التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

العجز الاسرائیلی امام تعاظم ترسانة حزب الله 

لا يدري كيان الاحتلال الاسرائيلي ماذا يفعل ازاء ترسانة حزب الله العسكرية الضخمة والتي تكبر يوما بعد يوم ويعيش هذا الكيان الخوف الشديد من هذه الترسانة ولا يكف مسؤوليه عن الادلاء بتصريحات وتحذيرات حيال هذا الامر، وبما ان هؤلاء يرون ان حياتهم في خطر فان الصحف والجرائد الاسرائيلية مليئة باقوال المسؤولين والخبراء والمحللين تجاه هذا الامر ما يكشف العجز الاسرائيلي عن فعل شيء حيال هذا الامر حيث اصبحت ترسانة حزب الله العسكرية وخاصة الصاروخية منها كابوسا لهذا الكيان.

وقبل ايام قال المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل إنه وبعد بلورة اتفاق الاطار بين إيران والقوى العظمى حول برنامج ايران النووي، برزت في التعليقات الاسرائيلية التحذيرات من خطر استمرار نقل السلاح الايراني الى حزب الله، الأمر الذي دفع وزير الحرب موشيه يعلون الى اتهام إيران بذلك، على هامش زيارته التفقدية للجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان في ١٥ نيسان الفائت. وظهر التحذير الاسرائيلي نفسه في رسالة لوزارة الخارجية الاسرائيلية جاء فيها أن تسليح حزب الله هو المسألة الاكثر إلحاحا وحرجا بالنسبة لتل أبيب واشار هرئيل الى أن تهديد صواريخ حزب الله عاد واحتل مكانته بصفته التحدي الأمني الأول بالنسبة لتل أبيب.

وتابع هرئيل أن “التحذيرات الاسرائيلية خلال السنوات الاربع الاخيرة، تتركز كلها على نقل السلاح الذي يوصف بـ”الكاسر للتوازن” من سوريا الى حزب الله. فوفق التقديرات الاستخبارية، بحوزة حزب الله اليوم أكثر من مئة الف صاروخ وقذيفة، أي على الأقلّ ما يوازي سبعة أضعاف ما كان بحوزته عشية حرب لبنان الثانية في ٢٠٠٦، لكن هناك منحى مقلق آخر يتعلق بالصواريخ، لمّح إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكثر من مرة. فمنذ الحرب، ولاسيّما في السنوات الاخيرة، يحاول السيد نصرالله أن يثبت في تصريحاته ميزان الردع بالقول اذا ضرب الکیان الاسرائيلي البنى التحتية المدنية للبنان، فإن حزب الله سيوجّه ضربات مشابهة: الموانئ والمطارات ومحطات توليد الطاقة ستُضرب في الجانبين ولهذا الغرض، لا يحتاج حزب الله فقط الى مدى الصواريخ، فحسب كل التقديرات الاستخبارية، لديه صواريخ تغطي كل فلسطين المحتلة إضافة الى القدرة والدقة في الاصابة.

ويرى المعلق العسكري في هآرتس انه سواء نفذت اسرائيل الهجمات على قافلة أسلحة في القلمون كما ذكر في وسائل الاعلام العربية أم لا، فمن المنطقي الافتراض بان الجيش الاسرائيلي سيبقى في حالة تأهب عالية في الشمال في الفترة القريبة القادمة في ضوء خطر الرد من حزب الله.

اما النائب السابق لوزير الحرب الاسرائيلي أفرايم سنيه فقد قال ان امكانية المواجهة مع حزب الله على الحدود الشمالية لا تشطب عن جدول الاعمال، والاحداث الاخيرة في لبنان وسوريا تشهد على أن مثل هذه المواجهة هي امكانية معقولة.

وقال سنيه في مقال صحفي كتبه في معاريف: السلاح الصاروخي الذي لدى حزب الله، اكثر من الف صاروخ ومقذوفة صاروخية وقد قال نصرالله مؤخرا بان صاروخ فاتح ١١٠، القادر على أن يحمل رأساً متفجرا من نصف طن لكل هدف في اسرائيل بدقة شديدة، ليس الاكثر تطورا بين الصواريخ التي في حوزة منظمته.

 واضاف سنيه: في التوقع الذي قدمه مؤخرا قائد الجبهة الداخلية المنصرف اللواء ايال آيزنبرغ، يدور الحديث عن نحو ١.٥٠٠ صاروخ ومقذوفة صاروخية ستطلق على اسرائيل كل يوم في اثناء المواجهة مع حزب الله. ومن شأن مدى الدمار الذي سيلحق بالجبهة الداخلية الاسرائيلية في مثل هذه الحالة أن يكون هائلا، بالارواح وبالاملاك، مراكز حيوية للصناعة، الطاقة، المواصلات والصحة ستتعطل، وليس لزمن قصير.

وكان آيزنبرغ قد قال عشية عيد الفصح إنه في المواجهة المقبلة في إمكان حزب الله أن يقصف الکیان الإسرائيلي ما بين ١٠٠٠ إلى ١٥٠٠ صاروخ يومياً، وهو بذلك أثار عدداً من التساؤلات الصعبة: أين كانت القيادة المدنية والعسكرية في العقد الأخير؟ ولماذا سكتت ولم تمنع حزب الله من التزود بآلاف الصواريخ المتطورة القادرة على الوصول إلى أي نقطة في الکیان الإسرائيلي؟

وقال آيزنبرغ انه منذ حرب تموز تزود حزب الله بنحو ١٠٠ ألف صاروخ، من دون أن تثير أي حكومة إسرائيلية ضجة مثل الضجة التي أثارتها الحكومة الأخيرة حيال البرنامج النووي الإيراني. ومن المهم التذكير بأن أغلبية الصواريخ وصلت إلى حزب الله خلال السنوات الست الأخيرة، أي السنوات التي كان فيها بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة.

واضاف: إن خطر الصواريخ فعلي وراهن أكثر من الخطر النووي الإيراني، وممنوع أن ننتظر قيام الخصم بالخطوة الأولى ولا يمكن المحافظة مع “حزب الله” على توازن الرعب لمدة طويلة، وهذا التوازن سينهار عندما يريد الإيرانيون ذلك.

وهكذا يظهر يوما بعد يوم مدى التخوف الاسرائيلي من قدرات المقاومة الاسلامية التي اعدت ما استطاعت من قوة لمحاربة كيان الاحتلال ولا يمكن حتى للجانب الاسرائيلي ان يقدر بدقة ما هو حجم قوة المقاومة الاسلامية في اية مواجهة مستقبلية، لكن الذعر الاسرائيلي حيال قوة سلاح المقاومة كفيل ليدرك المرء بأن حزب الله يشكل اليوم عدوا قاهرا لكيان الاحتلال الاسرائيلي.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق