التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الإنتخابات الفلسطینیة بین موافقة حماس وجهوزیة السلطة 

 تعد الانتخابات الفلسطينية من المفصليات لدى الفلسطينين على المستوى السياسي وما يتبعه على المستويات الأخرى، فلقد انعكست نتائج الانتخابات الماضية عام ٢٠٠٦ شرخاً داخل الساحة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس في قطاع غزة وخروج حركة فتح من المشهد الغزاوي على الأقل، لكن هل ترسم الانتخابات الجدية المتوقع إنجازها في المدى القريب مشهداً فلسطينياً موحداً أم سيكون لانتخابات الماضية نسخة أخرى بكل تداعياتها؟؟

فلقد أعلنت لجنة الانتخابات الفلسطينية جاهزيتها التامة للقيام بأي عملية انتخابية يتم الدعوة إليها خلال المدد القانونية التي نص عليها قانون الانتخابات، جاء ذلك خلال بيان اعدته اللجنة في ٢٦ أبريل ٢٠١٥ وقالت إنها أقرت النسخة المحدثة من سجل الناخبين بعدد إجمالي بلغ مليون و٩٥١ ألفا و٧٩٩ ناخبا وناخبة .

وأضافت اللجنة أن عدد المسجلين يتوزع  في قطاع غزة ٨٠٦ آلاف و٩٨٨ بنسبة ٨٤.٦ بالمئة من أصحاب حق التسجيل. بينما بلغ مليون و١٤٤ ألفا و٨١١ في الضفة الغربية بنسبة تسجيل وصلت إلی ٧٤.٩ بالمئة. وتابعت أن هذا العدد من إجمالي المسجلين في سجل الناخبين يشكل ٧٨.٦ بالمئة من أصحاب حق التسجيل وفق التحديث الذي جرى في الفترة من ١ إلى ٥ مارس الماضي. ويتبين من بيانات سجل الناخبين، حسب اللجنة، أن عدد الذكور المسجلين هو مليون و١٤٧ ناخبا بنسبة ٥١.٢ بالمئة من مجموع المسجلين. بينما وصل عدد الإناث المدرجات في السجل إلی ٩٥١ ألفا و٦٥٢ ناخبة بنسبة ٤٨.٨ بالمئة من المجموع الكلي للمسجلين .

وفي سياق متصل أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، نهار الخميس الماضي، أن حركته جاهزة لانتخابات تشريعية ورئاسية. وكانت حماس حققت انتصارا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي جرت في ٢٠٠٦. تصريحات مشعل جاءت في كلمة قصيرة له ألقاها، خلال حفل نظمته كتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة “حماس” في جامعة بيرزيت بمناسبة فوزها بانتخابات مجلس الطلاب. ويتبادل الطلاب من ممثلي الحركتين في كافة المناظرات الاتهامات نفسها بين الحركتين على الصعيد التنظيمي وتطرح مواضيع مثل المصالحة المتعثرة والتنسيق الامني مع الکیان الاسرائيلي واجراء انتخابات تشريعية مع تجاهل لمشاكل الطلاب العادية .

وأضاف مشعل “القضية الوطنية الفلسطينية هي أكبر من فتح وحماس وكل الفصائل ويجب أن تتضافر الجهود للتحرير وإقامة الدولة”. ومضى بقوله “نجاح الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس الطلاب ببيرزيت خطوة على طريق مشروعنا الوطني الكبير، وأؤكد لكم أن الجميع فائز لأن العملية الديمقراطية قد نجحت”. وتابع “نحن جاهزون لانتخابات التشريعية ورئاسية “.

ومن جانب اخر قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه مستعد للإعلان عن موعد الانتخابات العامة في البلاد فور موافقة حركة “حماس” على إجرائها، موضحاً في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية بالتزامن مع بدء زيارة عباس لروسيا، أن المرسوم الخاص بإجراء الانتخابات سيصدر فور تأكيد “حماس” استعدادها لإجراء الاقتراع .

وتابع أن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية مرهون بسير المصالحة الفلسطينية. وأعاد إلى الأذهان أن اتفاق المصالحة بين “فتح” و”حماس” الذي عُقد منذ عام، كان ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وزراء مستقلين تكنوقراط، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأعاد إلى الأذهان أن حكومة الوحدة الوطنية بدأت عملها، وتسعى السلطات لتطبيق البند الثاني من الاتفاق المتعلق بإجراء الانتخابات. من جانب آخر، أعرب الرئيس الفلسطيني عن قلقه إزاء توجه “حماس” لإجراء مفاوضات منفصلة مع “إسرائيل” بشأن “مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة “.

والجدير ذكره ان آخر انتخابات تشريعية فلسطينية تمت في يناير عام ٢٠٠٦ تمخض عنها فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالأغلبية البرلمانية، فيما كان قد سبق ذلك بعام انتخابات للرئاسة اتاحت بالرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس الذي يتزعم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وجرى مطلع يونيو الماضي تشكيل حكومة وفاق فلسطينية أوكلت لها مهام توحيد المؤسسات الفلسطينية والبدء بالتحضير لانتخابات فلسطينية عامة خلال مهلة ستة أشهر غير أنه لم يتم التقدم عمليا بهذه المهام بسبب استمرار الخلافات بين حركتي فتح وحماس منذ سيطرتها على قطاع غزة بالقوة منتصف يونيو عام ٢٠٠٧ وتعثر تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية .

وفي سياق متصل باركت حركة فتح، لحماس فوز كتلتها الطلابية في انتخابات جامعة بيرزيت، مطالبة إياها بـ”تكريس الديمقراطية عبر قبولها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية”. وفازت كتلة الوفاء، الذراع الطلابي لحركة حماس في جامعة بيرزيت، قرب رام الله، بانتخابات مجلس طلبة الجامعة (غير حكومية)، حسب بيان ألقاه محمد الأحمد، عميد شؤون الطلبة في الجامعة، الأربعاء الماضي. وأظهرت النتائج، حسب الأحمد، فوز كتلة الوفاء بـ٢٦ مقعدا، بينما حصلت حركة “الشبيبة”، الذراع الطلابي لحركة فتح، على ١٩ مقعدا، وحركة “القطب”، الذراع الطلابي للجبهة الشعبية، على ٥ مقاعد، بينما حصل تحالف قوى يسارية شيوعية (الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني وجبهة النضال) على مقعد وحيد .

قد تكون الانتخابات الطلابية فاتحة خير للانتخابات التشريعية وتكون التشريعية بداية لحل فلسطيني شامل يعيد اللحمة للجسم الفلسطيني ويؤد الاقتتال الداخلي معيداً بوصلة السلاح نحو القضية الاساسية وهي كل فلسطين .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق