سؤالٌ بلیغٌ لک أیتها السعودیة: هل أصبح سفک دماء الیمنیین سبیلک للحیاة؟
بعد مُضي شهرٍ على العدوان السعودي على اليمن، يسأل الجميع اليوم عن سبب تواصل الحرب على الشعب اليمني. فالعدوان الذي لم يحقق أياً من أهدافه على الإطلاق، ما يزال يقتل شعباً أعزل، ينادي العالم بأسره منبهاً لحجم الأزمة الإنسانية التي يمر بها، دون أن تسمع السعودية ذلك. بل لعل السعودية تعبر ولأول مرةٍ عن ذاتها، لذلك استفحلت في العدوان الذي ارتقى لمستوى الإجرام. فماذا في مجريات العدوان السعودي الغاشم على الشعب اليمني؟ وكيف للسعودية أن تفسر الكثير من الأمور التي تجعلها بعيدةً عن الإنسانية؟ هذه بعضٌ من الأسئلة برسم السعودية.
هل يمكن لك أيتها السعودية أن تجيبي على أسئلةٍ خطها الواقع الأليم؟ أم أنك لا تعيشين في واقع الشعوب؟ وكيف لك أيتها السعودية أن تقدمي نفسك بعد اليوم، كبابٍ للخلاص، في وقتٍ جعلت من نفسك، أمثولة الإجرام؟ وهل تعرفين أيتها السعودية أنك سقطت من عين الشعوب، ولم تعودِ في سجلات تفكيرهم؟ هل يمكنك أن تجيبي على ذلك؟
هل يمكن برأيك، أن يكون الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي، وشعبه يذبح كلَّ يوم؟ وكيف يمكن له أن يكون أهلاً لذلك، وهو الذي يعيش في كنف المعتدي على شعبه ووطنه؟ وكيف يمكن لك أيتها السعودية التي تدعين أنك تسعىن لمصلحة الشعب اليمني، أن تقنعي اليمنيين برجلٍ يعيش في قصرٍ فخم، وشعبه يلجأ لأنفاق المياه ويتخذها مأوىً له؟ أم أنك ما زالت تظنين نفسك قادرةً على فرض ما تريدين؟
هل يمكن أن يتفضل علينا العميد الركن أحمد عسيري المتحدث باسم عدوانك، أن يخبرنا بما تبقى لديه ليقوله في مؤتمراته الصحفية؟ ولسنا ندري إن كان يستطيع أن يكشف لنا بنك أهداف عدوانك العسكري؟ وكيف يمكن له أن يفسر لنا هذا الموضوع في وقتٍ ومنذ البداية اقتصر بنك أهدفك على المدنيين العزل؟ بل كيف يمكن للناطق باسم عاصفة الحزم، أن يشرح لنا كيف تحولت من عاصفة الحزم، الى إعادة الأمل؟ ولو يتكرم علينا ويفسر لنا معنى الأمل السعودي؟ وأي أملٍ تسعين له، والأوضاع الإنسانية في اليمن متردية لدرجة أن برنامج الإغاثة العالمي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة أوقف مساعداته، لعدم قدرته على إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية لأكثر من ٢٥ مليون يمني؟
كيف لك أيتها السعودية أن تبرري فعلتك التي سيسجلها التاريخ؟ وإن كنت لا تبحثين عن حاضرٍ يجمعك بأحد، فكيف سيكون ردُّ فعلك على الأجيال اليمنية المقبلة؟ ألم تعلمي بَعدُ، أن الشعب العربي بأسره أصبح ينظر لك بأسفٍ وحسرةٍ، لأنك خيبت ظنه، يا أرض أشرف المقدسات؟ هل يمكن لك أيتها السعودية أن تخبرينا صراحةً ماذا تريدين؟ لعلنا نستطيع أن نرفع عن الشعب اليمني بعضاً من الألم الذي أصبح واقعه؟ أم أنك قررت الكشف عن وجهك الحقيقي الذي بدا أبشع من أي وجه؟
ماذا فعل لك جارك اليمن، لكي تفرضي عليه سجناً كبيراً وتعطلي له دورة الحياة؟ ماذا تريدين من قصف المطارات والمعابر والكهرباء والمياه؟ وأين مصلحتك في ذلك؟ لماذا تسعين لضرب ما تبقى من الاقتصاد اليمني بعد أن فقد الريال قيمته ولم يعد بإمكان المواطن اليمني شراء حاجاته الأساسية التي فقدها؟
كيف يمكنك أن تفسري أيتها السعودية وخلفك الدول الخليجية، البيان الصادر عن وزارة خارجية مجلس دول التعاون؟ وأي حلٍ سياسيٍ تريدينه وأنت تعرفين أن الشعب اليمني لن يقبل به؟ وهل تعرفين أن اليمن يشكر الله اليوم، لأنه ليس عضواً في مجلسك الخليجي؟ فعلى أي أساسٍ تسعين لفرض ما تريدين؟ ولماذا تسعين لفرض الرياض كمكانٍ للحوار وهي طرفٌ في النزاع؟ فهل تظنين أن الرياض أكثر أمناً؟؟؟ أم أنك لا تريدين إيقاف الحرب؟ وهل تعرفين أيتها السعودية أن الأمم المتحدة التي عادةً تستفيق متأخرة، أصبحت تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية في اليمن؟ أم أن جَبرَك قادك للتفكير أنه لا يمكن أن تصل صور جرائمك، بسبب وسائل إعلامك التي سقطت من عين الشعوب؟
إن الحديث عن المجريات بمهنيةٍ، أسقطها بكاء اليمن. بل إن المهنية تقتضي اليوم أن يأخذ المنحى الإنساني، كل النقاش. فالشعب الذي يذبح كل يوم، يستحق أن يشعر بغيرة باقي الشعوب. فلو لم يكن اليمن جار السعودية، لكن لبنان أو سوريا أو البحرين أو فلسطين أو العراق أو الأردن أو … أي بلدٍ عربيٍ وإسلامي آخر. لذلك يجب أن يعرف الشعب اليمني أنه ضحية حقد آل سعود. فالمشكلة أن اليمن مُبتلى بجارٍ كان منذ البداية حاقداً عليه. وعلى السعودية أن تجيب. وعلى كل حال، لا نطلب الإجابة لأننا بحاجةٍ لها، فالشعوب التي وجدت أن السعودية تؤمن أن ذبح اليمنيين هو سبيلها للحياة والبقاء، باتت تدرك ولحد اليقين، أن اليمن سيكون مقبرة السعودية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق