باحث فلسطيني: المقاومة المسلحة خيار الشعب الفلسطيني والسبيل الوحيد لاسترداد الأرض
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى الباحث الفلسطيني الدكتور بسام رجا إن ذكرى “النكبة” تأتي في ظل ما يسمى “الربيع العربي” زوراً وخداعاً، “الربيع ” الذي أسس لمفاهيم ضرب دول المقاومة واستنزافها وجر المنطقة إلى مستنقع الحروب الأهلية .
و قال رجا ان استراتيجية الأهداف تَسيد الكيان الصهيوني وتشطب القضية الفلسطينية من التاريخ والصراع .ومع هذا السيل الجارف للفوضى لم تزل القضية الفلسطينية وستبقى محور الصراع ومركزيته.
وأضاف رجا أن المحور الرئيس للحرب التي تشن على سورية هو فلسطين – وإنهاء دورها الريادي والقومي الذي لعبته للحفاظ على القضية الفلسطينية وشعبها، ودون أدنى شك أن الرهان الصهيوني على شطب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني قد فشل فشلاً ذريعاً، ولم يحقق أهدافه في إخراج الفلسطيني وقضيته من دائرة الصراع ليصطدم بجدار الإرادة الشعبية التي قاومت مشاريع التصفية لقضية اللاجئين – جوهر الصراع، ونتحدث هنا عن جيل فلسطيني ولد خارج فلسطين ولكنه متشبث بترابها.
وتابع: بعد 67 عاماً من النكبة والجراح والتآمر من أنظمة تأمركت بحكم ارتباطها بالمشروع الأمريكي- الصهيوني ولم تقدم عبر سنوات الصراع سوى قرارات سياسية بائسة جوهرها تصفية الحقوق للشعب الفلسطيني تواصلت المقاومة و لم تتراجع وكان آخرها حرب غزة عام 2014. هنا لا بد من الإشارة إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت اتفاقية أوسلو عام 1993 ارتكبت أكبر مجزرة سياسية بحق الشعب الفلسطيني لأنها دخلت في نفق التسويات وجعلت قضية العودة رهناً للقرارات الصهيونية ولم يلتفت الشعب الفلسطيني لكل بازارات التسويات وانتفض عام 2000 وواجه المحتل في سنوات لاحقة أيضاً واليوم نشهد ارتفاع منسوب العمليات البطولية في القدس وفي الضفة والاشتباك المتواصل مع الصهاينة في غزة.
ورأى رجا أن المؤامرات لشطب حق العودة تتواصل وشاهدها محاولة تصفية المخيمات الفلسطينية في سورية ضمن مشروع إخراجها من دائرة الصراع ، وسورية التي حضنت الشعب الفلسطيني وقيادته وثورته ووفرت له كل سبل المقاومة. المطلوب اليوم من الجماهير العربية والإسلامية أن تعود للساحات وتملأ الدنيا هتافاً في وجه تلك الدول التي تآمرت وتتآمر على محور المقاومة و رأس حربته سورية .مادامت سورية بخير فالقضية الفلسطينية بخير ولن ييأس الشعب الفلسطيني وستبقى كل الجبهات مفتوحة لعودة أبناء فلسطين إلى أرضهم .
وعن عودة القدس إلى صدارة الأحداث كيف يقرأ واقع القدس اليوم قال إن الكيان الصهيوني بعد العام 1967 دأب على مواصلة مشروع إقامة القدس الكبرى.. ووسع من حدود القدس بهدف تغيير ملامحها ونسف هويتها العربية –الإسلامية، وتمارس داخل القدس إجراءات تعسفية كبيرة من خلال التضييق على أهلها..، وسحب هوياتهم ومصادرة “أملاك الغائبين” وفق القانون الصهيوني الذي يتم تفعيله مؤخراً..، وازداد عدد المستوطنين فيها (350) ألف مستوطن وهذا مؤشر على المشروع القادم لإفراغ القدس من أهلها.
وتابع: يضاف إلى ذلك المشاريع التي طرحت لتقسيم الحرم القدسي الشريف مكانياً وزمانياً وحملات الاعتقالات المستمرة..، والاستيلاء على الكثير من المناطق في القدس وكل ذلك يسير في وتيرة تهويدها. وكل ما طرح من مشاريع رسمية عربية يوضع في الأدراج..، للارتباط أصلاً بين النظام الرسمي العربي والمشاريع الأميركية التي تهدف للوصول إلى “حل سياسي” هدفه شطب القضية الفلسطينية وحق شعبها في أرضه التاريخية. أمام هذا المشهد الخطير من الإجراءات الصهيونية المتواصلة نحن أمام خطر حقيقي يحتاج لآليات دعم لشعب فلسطين.
وعن تقديراته عن بعض القراءات عن وجود خلافات صهيونية فبما يتعلق بأولويات الملفات أشار رجا الى ان الحكومة الصهيونية التي تشكلت هي حكومة استيطان وإن اختلفت المسميات. هذه الحكومة تواصل في ذات الخطوات التي اتخذتها سابقاً في حربها على الشعب الفلسطيني وإبادته وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات وتدير مفاوضات على أساس إنهاء القضية في محمية تسميها دولة فلسطينية. هي حكومة حرب كسابقاتها حيث تجتمع فيها الأحزاب الدينية والأحزاب اليمنية الأخرى اذاً كل حديث أن هناك خلافات هو مجرد ذر للرماد في العيون.
وعن رأيه في موقف جامعة الدول العربية اليوم مما يحدث في فلسطين والوطن العربي قال إن جامعة الدول العربية خرجت من دورها منذ زمن طويل، هي جامعة حكام وليست جامعة شعوب.فعندما يتم التآمر على دولة مقاومة مثل سورية هذا يؤكد كلامنا. انتهى دور الجامعة فلم تعد تمثل لا طموحات ولا مقدرات الشعوب.
وعن خيارات الشعب الفلسطيني اليوم صرح بأن المقاومة المسلحة و-هذا خيار الشعب الفلسطيني – هي السبيل الوحيد لاسترداد الأرض وقد أثبتت اتفاقيات “أوسلو”عقم هذا الخيار حيث لم يبق من هذه الاتفاقيات سوى التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني لتكون الحكومة الفلسطينية مجرد أداة .إذاً على السلطة الفلسطينية أن تعيد حساباتها السياسية وتعمل على توحيد الصف والانزياح باتجاه خيار المقاومة.انتهى