التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

الجدید فی الدعم الترکی للإرهاب: أنقرة تزود “داعش” بالمتفجرات 

عندما نتحدث عن الأزمة السورية لا يمكن إغفال الدور التركي السلبي في تسعير نار الأزمة عبر سياستها العنصرية والإرهابية التي مارستها منذ بداية الأزمة حتى اليوم، ولم تكتف بفتح حدودها مع سوريا للإرهابيين من أجل عبور قتلة الإنسانية نحو سوريا، بل ذهبت الى دعم مجموعات المرتزقة بالسلاح والمعلومات وحتى بالمواد الكيميائية والسامة التي استخدمها المسلحون في أكثر من جبهة.

الدور التركي الجديد: إمداد داعش بالمتفجرات

ففي كل يوم تتكشف حقائق جديدة تؤكد تورط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دعم الإرهاب. فبعد أن حوّل تركيا إلى مقر ومعبر لمرور القتلة الجوالين وسرقة معامل حلب أكدت صحيفة تركية أن نظام أردوغان يرسل أسمدة مخصبة للتنظيمات التكفيرية في سوريا لاستخدامها في صناعة المتفجرات.

فقد كشفت صحيفة حرييت التركية أن أسمدة مخصبة من “نترات الأمونيوم” يمكن استخدامها في تصنيع المواد المتفجرة تتدفق إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا من الأراضي التركية. وأضافت الصحيفة أن العديد من العمال الأتراك يعملون طوال اليوم بتعبئة الأسمدة في الأكياس ويضعونها في العربات ليتم نقلها إلى تنظيم داعش الإرهابي عبر المعبر الذي يربط بلدة تركية بسوريا، وأشارت إلى أنه بالرغم من أن هذه الأسمدة من نترات الأمونيوم قد تستخدم في الزارعة إلا أنه من المعروف أنها باتت تستغل على نطاق واسع من قبل الإرهابيين في كافة أنحاء العالم ومن بينهم إرهابيي داعش لصنع المواد عالية التفجير.

الصحيفة لفتت إلى أن عمليات النقل العلنية لهذه المخصبات من “نترات الامونيوم” إلى مواقع تنظيم ما يسمى “داعش” تسلط الضوء على الشكوك بشأن الالتزام التركي المزعوم بعزل الإرهابيين على حدودها داخل سوريا، في وقت يؤكد فیه المراقبون تواصل الدعم الذي تقدمه حكومة “حزب العدالة والتنمية” للتنظيمات الإرهابية في سوريا بالسلاح والمال، وفتح الحدود لها كما حصل في إدلب مؤخرا عندما هاجم آلاف التكفيريين المرتزقة القادمين عبر الحدود المدن والقرى السورية الآمنة بإسناد ناري تركي.

هذه المعلومات أكدتها صحيفة “The New York Times”  الأمريكية والتي أوردتها في تقرير بتاريخ ٤/٣/٢٠١٥ تحت عنوان “الأسمدة مناسبة ايضاً للقنابل، تتدفق لداعش عبر تركيا” والتي دعّمتها بصورٍ من الداخل التركي تتحدث عن عملية تحميل هذه المواد الى داعش داخل الأراضي السورية.

تركيا معبر السلاح والإرهاب

لا يخفى على أحد الدور الذي لعبته تركيا في تأجيج الصراع داخل سوريا، فهي سعت منذ انطلاقة الأزمة الى فتح العابر الحدودية أمام مجموعات الظلام والتكفير وحتى السلاح، وهذا ما أدلى به رئيس الإستخبارات الأمريكية جيمس كلابر عن قيام السلطات التركية بتسهيل عبور الإرهابیين الأجانب من الأراضي التركية الى السوريا في إقرارٍ من أعلى سلطة أمنية أمريكية بالمزيد من الأدلة الدامغة عن تورط نظام اردوغان في دعم تنظيم داعش الإرهابي وتمويله وتسليحه، ففي السياق نفسه وعن العلاقة الخفية بين أنقرة و”داعش” قال ديفيد فيليبس، مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد جامعة كولومبيا لحقوق الإنسان في تقرير أصدره مؤخرا: ”صحيح أن تركيا أعلنت انضمامها إلى التحالف الدولي في حربه ضد داعش، وتعهدت بوضع قاعدة انجرليك الجوية في خدمة التحالف، غير أنها ما لبثت أن نفت سماحها للطائرات الأمريكية باستعمال قاعدتها، والمحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية حتى الآن مضيفاً كذلك الأمر بالنسبة لتعهد تركيا باحتضان برنامج لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لم يترجم بعد على أرض الواقع”. وفي سياق متصل أعلنت الشرطة الدولية “الإنتربول” أن الجهاديين الراغبين في الانضمام إلى تنظيم “داعش” يدخلون إلى سوريا عبر تركيا، مستخدمين الرحلات البحرية.

ونحو مزيد من اثبات القرائن ضد الدعم التركي لداعش أجرت صحيفة “نيوزويك” مقابلة مع “شيركو عمر”، وهو اسم مستعار لأحد مقاتلي “داعش” المنشقين الذي روى كيف سافر في شهر فبراير (شباط) الماضي على متن قافلة من شاحنات التنظيم المتطرف، ضمن وحدة من المقاتلين، من معقلهم في مدينة الرقة السورية، عبر الحدود التركية، وعاد ثانية عبرها، لمهاجمة الأكراد السوريين في مدينة سري كانيه شمال سوريا.

وقال عمر: “طمأننا قادة داعش أن لا نخاف شیئاً على الإطلاق، لأن هناك تعاونا كاملا مع الأتراك، وأنه لن يحدث مكروه، خصوصا أن هذه هي الطريقة المعتمدة للسفر بانتظام من الرقة وحلب إلى المناطق الكردية الواقعة في أقصى شمال سوريا والتي كان يستحيل الوصول إليها عبر الأراضي السورية، لأن وحدات الحماية الكردية تسيطر على معظم الأراضي هناك”.

وأكد عمر أنه خلال الفترة التي قضاها مع “داعش” كان ينظر إلى تركيا بوصفها حليفا أساسيا ضد الأكراد الذين يمثلون العدو المشترك لكل من “داعش” وتركيا، وأن التنظيم “ما كان قادرا على نشر مقاتليه في الأجزاء الشمالية من المدن والبلدات الكردية في سوريا لولا الدعم التركي”.

تحاول تركيا أن تلعب دور الحمل الوديع بخصوص الأزمة السورية، لكن من المؤكد أن سياق الأحداث لن يصل الى المبتغى الأردوغاني، فهذه أوروربا التي ساهمت وساندت دخول الإرهابيين الى سوريا، بدأت ومنذ مدة تجرع الكأس المرة، فما حدث في شارل إيبدو وغيرها وربما سيحدث لاحقاً في الداخل التركي وهي النتيجة التي لا تستطيع انقرة تحملها، لكن لابد من الرجوع بالذاكرة الى الماضي القريب عندما القت المخابرات التركية القبض على إرهابیين بحوزتهم غاز السارين الذين أرادوا إدخاله الى سوريا أو ربما يستخدمونه لاحقاً في تركيا. كلها شواهد حية قد لا تكون رادعاً للجانب التركي بالمدى المنظور، لكن عندما تنتهي الخدمة التركية “لداعش” سيحين الدور التركي على أجندة الإرهابيین، عندها تستيقظ أنقرة من عنجهيتها لتلاقي الواقع المر الذي شهدته أوروبا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق