التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

العراق بین الدعم الایرانی السریع والمماطلة الامریکیة 

أثبتت الجمهورية الاسلامية وعلى مدى عقود أنها من الدول الأكثر محاربة للارهاب انطلاقاً من قناعتها أن الارهاب لا دين له ولا امان، فسعت جاهدةً الى مساعدة الدول التي تعاني من ازمات التطرف او حتى المنظمات التحررية من فلسطين الى لبنان وليس اخراً، فكان العراق من الدول التي نالت اهتمام الجمهورية الاسلامية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق حتى الان والتي ساعدته وقدمت له متطلباته من العتاد والسلاح من أجل استعادة الامن والاستقرار.

فالأيام الماضية أثبتت أن إيران كانت وماتزال أكثر الداعمين للعراق فنياً وتسليحياً وذلك دون مقابل، هذا ما جاء على لسان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي قال يوم الاثنين “إن إيران أفضل داعم بالعدة العسكرية لبلاده، وأنها تعاونت في الجانب العسكري مع بغداد بشكل جيد، وأبدت الاستعداد لدعم العراق بالأسلحة والعتاد، وتستطيع توفير الأسلحة خلال ٧٢ ساعة.”

وأشار العبيدي، في لقاء مع قناة (السومرية) العراقية، إلى “أن إيران أبدت الاستعداد الكامل لدعم العراق بالأسلحة والعتاد وكل ما يلزمها من ذخيرة”، مشيراً إلى “أن الاعتماد على إيران في توريد الأسلحة أفضل من المصادر الأخرى”، وكشف العبيدي “أن نظيره الإيراني سيزور العراق الشهر المقبل، لبحث القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التصدي لتنظيم (داعش) الإرهابي”.

في سياق اخر، قال العبيدي “إن عملية تحرير مدينة الموصل التي استولت عليها عصابات(داعش) الارهابية في حزيران الماضي ستعيد الهيبة للجيش العراقي”. مضيفاً “أن خطة التحرير من الناحية النظرية موضوعة وهي ستعيد الهيبة للجيش العراقي”، كاشفا عن”لقاء مرتقب مع سلطات اقليم كردستان لبحث تشكيل غرفة قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى من إرهابيي (داعش). مشدداً على “أن الحشد الشعبي برئ من الاتهامات الموجهة له من عمليات انتهاكات او نهب رغم حصولها من مدعين لانتسابهم للحشد”، مشيرا “هناك محاولات لافشال هذه التجربة الناجحة”، لافتا الى”أنه يسمع شخصياً لخطب مراجع الدين في النجف، لحكمتها ونعدها منهاج عمل لنا”.

أما عن مسالة تسليح العراق، فأوضح العبيدي بـ”أن بلاده تمتلك ٧ طائرات مقاتلة من طراز (إف-١٦)، لكنها لازالت موجودة في أمریکا، ولم تتسلمها الحكومة بعد، لأن واشنطن تعمل ببطء شديد، الأمر الذي يحتم على القيادات العسكرية العراقية التفكير بمصادر أخرى لدعم تسليح الجيش”، وهذا ما يجعل العلاقة مع ايران تتسم بالمصداقية والتفاهم والاحترام المتبادل.”

ولم يقتصر الدعم الايراني عند حدود التسليح  بل تخطاه الى الدعم على مستوى المستشارين العسكريين الذين يعتمد عليهم في التخطيط خاصة ضد المجموعات الإرهابية حيث أثبتت الوقائع تراجع تنظيم داعش في كثير من المحافظات العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي. والجدير ذكره أن العراق قد طلب من بلدان أخرى المساعدة مثل أمریکا التي ماطلت كثيراً في تقديم الدعم، علماً ان اغلب السلاح الذي يطلبه العراق قد تم سداد ثمنه ولكن الأمريكيین يماطلون في تسليم السلاح لغاية معروفة وهي عدم الرغبة في إعطاء السلاح لكي لا تتحقق إنجازات سريعة على أرض المعركة.

فأمريكا التي ترفض إعطاء السلاح للعراق تقوم بارساله عبر الطائرات الى تنظيم داعش في أكثر من منطقة عندما يتم احراز تقدم مهم من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي على حساب هذا التنظيم، وليست المرة الأولى التي يحدث هذا، ففي باكستان أيضاً تقوم الإستخبارات الامريكية بدعم خلايا مرتبطة بـ( داعش) مالياً وتسليحياً وهذا ما اعترف به مسؤول التنظيم في باكستان “يوسف السلفي” خلال التحقيقات معه من قبل الإستخبارات الباكستانية التي اعتقلته منذ عدة أشهر، حيث كان يدرب ويمول المجموعات التكفيرية من أجل إرسالها الى سوريا للقتال ضمن تنظيم داعش.

أما على الصعيد الاقتصادي فسعت الجمهورية الإسلامیة الى تزويد العراق بالغاز عبر خط انابيب يصل الى بغداد وسيكون جاهزاً في شهر مایو/أيار المقبل بحجم إجمالي من الغاز الإیراني یتجاوز أکثر من ٦٠ ملیون متر مکعب یومیاً، بالإضافة الى المساهمة في إنشاء مشاريع كبرى مثل سكة الحديد وغيرها.

الناظر في التاريخ يعلم ان امريكا لا تعطي السلاح إلی أين كان وكيفما كان، لأنها ليست جمعية خيرية توزع السلاح والمعدات، بل هي دولة توزع الإرهاب وتخوض الحروب من أجل مصلحتها ضاربة عرض الحائط القيم الإنسانية والأخلاقية. نعم هي تمد بالسلام لدول ذات طابع ارهابي مثل الكيان الإسرائيلي التي مدت له جسراً جویاً للسلاح ابان حرب تموز ٢٠٠٦، لكن ايران وعلى مدى تاريخها المشرف منذ انتصار ثورتها المباركة لم تترك مظلوماً الا ومدت يد العون اليه من لبنان الى فلسطين والعراق، حیث أثبتت الوقائع الأخيرة أنه لولا الدعم الإيراني له لبقي وحيداً تأكله وحوش التطرف.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق