السعودیة تنفذ إبادة جماعیة علنیة فی صعدة
منذ مساء أمس الجمعة يرتكب العدوان السعودي جريمة إبادة جماعية بشكل علني في محافظة صعدة شمال اليمن، حيث تشنّ طائرات التحالف غارات مكثفة على المدينة وضواحيها مستخدمةً أسلحة محرّمة دولياً، كما دمّرت شبكة الاتصالات بالكامل من اجل عزل المنطقة عن العالم.
وبالتزامن مع إجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في باريس، أعلن المتحدث باسم التحالف السعودي أحمد عسيري بداية عملٍ جديد ضد جماعة “أنصار الله”، وقال العسيري “إن المعادلة اختلفت وإن المواجهة في اليمن باتت تستهدف أمن السعودية”، مؤكدًا أنه سيتم استهداف منطقتي صعدة ومران على مدار الساعة من دون توقف “رداً على تنفيذ عمليات داخل الأراضي السعودية”.
كذلك أعلنت الفضائيات التابعة لتحالف العدوان مثل قناتي “العربية” السعودية و”الجزيرة” القطرية وغيرها ان الطيران السعودي يلقي منذ الصباح منشورات فوق صعدة يدعو فيها المواطنين الى مغادرة المدينة بالكامل وان الموعد النهائي للمغادرة هو غروب يوم الجمعة، وان الطرقات آمنة للمغادرة قبل ان يبدأ بالغارات والقصف لتدمير المدينة وجعلها مدينة غير قابلة للحياة.
وأشارت مصادر إعلامية إلى سقوط ٤ صواريخ في منطقة بركان بمديرية رازح ونحو ٢٠ صاروخا في مديرية باقم.
وكان عدد كبير من المدنيين اصيبوا في قصف استهدف مناطق شدا ورازح والظاهر مترافقا مع قصف مدفعي وصاروخي سعودي طال قرى حدودية. واكدت مصادر محلية في بلدة الضميد استشهاد عائلة بكامل أفرادها في غارة استهدفت منازل البلدة. وسقط ١٣ مواطنا معظمهم نساء وأطفال من أسرة واحدة في قصف على منطقة سمنة بكيل المير بمحافظة حجة.
وفي عدن جنوبي البلاد تركزت غارات العدوان على المناطق الشمالية من المحافظة، كما قصفت مواقع في مدينة المعلا الساحلية. اضافة الى الإغارة للمرة الثانية على الملعب الرياضي في محافظة إب وتدميره بالكامل.
إلى ذلك أعلن أمين عام المجلس المحلي لمحافظة حجة فهد مفتاح دهشوش مديريات حرض وعبس وبكيل المير وميدي ومسبأ مناطق منكوبة بعد تعرضها لقصف عنيف وعشوائي ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المواطنين وتدمير البنى التحتية.
ضريح السيد حسين الحوثي
في سياق عدوانها استهدفت الطائرات السعودية ضريح القائد السابق لحركة أنصار الله السيد حسين الحوثي في جبل مران بمحافظة صعدة شمالي اليمن ما أدى إلى تدميره بالكامل، ما أثار غضبا جماهيريا عارما وغليانا شعبيا.
والسيد حسين الحوثي هو الأخ الأكبر للسيد عبد الملك الحوثي، وضريحه ليس موقعا عسكريا ولا مركزا قياديا ولا يحتمل أن يكون كذلك، وبضرب العدوان السعودي لضريحه تكشف الرياض عن نوايا تتجاوز أي أهداف عسكرية أو سياسية ويدفعها حقدها لملاحقة اليمنيین حتى في قبورهم واستهدافهم في رموزهم.
القبائل اليمنية تتقدّم
من جانبها سيطرت قبائل همذان بن زيد اليمنية على موقع جلاح العسكري في مدينة نجران السعودية بعد فرار الضباط والجنود .
وافادت مصادر يمنية أن مقاتلي القبائل قصفوا موقع العين العسكري السعودي في مدينة نجران وتمكنوا من احراق عربتين عسكريتين بداخله.
وتحدثت هذه المصادر عن أن القبائل اليمنية رصدت حالات فرار كبيرة في صفوف الجيش السعودي من المواقع الحدودية في محافظة جيزان المقابلة لمنطقة تهامة بعد تقدم مقاتلي القبائل باتجاهها.
وأكدت مصادر يمنية سقوط العشرات من الجنود السعوديين جراء هجوم استهدف موقعا قرب مدينة نجران السعودية.
واوضحت المصادر أن مقاتلين يمنيين شنوا هجوما خاطفا على موقع ابو حمدان المطل على مدينة نجران، ما اسفر عن مقتل العشرات من الجنود السعوديين وتدمير ثلاث عربات عسكرية.
في السياق ذاته، أعلن أبناء القبائل اليمنية إسقاط طائرة أباتشي سعودية في منطقة بقع بصعدة شمالي البلاد، وفيما بثت القنوات اليمنية لاحقاً صوراً لحطام الطائرة، قال أبناء القبائل إنهم استهدفوها اثناء تحليقها وقصفها للمنطقة.
وادعى المتحدث العسكري السعودي احمد العسيري أن الطائرة هبطت اضطرارياً في أحد المطارات العسكرية السعودية على الحدود. إلا أن الصور لا تظهر أنها هبطت في مطار، بل في ارض وعرة وقد بدت آثار التحطم واضحة بشكل جلي عليها.
هدنة إنسانية مشروطة
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الجمعة عن “هدنة انسانية” مشروطة في اليمن بدءا من الثاني عشر من ايار/ مايو.
وقال عادل الجبير في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في باريس “قررنا ان تبدأ الهدنة الانسانية هذا الثلاثاء الثاني عشر من ايار/ مايو عند الساعة الحادية عشر مساء، وستستمر خمسة ايام ومن الممكن تمديدها في حال نجاحها”.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الامریكي جون كيري اشار الجبير الى ان نجاح الهدنة يعود تماما الى “التزام الحوثيين وحلفائهم بها” على حد تعبيره.
واضاف الجبير ان “الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق، هذه فرصة لاظهار حرصهم على شعبهم وحرصهم على الشعب اليمني” على حد قوله.
من جانبه قال كيري من جهته ان الهدنة هي “التزام قابل للتجديد”، وفي حال صموده فانه “يفتح الباب امام احتمال تمديده”. واضاف ان اي شخص حريص على الشعب اليمني “عليه ان يكون على بينة من حقيقة ان كارثة انسانية تنشأ” في اليمن.
تظاهرات حاشدة في صنعاء
التهديدات السعودية لم تمنع الشعب اليمني من الخروج في تظاهرة جماهيرية حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء تحت عنوان “الحصار والعدوان جريمة إبادة للشعب”، حيث عبّر المشاركون بهتافات غاضبة عن رفضهم لجرائم العدوان واستهداف الاماكن السكنية والمطارات المدنية، وشددوا على أن جريمة الحصار وقتل المدنيين كفيلة بإسقاط عرش آل سعود.
وجاء في بيان التظاهرة الجماهيرية ان المعتدي بدأ امام العالم مهزوماً وفاشلاً، وقال إن “هذه الهستيريا والجنون لیس إلا دليل افلاس النظام السعودي الامريكي المتغطرس”، وأكد على أن لليمنيين الحق في مواجهة العدوان الجائر بكل الوسائل المتاحة.
وطالب المشاركون في التظاهرة المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والهيئات الدولية بتحمل مسؤوليتها ازاء استمرار العدوان واصراره على منع الغذاء والدواء والمشتقات النفطية على الشعب اليمني بأكمله، وعبروا عن عرفان الشعب اليمني لكل من ساند ويساند الشعب في مواجهة هذا العدوان المستمر.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق