التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

وحدة العراق خط احمر 

د. ماجد اسد /
ليس لان الديمقراطية تسمح لعدد من الافراد / او الكيانات ان تدرك حسب ، بل ان تحس و تشعر انها تدرك انها مسؤولة بالرد على اسئلة تمتد الى قرون ، و في مقدمتها : هل تستطيع الضربات بمعنى الزلازل الجديدة ، ان تحقق ما لم تحققه سابقاتها التي مرت على بلاد ما بين الرافدين من اثار شبيهة بعمل القضاء و القدر ، في الوقت الذي اصبح الانسان المعاصر اكثر حكمة و قدرة على تحليل الاسباب ، العلل و اكثر معرفة في ما ستؤول اليه النتائج .. ؟
فأسفار التاريخ تذكر ان شعب السواد استطاع تجاوز محن الطوفانات ومنها الطوفان الاكبر الذي يرى بعض الجيولوجيين انه حدث قبل سبعة الاف و خمسمائة عام فضلا عن محن او نكبات التدخلات التقليدية كالغزو ، و الاستيلاء على ممتلكات و مصادر اهل العراق و التحكم فيها لعقود او قرون !
فالتاريخ يروي بأدق مهارات الكتابة كيف كانت مدن العراق من اعالي الفرات الى ضفاف البحر تجدد حياتها و تباشر بأضافة حقبة حضارية لها قوانينها ، و انظمتها و نتائجها على صعيد المنجز التنموي ، و المعرفي و الجمالي و الانساني قبل شي مما سمح للمؤرخين ان كانو عراقيين ، او اجانبآ يستدلون بدراسة تعدد الحضارات الواحدة بعد الاخرى من سرمر الى نينوى و من اكد الى اربيل و من بابل الى الحضر و من سبار الى الحضارة العربية الاسلامية …
و لقد رسخ هذا النهج في الموروثات الجينية لدى السكان بأن الارض بمياهها و مدافنها و كنوزها و اثارها المعرفية والفنية لأصحاب الارض و ليس لأي اخر غريب لان الاخير مهما ابدى تعنتا و قسوة فأن الفعل الوحيد يرجع لأهل العراق من اعلى الفرات الى البحر سيعيدون محو مراحل الظلمات و الرداءة و الفتن و بناء زمنهم بالمنطق و الارادة والحكمة .  فأذا كان بعض ( الديمقراطيين ) الجدد يرون ان تقسيم العراق الى شظايا و اجزاء دون النظر الى كل من لم يحقق واجباته تجاه الشعب فأنه لن يجد الحل عندما يتحول العراق الى دويلات مدن او الى قرى متناثرة لا يخسر فيها الجميع فحسب ، بل لا تجد الاجزاء المتناثرة بما كانت عليه قبل البعثرة و التشتييت الا الى مزيد من التقسيم و الضياع . فلماذا ترعب الديمقراطية الحقيقية بصفتها منهجا في ادارة البلاد – اي بلاد – كما في البلدان الزاخرة بوحدة طوائفها ، و دياناتها و قومياتها و مذاهبها و ايديولوجيتها من الهند الى الولايات المتحذة الامريكية ، و من الصين الى المملكة المتحدة .. الخ .
هؤلاء الذين لم يغفلو عن محاسبة المقصرين في ادارة شؤون بلدانهم في الخدمات ، و في الصحة و في التعليم و في التنمية البشرية والاقتصادية ، الى الفساد .. الخ .
فلماذا تبدو مشروعات تفكيك الارض و التاريخ و تقطيع الارحام وبتر الصلات و فصل الاعضاء .. الخ . خطوات للزهو و الفرح و الاحتفال … ؟ ! و كأن تدمير العراق وحده سيغدو الانتصار الاكبر ! بدل ان نتذكر كيف نهضت الامم بوحدتها و بديمقراطيتها و بأحترامها لحقوق الانسان و هي تعمل تحت الشمس وليس في الظلمات !
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق