التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

القبائل الیمنیة تلقن النظام السعودی درساً بلیغاً رداً علی مجازره فی صعدة 

بعد مرور اكثر من اربعين يوماً على بدء العدوان السعودي – الامريكي على اليمن وتماديه في قتل المدنيين وتدمير مدنهم وبناهم التحتية، بدأت القبائل اليمنية الرد بقوة على هذا العدوان، ملحقة خسائر  كبيرة بالجانب السعودي.

وقد اعلن الشيخ حسن ابو هدرة رئيس ملتقى شباب منطقة “بكيل” ان القبائل اليمنية تمكنت من أسر  عدد من العسكريين السعوديين في منطقة نجران، مشيراً الى انه سيتم قريباً نشر تسجيل مصور لأسرى الجيش السعودي.

وفي وقت سابق بثّت مواقع التواصل أفلام فيديو لسيطرة مقاتلي القبائل على خمسة مواقع عسكرية سعودية في نجران، فيما اوضحت مصادر ان القتال امتد الى منطقة جازان وإن عدداً من الجنود السعوديين قتلوا الى جانب سبعة جنود اردنيين لقوا مصرعهم وذلك بعد يوم واحد فقط من وصولهم الى مواقعهم في هذه المنطقة القريبة من الحدود اليمنية.

واكد ابو هدرة ان القبائل لم تنسحب من المناطق التي سيطرت عليها في نجران، مشيراً الى انه تم غنم عدد من الصواريخ التي كانت بحوزة القوات السعودية في هذه العملية.

في غضون ذلك اشارت مصادر عسكرية الى انه تم اطلاق العشرات من صواريخ غراد وقذائف مورتر  باتجاه اماكن تجمع القوات السعودية في نجران. واعترفت سلطات الرياض بمقتل خمسة من جنودها وجرح سبعة عشر آخرين في هذا القصف، فيما قررت شركة الخطوط الجوية السعودية تعليق رحلاتها إلى هذه المنطقة حتى إشعار آخر.

وجاء القصف رداً على المجازر الاخيرة التي ارتكبها الطيران السعودي في محافظة صعدة شمال اليمن والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء معظمهم من النساء والأطفال بينهم أسرة مؤلفة من سبعة أشخاص، فيما اعلن أطباء عن إصابات عديدة بين المدنيين نتيجة انفجار القنابل العنقودية المحظورة التي ألقتها الطائرات السعودية على هذه المحافظة.

من جانب آخر اشارت مصادر يمنية الى مقتل اللواء الركن “علي ناصر هادي” قائد المنطقة الرابعة في محافظة عدن جنوب البلاد التي تشهد اشتباكات بين الجيش اليمني وانصار الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي. وكان “علي ناصر هادي” قد عين قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن ولحج وأبين بعد هروب منصور هادي الى الرياض في اذار/ مارس الماضي.

في هذه الاثناء اعلن القيادي في حركة أنصار الله، عبد المنعم بشير المحمدي، ان الحركة تمكنت بمساندة الجيش واللجان الثورية من احراز تقدم كبير في عملياتها ضد الارهابيين وقتل العشرات من عناصر القاعدة وميليشيات هادي والاستيلاء على أسلحتهم وتدمير أوكارهم في سائر مناطق عدن، كما تمكنت من التقدم في منطقة النصيرة بمحافظة شبوة وقتل اكثر من ٢٠ إرهابياً من تنظيم “داعش”.

في غضون ذلك شهد الشارع اليمني حراكاً تقوده نخب شبابية للإعلان عن تحالف شبابي ضد العدوان السعودي خلال الايام القليلة القادمة. وذكرت مصادر خاصة ان نخبة من الشباب يعقدون لقاءات تحضيرية في بعض المحافظات قبل الاعلان الرسمي للتحالف، مشيرة الى أن الحراك يتركز حالياً بشكل كبير في العاصمة صنعاء ومحافظات الضالع وعمران وأب وتعز والمحويت، ومن المتوقع الإعلان عن هذا التحالف مطلع الاسبوع القادم تحت مسمى “التحالف الوطني للشباب”.

على صعيد آخر وجراء تفاقم الاوضاع الانسانية في اليمن نتيجة تواصل العدوان السعودي ومطالبة الكثير من المنظمات بضرورة إفساح المجال أمام المساعدات، دعت الأمم المتحدة الى هدنة ومد جسر إغاثي من دولة جيبوتي إلى أماكن الاحتياج في اليمن، في حين اكد مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “جون غينغ” أن ما يصيب الشعب اليمني غير إنساني ولا مبرر له، داعياً إلى وقف قصف المطارات كونه يعيق جهود الإغاثة.

على الصعيد السياسي قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه من المحتمل أن تستضيف مدينة جنيف السويسرية المفاوضات المزمعة بين أطراف الأزمة اليمنية. ورداً على سؤال بشأن إمكانية نقل الحوار من الرياض إلى مكان آخر قال “حق” إن جنيف هي إحدى الأماكن المقترحة لهذه المحادثات إلا انه لم يشر إلى موعد محدد لإجرائها.

واضاف “حق” خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أن “بان كي مون” يسعى إلى وقف إطلاق النار في اليمن، في ظل الحاجة إلى هدنة إنسانية لدخول المساعدات، لافتاً إلى أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، سيلتقي جميع أطراف الأزمة، بما في ذلك جماعة أنصار الله التي رفضت في وقت سابق على لسان القيادي محمد البخيتي مؤتمر حوار الرياض لحل الأزمة.

واخيراً لابد من القول انه ورغم الدمار الهائل الذي افرزه الهجوم السعودي على اليمن، ما زال الشعب اليمني قادر على أن يبرهن للعالم أنه قادر على دحر العدوان، والدليل على ذلك حجم الانتصارات التي حققها الجيش واللجان الشعبية بقيادة حركة “انصار الله” والتي انعكست مؤخراً بظهور حالة واسعة من التشرذم في صفوف ما يسمى “انصار هادي والقاعدة وداعش” في جنوب البلاد رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه هذه الجماعات من السلطات السعودية والدول الحليفة لها. وهذه الانتصارات من شأنها أن تشكل حالة واسعة من الإحباط والتذمر عند شركاء السعودية في هذا العدوان الساعي إلى إسقاط اليمن واجباره على الاستسلام، لكن الصمود الذي يبديه الشعب اليمني كفيل باسقاط هذه المؤامرة التي لا تستهدف تدمير هذا البلد وقتل ابنائه فحسب؛ بل جميع دول المنطقة خدمة للمشروع الصهيو امريكي الرامي الى تمزيق هذه الدول والسيطرة على مقدراتها والتحكم بمصيرها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق