمات العسكرية الخارجية .
٢- إرسال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل فوري للشعب اليمني .
٣- البدء بحوار وطني يمني تحت إشراف الشعب اليمني بمشاركة جميع الأحزاب السياسية والاجتماعية اليمنية .
٤- تشکيل حکومة وحدة وطنية جامعة .
هذه النقاط قوبلت بموافقة حركة أنصار الله الإسلامية وغيرها من الأطراف المعتدلة اليمنية في حين رفضها الجناح المحسوب على السعودية وعلى الرئيس السابق الموالي للسعودية عبد ربه منصور هادي، وفضلت السعودية أصوات الحرب والقتل على نداء العقل فرفضت الخطة وأعلنت استمرار العملية العسكرية حتى تحقيق جميع أهدافها .
في هذه الأثناء تعمل إيران على مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني وإرسال جميع المواد الكفيلة بتخفيف معاناته. حيث أعلنت وعلى لسان العديد من مسؤوليها عن استعدادها لإرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني ولاستقبال جرحى العدوان السعودي في مشافيها، بينما تستمر السعودية عبر طائراتها وبوارجها في حصار اليمن وعزله عن العالم غير آبهة باستغاثات اليمنيين وآلامهم فمنعت مرات عديدة الطائرات الإيرانية من إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني كان آخرها ما حدث البارحة حينما منعت المقاتلات السعودية طائرة مدنية إيرانية محملة بالمساعدات الإنسانية من الهبوط في مطار صنعاء وقامت باستهداف مدرج المطار وتدميره من أجل الحؤول دون هبوط الطائرة في صنعاء.
منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، أعلنت إيران مساندتها ودعمها لكل مستضعفي العالم في شتى أصقاع الدنيا وتبنيها لقضايا المظلومين في كل مكان، فدعمت مقاومة الشعب الفلسطيني واللبناني ودعمت سوريا والعراق في مواجهة إرهاب وتطرف داعش وأخواته، وها هي اليوم تدعم الشعب والجيش اليمني في وجه إرهاب القاعدة واعتداء السعودية ودول مجلس التعاون حتى يعود الأمن والسلام إلى هذا البلد المظلوم والفقير والذي يعد أصل العرب والعروبة جمعاء .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق