التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 21, 2024

محلل سياسي سوري: على الأمم المتحدة تزويد مبعوثها إلى سوريا بما يحصن مؤتمر جنيف 3 من الفشل 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد المحلل السياسي السوري محمد علي حسين بأن دعوة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا لعقد جنيف3 مع وجود ضبابية على المستوى الدولي حول التعاطي مع ملف سوريا،يشير إلى أن الأوساط الأوروبية خارج الحكومات تسعى لإعادة العلاقة مع دمشق.

حسين أوضح ، إن بعض الحكومات لاتزال متمسكة بخيار الحرب ودعم المجموعات الارهابية والتكفيرية.

ولفت الى أن تأكيد دي مستورا على أهمية دعوة إيران إلى اللقاء تدلل على إنه ثمة فهم عام في الغرب حول أهمية الدور الإيراني في المنطقة خصوصاً وفي العالم عموماً، والتي تنجم عن الموقع والقوة الاقتصادية، وتنامي القدرة العسكرية المترافق مع صلابة المواقف السياسية، وكل ذلك يدعم الحكومة السورية في جنيف3، فالمشاورات إن حدثت بحضور الحلفاء الأساسيين لسوريا ستكون آمنة بكون هذه الدعوة تحصن الموقف السوري في ظل تهافت الدول المعادية على البحث عن فرصة مثل هذه لضرب الدولة السورية سياسياً ومن ثم الذهاب نحو ضربة عسكرية.

ولفت المحلل السوري إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ملزم قبل أن يطرح أي مبادرة سياسية على الدولة السورية أن يقدم ضمانات لوقف الأعمال التصعيدية من قبل الميليشيات، وذلك بكون الميليشيات التكفيرية المنتشرة في مناطق عدة من الأراضي السورية لاتتحرك بقرار مستقل لأنها لاتمتلك هدف حقيقي، والشعارات الإسلاموية التي ترفعها هذه الميليشيات هي للتغطية على الهدف الأساسي من وجودها على التراب السوري، موضحاً أن من الضرورة بمكان أن يقوم دي مستورا بكسب دعم لأي مبادرة سياسية يمكن أن يطرحها في المستقبل من قبل الاطراف المعادية لسوريا أولاً، فالحديث الجدي ليس مع المعارضات وإنما مع مشغلي الإرهاب، وذلك بكون الإرهاب هو المشكلة الحقيقة في سوريا.

وأشار حسين إلى أن التفاعل الحيوي من قبل الدولة السورية مع أي من متطلبات الأزمة قابلة دوماً للتصعيد الميداني من قبل الميليشيات المسلحة، بكون الدول الخليجية وخصوصا قطر والسعودية اللتين تتلاقيان مع الكيان الإسرائيلي في جملة من الأهداف في سوريا والمنطقة، لا ترغبان بأي تطور سياسي يمكن أن يأخذ البلاد باتجاه الحل واستعادة الهدوء.

وشدد حسين على إن جنيف3 يمكن أن يؤسس عليه، ولكن على الأمم المتحدة أن تزود مبعوثها بما يحصن هذا المؤتمر من الفشل، وعلى مجلس الأمن أن يلزم الدول الممولة والخارقة للقوانين التي يسنها بين الحين والآخر أن تلتزم بهذه القرارات خاصة لجهة تحريم وتجريم التعامل مع الميليشيات المسلحة في الداخل السوري، ولكن في ظل اتفاق أميركا وتركيا على تدريب من تسميهم واشنطن بالمعارضة المعتدلة، فإن الوصول إلى الحل السياسي لن يكون سهلاً في سوريا، بكون الحل السياسي يحتاج إلى هدوء في الميدان ويحتاج إلى اتفاق دولي على محاربة الإرهاب وعدم التمييز بين فصيل مسلح وآخر، وعلى أميركا أن تجيب نفسها أولاً على سؤال يقول، لو أن مسلحاً واحداً ظهر في إحدى ولاياتها ماذا ستكون ردة فعلها..؟.

وختم عيسى حديثه بالتأكيد على إن المسارات السياسية كافة مدعومة من قبل دمشق بما في ذلك جنيف3، لكن شروط الدولة السورية مازالت واضحة، وهي عدم المساس بالسيادة والتخلي عن ازدواجية المعايير، وبالتالي يمكن الحديث عن عملية سياسية جدية برعاية أممية، لكن ووفقاً لمعطيات الحاضر، فإن جنيف 3 سينهار، وتنهار معه آمال الحل السياسي بكون مشغلي الإرهاب متمسكين بإرهابهم.انتهى

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق