التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

الکیان الإسرائیلی بین صراع الوجود المحتدم، وحالة السخط العالمیة 

إن الكيان الإسرائيلي وبسبب أفعاله العدوانية المتكررة وطريقته التي تتصف بالهمجية والتكبر، جعل نفسه في مكان المدان دوماً. لكن ولنكن صريحين وواقعيين فإن حجم الإدانات مهما بلغ لن يساوي أياً من مجازر هذا الكيان بحق الشعوب والأمم. لكن اللافت أن حركة العداوة تصاعدت بشكل كبير في العالم لتطال أماكن ودولاً لم تكن تجرؤ على معادات الكيان الإسرائيلي، بسبب كونها دولاً غربية. فما هي آخر تطورات المناداة بقطع العلاقة مع الكيان الإسرائيلي والإنضمام الى BDS (مقاطعة وتعرية ومعاقبة العدوان الإسرائيلي)، والتي شهدت مؤخراً أوجهاً عديدة لها؟

المقاطعة في قارة أفريقيا:

منذ أقل من أسبوعين أصدرت شبيبة الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي وهي الشريك في الائتلاف الثلاثي الحاكم، بياناً جماهيرياً دعت فيه إلى فرض أوسع مقاطعة أكاديمية على الجامعات والمعاهد التعليمية الإسرائيلية، في أول رد فعل حزبي على إحباط الكيان الإسرائيلي زيارة السكرتير العام للحزب الشيوعي الجنوب إفريقي بلايد نزاميندي، والذي يشغل منصب وزير التعليم العالي، إلى فلسطين. كما وطالب البيان بطرد السفير الإسرائيلي آرثر لينك، من جنوب إفريقيا الديمقراطية، وقال “إن شبيبة الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي مستعدة لدفع ثمن تذكرة عودة السفير الإسرائيلي إلى تل أبيب”. كما أضاف البيان “إننا ندعو لتبني مبادئ حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS ، حتى عزل إسرائيل كي تنهي احتلالها للشعب الفلسطيني وأراضيه”.

وفي مصر دشّن نشطاء وقوى سياسية، الاثنين، حملة شعبية لمقاطعة الکیان الإسرائيلي تحت اسم “BDS Egypt” ، وذلك تزامنًا مع الذكرى الخامسة والأربعين لما يسمى بمذبحة “بحر البقر” بشمال مصر التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي إبان حرب الإستنزاف. وأعلن المشاركون الإنضمام إلى الحملة الدولية لمقاطعة وسحب الإستثمارات ومعاقبة ما يسمى بإسرائيل (BDS) ، خلال مؤتمر صحفي عُقد في نقابة الصحفيين وسط القاهرة. ويعود تاريخ هذه المذبحة إلى الهجوم الذي شنته القوات الجوية الإسرائيلية صبيحة ٨ نيسان عام ١٩٧٠، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة ابتدائية مشتركة (ذكور وإناث) في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية وهو ما أدى إلى مقتل ٣٠ طفلاً وإصابة ٥٠ آخرين وتحويل المدرسة إلى ركام وحطام، وذلك بعد قرابة شهرين من قصف الطيران الإسرائيلي لمصنع شرق القاهرة، خلف وراءه ٨٩ قتيلا من العمال، خلال حرب الإستنزاف التي دارت بين القوات المصرية والإسرائيلية آنذاك.

المقاطعة في قارة أمريكا:

ذكرت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية أن أكثر من ١٢٠ بروفيسوراً يدرسون في جامعة نيويورك، وهي كبرى المعاهد البحثية في أمريكا، أصدروا بياناً دعوا فيه إدارة جامعتهم لقطع أي شكل من أشكال العلاقات البحثية أو الإستثمارية مع شركات تربح من الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت الدائرة في بيان صحفي أن هؤلاء الأكاديميين انتقدوا، خلال اجتماع عقدوه في كلية الآداب في جامعة نيويورك، عدم شفافية إدارة الجامعة ورفضها الإفصاح عن طبيعة علاقتها بشركات تربح من الإستثمار في مناطق ومع حكومات تساهم في خروقات حقوق الإنسان والبيئة. وقد قام هؤلاء الأساتذة بالتوقيع على عريضة قالوا فيها إنهم يضيفون أصواتهم إلى حملة وطنية تدعو الجامعات لسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين، مطالبين إدارة الجامعة بأن تكشف عن محفظة استثماراتها ومقاطعة شركات تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين.

كذلك إنضمت كلية إيرلهام بولاية انديانا في أمریکا إلى قائمة المعاهد والجامعات والنقابات التعليمية التي تقاطع الشركات الأمریكية التي تتعامل مع الکیان الإسرائيلي. وقد أقر أعضاء مجلس الحكومة الطلابية قرار سحب الاستثمارات الجامعية ومقاطعة ثلاث شركات تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بالإجماع المطلق ودون أي اعتراض أو عدم تصويت من أي عضو ضد القرار، ما يعكس تصاعد حراك المقاطعة ضد الکیان الإسرائيلي والشركات الأمریكية المتعاملة معه.

المقاطعة في أوروبا:

نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في نهاية آذار الماضي وثيقة مسربة من ٤٠ توصية، ستقدم على شكل تقرير للإتحاد الأوروبي واعتبرتها محاولة أوروبية للضغط على الكيان الإسرائيلي للدفع بها نحو طاولة المفاوضات الثنائية. التقرير الأوروبي وفق ما نشر يوصي باتخاذ خطوات عملية بما يتعلق بسياسة الإتحاد الأوروبي تجاه القدس الشرقية وينص على دعم وتطوير الإستراتيجية الفلسطينية فيها والضغط على الكيان الإسرائيلي لفتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس من ضمنها بيت الشرق المغلق منذ عام ٢٠٠١ .

وأشارت المحطات الإسرائيلية أنه إذا تم إقرار هذه التوصيات، فإنها ستكون أساساً لمواجهة حتمية مع الكيان الإسرائيلي في ضوء تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة المتعلقة بعدم السماح بإقامة دولة فلسطينية. كما ورأى المراقبون الذين يتوقعون من أوروبا إجراءات عقابية ضد المشاريع الإستيطانية الإسرائيلية وتطرف الحكومة اليمینية خلافا لواشنطن التي لم ترتق تهديداتها بإعادة تقييم مواقفها من سياسة تل ابيب إلى مستوى الأفعال حتى الآن. كما أشارت الى أن التقرير الأوروبي أضاف توصيات بوسم بضائع المستوطنات وتعميق إجراءات مقاطعتها والإمتناع عن الإجتماع بمسؤولين رسميين إسرائيليين تقع مكاتبهم في الشق الشرقي من مدينة القدس.

إذاً لم يعد الكيان الإسرائيلي قادراً على إخفاء حجم خروقاته لحقوق الإنسان وكذلك أساليبه الإستيطانية والعدوانية على الشعوب. ولعل هذا هو السبب الأساسي في زيادة السخط عليه من قبل الأحرار في العالم أجمع. لكن المثير للجدل يبقى سكوت الأنظمة العربية التي لم تتحرك مقابل هذا الكيان يوماً.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق