أمراء سعودیون یستنجدون بایران
في نبأ يكشف مدى الشرخ الحاصل داخل صفوف العائلة الحاكمة في السعودية، اوردت صحيفة البناء اللبنانية نقلا عن مصادر خاصة داخل السعودية ان الامير متعب بن عبد الله ال سعود أرسل مبعوثاً الى ايران مستنجداً بها كي تساهم بوضع حد لسطوة وتهور حكم الصبية الجديد المتمثل في كل من محمد بن سلمان ومحمد بن نايف اللذین سيطرا على الحكم في السعودية بانقلاب ابيض بين عشية وضحاها بعد تراكمات من الخلافات بين العائلة الحاكمة في السعودية.
وقالت الصحيفة ان الامير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني كان قد رفض إرسال قوات الحرس الوطني الى الحدود اليمنية السعودية للمشاركة او المرابضة استعداداً لغزو الاراضي اليمنية كما امر الملك سلمان بن عبد العزيز، وقد ظهر الامير ولي ولي العهد محمد بن سلمان يقبل يد الامير متعب خلال تقديم التهاني والمبايعة. هذه المجاملة جاءت تلطيفاً للخلافات المستعرة خصوصا بعد الاطاحة بالامير مقرن الذي كان السند القوي للامير متعب، وأصبح متعب من دون مقرن كحمامة من دون أجنحة، واصبح عليه تقديم الطاعة والالتزام بقرارات ولي العهد محمد بن نايف الرجل الاقوى في هذا المرحلة.
وكذلك اتصل وزير الخارجية المخلوع سعود الفيصل قبل الاطاحة به بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قائلاً: أخرجونا من هذه المشكلة، الصبية أي محمد بن سلمان ومحمد بن نايف ورطونا في حرب نعلم إننا الخاسرون بها، ونطلب منكم ان تساهموا في المساعدة على إيجاد حل لهذه المشكلة. وبعدها قام الوزير سعود الفيصل بإدلاء تصريح تحدث به عن عاصفة الحزم وفي سياق حديثه قال “فضيلة الامام الخامنئي”. هذا الاتصال والبيان كانا من الاسباب التي أدت الى الاطاحة به واستبداله بسفير السعودية في واشنطن عادل الجبير، إضافة الى اسباب اخرى تتعلق بتصفية واستبعاد كل من كانت علاقته قوية مع الملك عبد الله وخالد التويجري الذي كان الرجل الاقوى في السعودية في عهد عبدالله.
وتضيف الصحيفة اللبنانية: لم تكن امريكا بعيدة عن أجواء الانقلاب الذي أعلن عنه الملك سلمان بتاريخ ٢٩/٤/٢٠١٥، فقد فرضت رجل الاستخبارات الامريكية السفير عادل الجبير لان يحل مكان سعود الفيصل رغم خلافاته العميقة مع محمد بن نايف ومحمد بن سلمان. وهناك معلومات ومؤشرات بانه لن يبقى طويلا في منصبه كوزير خارجية طالما ان ولي العهد وولي ولي العهد غير راضيان عنه، ويمكن للوليين إقناع الادارة الامريكية بشخصية أخرى من العائلة المالكة ويعمل لصالح وكالة الاستخبارات الامريكية لان هذا الشيء ليس عيباً ولا نقيصة بالنسبة لحكام السعودية بل من الامور المطلوبة.
واذا كانت هذه الانباء صادقة وتم ارسال مبعوث من قبل الامير متعب بن عبدالله بهدف الحصول على مساعدة من قبل الايرانيين لوقف الحرب السعودية الجارية على اليمن فلهذه الانباء دلالات اولها وجود انقسام كبير وصراع على السلطة بين صفوف امراء آل سعود حيث تعتبر وجود علاقة بينهم وبين ايران خطرا كبيرا على موقعهم السياسي ولكنهم وصلوا الى مرحلة من الصدام الداخلي والعجز الخارجي باتوا يخاطرون فيها بكل شيء من اجل انقاذ انفسهم من الورطة الكبيرة التي تعتبر من تداعيات العدوان على الشعب اليمني الاعزل.
ان استنجاد قسم من العائلة الحاكمة في السعودية بايران وطلب التدخل من طهران بالتوسط لانهاء الحرب الجارية في اليمن يثبت بأن ما قاله قائد الثورة الاسلامية في ايران عن تمريغ أنف السعودية في التراب قد تحقق بالفعل وان السعوديين باتوا يدركون هذه الحقيقة حيث ان حربهم لم تأت بأية نتيجة تذكر سوى الكشف عن الحقيقة العدوانية لآل سعود تجاه شعوب ودول المنطقة كما ان حركة انصارالله في اليمن استطاعت من جانبها بسط سيطرتها الميدانية على مناطق واسعة وشاسعة في اليمن بعد العدوان السعودي وهذا يؤكد بأن نتيجة الحرب السعودية جاءت معكوسة بالنسبة الى الرياض.
وسواء كانت هذه التطورات التي تناولته الصحيفة اللبنانية وصحف ومواقع أخرى صحيحة ام غير صحيحة فان ايران كانت ولاتزال مستعدة للتدخل من اجل حل المشاكل في اية بقعة من العالم الاسلامي بين الدول او الاحزاب او غيرها وهي لم ولن تدخر جهدا لاصلاح امور المسلمين لكن تطورات الامور في اليمن تثبت ان السعودية مقبلة على مرحلة دفع ثمن جرائمها واستخدامها للاسلحة المحرمة ضد المدنيين العزل في اليمن.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق