التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

المقاومة الفلسطینیة تمسک بعنق الاحتلال فی قضیة تبادل الاسری 

 قبل أيام دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فصائل المقاومة الفلسطينية، إلى تفعيل خياراتها والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات العسكرية لسياسة أسر جنود إسرائيليين من أجل مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفي المقابل يواصل الكيان الاسرائيلي تحركاته الاستخباراتية والميدانية قرب قطاع غزة من اجل الحصول على معلومات عن جنوده المفقودين في القطاع والذين لمحت حركة حماس الى وجود عدد منهم بيد الحركة حيث يبدو مؤكدا ان المقاومة هي التي تمسك بعنق الاحتلال في هذه القضية.

وقد أكد أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خلال وقفة دعم وإسناد للأسرى نظمتها مؤسسة “مهجة القدس” للشهداء والأسرى أن قضية الأسرى هي قضية أساسية وجوهرية لدى الحركة، وأن كافة الخيارات مفتوحة أمام الحركة وفصائل المقاومة لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتعرضون لانتهاكات وممارسات جسيمة من قِبل إدارة السجون، من تعذيب وعزل انفرادي وتنقلات قسرية في السجون، وغيرها.

ودعا المواطنين في الضفة الغربية لانتفاضة في مواقع التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، لتكون انتفاضة من أجل الأسرى، مطالبًا الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بأن تكف يدها عن الاعتقالات والاستدعاءات بحق عناصر من الجهاد الإسلامي وأسرى محررين، وقال المدلل: “إجراءات الأجهزة الأمنية (التابعة للسلطة) هي دور مكمل للاحتلال في سياسة الاعتقالات وكأنهم يقدمون لهم خدمة مجانية”، مشيرًا إلى أن أكثر من ٦٠٠٠ أسير فلسطيني في سجون الاحتلال ينتظرون الموت البطيء في ظل صمت دولي وخاصة من المؤسسات التي تهتم بالإنسانية وبحقوق الانسان كالأمم المتحدة والصليب الأحمر.

وأكد أن قضية الأسرى هي قضية إنسانية وليس فئوية وحزبية، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تمارس دورها الضاغط على الاحتلال من أجل تحرير الأسرى.

ونوَّه المدلل إلى أن الأمة غائبة عما يحدث للأسرى داخل السجون، بالرغم من أنهم يقضون زهرات شبابهم من أجل قضيتهم ومصلحة الأمة، مناشدًا للتدخل العاجل والفوري من أجل إنقاذ ما تبقى من حياتهم، فهم يُعانون من إهمال طبي “وإجرام صهيوني وقمعيات مستمرة للسجون واستفزازات تمارس ضدهم داخل سجن النقب، وغيره”.

وفي المقابل تؤكد المصادر الفلسطينية ان الكيان الاسرائيلي يعيش قلقا بالغا على جنوده الأسرى في غزة، منذ انتهاء العدوان الأخير صيف العام الماضي، وهذا ما يظهر جليًا في حديث قادته وإعلامه حول استعادة المفقودين، عدا عن ظهور أهاليهم بشكل متكرر مؤخرًا، وبالتوازي مع ما سبق يدور الحديث عن حراك استخباراتي مكثف للوصول إليهم.

 وتؤكد المصادر ان المؤشرات الميدانية تنبئ بغدر إسرائيلي؛ إذ طائرات الاستطلاع لا تكاد تغادر أجواء قطاع غزة، وخصوصا المحافظات الجنوبية التي اختفت فيها الجندي “هدار جولدن” الذي يتخبط الكيان الاسرائيلي حول مصيره كما أفشلت المقاومة محاولات متكررة لدخول قوات إسرائيلية خاصة في المناطق الشرقية.

وقال مصدر أمني فلسطيني مسؤول لموقع الرسالة عن إمكانية حدوث عمل استخباري إسرائيلي بشكل مباشر خلال الفترة الحالية والمقبلة، بناءً على مؤشرات عدة تمتلكها الأجهزة الأمنية المختصة في هذا الاتجاه.

إلا أن ما يبعث على الاطمئنان- وفق المصدر- أن عيون المقاومة لا تغفل على المحاور كافة في قطاع غزة، وبدليل كشفها لمحاولتي تسلل شرق رفح خلال الفترة الماضية، عدا عن التطور الحاصل في إمكانيات المقاومة الفلسطينية في هذا الشأن.

وهذا ما أكده المحلل الفلسطيني عدنان أبو عامر بقوله إن ما أظهرته المقاومة من أداء في صفقة وفاء الأحرار يدلل على توافر قدرات أمنية لديها؛ تمنحها القدرة على الحفاظ على الجنود المأسورين لديها بعيدًا عن عيون الاحتلال، مما سيفشل محاولات الكيان الإسرائيلي الوصول لهم أو معلومات عنهم.

وأكد المصدر الأمني أن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية زادت من عملها الاستخباري بغزة؛ في محاولة جدية للوصول لمعلومات ولو ضئيلة عن الجنود المفقودين، عبر معرفة أماكن إخفائهم، أو مصيرهم بيد المقاومة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكيان الإسرائيلي بالفعل هي الأكثر علما بمدى تفوق القدرات الأمنية للمقاومة؛ لتأثرها البالغ والمباشر من القدرات الاستخبارية والعسكرية التي تمتعت بها المقاومة خلال العدوان الأخير على غزة.

ويضيف أبو عامر في حديثه لموقع الرسالة أن الكيان الإسرائيلي يسعى لزرع “فخاخ أمنية” عبر نشرها أخبار متتالية حول ملف الأسرى المفقودين؛ بهدف استدراج المقاومة لمربع الرد على المعلومات المنشورة، الأمر الذي من شأنه إفادة الاجهزة الأمنية في مهمة الوصول لمعلومات عن الجنود الإسرائيليين بغزة.

وبناءً على ما سبق تبرز أهمية استمرار حالة التكتم الإعلامي والسياسي من الطرف الفلسطيني وعدم الخوض في هذا الملف إلا بأثمان مقابل أي معلومة، وفي هذا الشأن حذر أبو عامر من الحديث في هذا الموضوع سياسيًا أو إعلاميًا؛ لأن من شأن ذلك الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا.

وتقول اوساط فلسطينية انه بناء على تجربة “وفاء الأحرار” فإن الكيان الإسرائيلي وعلى الرغم من كل محاولاته الأمنية الجارية حاليا، فانه سيخضع لطاولة المفاوضات وما تمليه المقاومة؛ لأن الأخيرة تبدو واثقة مما في جعبتها، ومدى قدرتها على الحفاظ على الجنود الأسرى، إلى حين تنفيذ ما يجري الاتفاق عليه.

وفي حال تنفيذ صفقة تبادل أخرى للأسرى بين حماس والكيان الاسرائيلي سيضاف هذا الانجاز الكبير الى الانجازات السابقة للمقاومة الفلسطينية في الحرب الاخيرة في قطاع غزة والتي استطاعت المقاومة خلالها تلقين درس قاس لكيان الاحتلال الذي فقد ما كان قد تبقى من هيبة جيشه في غزة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق