عربة الفقير المستهدفة
عبدالرضا الساعدي
المشهد الذي أمامي ليس مباشرا ، ولكنه موثق ومنشور من قبل زملاء صحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي ، ويمثل عربة لبائع عصير متجول ، تقف على رصيف إحدى الساحات العامة في بغداد .. العربة في المشهد من دون البائع الذي تعرض على ما يبدو لمداهمة من موظفي الأمانة ، لأن محتوياتها قد تساقطت وتبعثرت على الأرض بطريقة مهينة جدا !!
إلى الآن لا أعرف الأسباب والتفاصيل ، ولكن خلاصة معلوماتي هي أن الأمانة تريد استتباب النظام وتنفيذ القوانين المتعلقة بالأماكن العامة والحفاظ على نظافة وجمالية المدينة ، وهذا شيء حسن ومقبول وجزء من الواجب المناط بها ، ونحن معهم ونساندهم في تسيير النظام والقوانين في البلد ، ولكن ثمة ما يرافق هذه الإجراءات من أسئلة واستفهام نريد إجابات لها .. ومن بينها :
إلى الآن لا أعرف الأسباب والتفاصيل ، ولكن خلاصة معلوماتي هي أن الأمانة تريد استتباب النظام وتنفيذ القوانين المتعلقة بالأماكن العامة والحفاظ على نظافة وجمالية المدينة ، وهذا شيء حسن ومقبول وجزء من الواجب المناط بها ، ونحن معهم ونساندهم في تسيير النظام والقوانين في البلد ، ولكن ثمة ما يرافق هذه الإجراءات من أسئلة واستفهام نريد إجابات لها .. ومن بينها :
* ما هو البديل المقترح من قبل دائرة الأمانة حين رفضت وركلت عربة الفقير هذا ؟
*هل تشترط هذه الإجراءات أن تهين الحكومة مصدر رزق الفقراء في الساحات العامة بهذا الشكل ؟
*ما المتوقع من ردود فعل مقابلة لرجل يقطع رزقه ورزق عياله في ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد مثل ظروفنا حاليا ؟
*هل ينبغي تنفيذ القوانين والإجراءات بحق الضعفاء والمساكين وحدهم دون غيرهم ،الذين لا حول لهم ولا قوة في هذا البلد ، ونستثني الأقوياء وأصحاب النفوذ والسلطة والجاه والمال ؟
إذا كان لدى دائرة الأمانة الموقرة وأي دائرة حكومية لها صلة بخدمة الناس والبلد عموما ،إجابات وحلول شافية ومقنعة ومنصفة لنا وللمواطنين الفقراء أمثال هؤلاء ، بخصوص أسئلتنا هذه ، سنعتبر إجراءاتها عادلة وقانونية ولا غبار عليها ، وإن لم تملك مثل هذه الإجابات والحلول ، فهو الظلم بعينه ، وينبغي على المسؤولين في مثل هذه الدوائر الخدمية أن لا ينسوا أن الشرارة الصغيرة تولد حرائق كبيرة ، وهي التي أدت إلى ما أدت إليه مما يسمى ( بالربيع العربي ) الذي تحول إلى خريف وفوضى وشؤم على بلدانها وشعوبها ، لكن الأساس بدأ من الإحساس بالظلم ، والشرارة من بائع متجول ..!
فليس من المنطقي والإنساني بشيء ، أن يستهدف الفقراء في البلد مرتين ، مرة بالمفخخات الإرهابية الإجرامية ، ومرة بالإجراءات الحكومية غير المدروسة والمحسوبة ، بدلا من حمايتهم ومساعدتهم في إيجاد فرص عيش ورزق كريم وآمن في أوطانهم .
فليس من المنطقي والإنساني بشيء ، أن يستهدف الفقراء في البلد مرتين ، مرة بالمفخخات الإرهابية الإجرامية ، ومرة بالإجراءات الحكومية غير المدروسة والمحسوبة ، بدلا من حمايتهم ومساعدتهم في إيجاد فرص عيش ورزق كريم وآمن في أوطانهم .
وباختصار شديد ، على الدولة ومؤسساتها الخدمية أن تبحث عن (بدائل وحلول ) رفقة إجراءاتها القانونية بحق الناس ، كما يجب تطبيق القوانين بعدالة على الجميع دون استثناء طرف على حساب آخر ، كما لا ينبغي إهانة الناس البسطاء في مصادر عيشهم ، وعلى المسؤولين قراءة الواقع الحالي قراءة صحيحة وبمعالجات ممكنة توفر للمواطن قدرا معقولا من الطمأنينة والإحساس بالانتماء لهذا الوطن ؛ كرحم يحتويه وليس طاردا له .. من هنا يجب أن نفكر ونعمل بأمانة وإخلاص .
في الافتتاحية