التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تعرّف علی سیاسة السعودیة فی مواجهة منتقدی العدوان علی الیمن 

لم تكن وتيرة حصار العاصفة السعودية المفروضة على الشعب اليمني مختلفة كثيراً عن حزم الرياض تجاه أي خرق إعلامي ضد العدوان على اليمن. سياسة تكميم الأفواه معتمدة حالياً على صعيد واسع في العالم العربي من “المحيط إلى الخليج”، بالتزامن مع حرب إعلامية واسعة عنوانها التأليب والتزوير في فبركة التقارير والأخبار تحت شعار “الغاية تبرّر الوسيلة “.

الحملة الإعلامية الشعواء من قبل الإعلام السعودي وأعوانه والتي بدأت مع الحرب السورية وتستكمل حالياً في اليمن، كشفت زيف الإدعاءات السعودية ولم يعد “حبل الكذب قصير” وصفاً نظرياً، بل الشواهد والادلة كفيلة ببيان ذلك بوضوح. فعلى سبيل المثال لا الحصر نشرت مؤخراً قناة “العربية” رأس حربة الفريق الإعلامي المأجور صورة ادعت أنها تعود إلى رتل عسكري لحركة “أنصار الله” في صعدة دمرته “سفن حربية” تابعة لحملة “عاصفة الحزم”، ولكن سرعان ما تبيّن أنّ الصورة تعود الى العام ١٩٩١ أثناء حرب الخليج الثانية، الأمر الذي أجبرت القناة على إزالة الخبر عن موقعها بعد ان اكتشف المشاهد العربي حقيقة الفضیحة الإعلامية المفبركة .

وفي مصر على سبيل المثال أثار قرار المسؤولين في التلفزيون الرسمي في مصر بوقف إحدى المذيعات عن العمل، بعد اتهامها بتوجيه انتقادات لعملية “عاصفة الحزم”، التي تقودها السعودية في اليمن، عاصفة من الجدل في الشارع المصري، امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي. فبعد انتهاء المذيعة عبير الفخراني من تقديم حلقة الأحد من برنامج “صباح المحروسة”، الذي يُذاع على القناة السادسة “قناة الدلتا الفضائية”، فوجئت بقرار من رئيس القناة، بإيقافها عن العمل، وإحالتها إلى الشؤون القانونية بقطاع القنوات الإقليمية بدعوى أنها “تعمل ضد توجه الدولة”، مع العلم أن المذيعة الشابة أكدت في مداخلة مع برنامج “حقائق وأسرار”، على فضائية “صدى البلد”، أنها تناولت موضوع “عاصفة الحزم” مع ضيوف برنامجها بشكل “مهني وموضوعي”، دون تبني رأي شخصي .

اما في الأردن فقد قامت الحكومة الأردنية باعتقال وتوقيف الكاتب جمال ايوب على ذمة التحقيق ١٥ يوما وتحويله لمحكمة امن الدولة بحجة تعكير صفو العلاقات مع السعودية بسبب كتابته لمقال يشرح الدوافع التي دفعت آل سعود إلی شن حرب على اليمن .

شاهد آخر على العدوان الإعلامي السعودي ضد الأقلام الحرّة هو ملاحقة نظام ال سعود للنائب الكويتي عبد الحميد دشتي، حيث سلّمت السفارة السعودية في الكويت وزارة الخارجية الكويتية مذكرة تطالبها فيها بالتحقيق في ما تعتبره إساءات متكررة من جانب النائب في مجلس الامة الكويتي عبد الحميد دشتي تجاه السعودیة، اثر انتقاده العدوان على اليمن، ودعت الى تحويله إلى النيابة العامة ومحاكمته .

وجاء الطلب السعودي هذا عقب مقابلة ظهر فیها النائب الکویتي عبد الحمید دشتي على قناة المنار قبل أسبوع، انتقد فیها السعودیة على خلفیة عدوانها على الیمن وشعبه، معتبراً أن الحرب التي تقودها السعودیة ستدمر کل دول الخلیج الفارسي .

هذا غيض من فيض السياسة السعودية الحالية التي تسير على خطى حليفها الأمريكي باستخدام الإعلام كسلاح فعّال في حربها على اليمن، لا بل حتى الأمريكي نفسه يعمد لإسكات الأصوات الحرّة عبر استبعادهم أو تجاهلهم وليس ترويعهم والمطالبة بسجنهم، ولكن هذه السياسة الإعلامية الخبيثة لن تثني أصحاب الأقلام الحرة عن مواصلة دورها الذي كفله الدستور والقانون، وعلى قيادات الحرب السعودية انتظار المئات من أمثال منتظر الزيدي .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق