كيف تكونين الشخصية التي تتقن الصراحة وليس الوقاحة
لاشكّ بأنّ أفضل السمات التي يمكن لشخصية أن تتحلّى بها هي الصدق، الذي يجنّبها مشاكل كثيرة ومطبّات حياتية واجتماعية ويزيد من لمعان صورتها بعين نفسها والآخرين كشخصية لا تعرف الغشّ والكذب والتملّق وقول الحقيقة والتصالح مع ذاتها يساوي لديها كنوز الدنيا بأكملها. ولكنّ هذا الصدق نفسه، يحوّل هذه الشخصية الى صريحة أو وقحة وبين العبارتين اختلاف بسيط، إمسكي طرفه واكتشفيه بالتفاصيل
لأننا نتحدّث تحديداً عن طريقة إبداء الرأي وإعطاء الملاحظات، عليك عزيزتي أن تنتبهي لهذه النقاط الواضحة والمفصّلة كي لا تتخطّي حدود الصراحة:
انتبهي جيداً لمزايا وصفات الشخصية التي تتعاملين معها إضافةً الى عمق العلاقة التي تجمعك بها ودرجة رسميتها أو حميميتها ومن هنا عدّلي طريقة كلامك ونبرة صوتك على هذا الأساس، والأهمّ الأهمّ ألاّ تستسلمي للانفعال عند التحدّث بل التزام الروية والموضوعية.
لأنّ هامش اللغة واسع جداً، احرصي على أن تختاري العبارات المنمّقة وتلك غير الجارحة والمهينة والمؤذية وقبل إعطاء الملاحظة حاولي لفت نظر الشخص الذي تتوجّهين اليه بالحديث الى ادراكك الكامل لصفاته الحسنة والى أنّ ملاحظتك أو كلامك هذا لا يعدو كونه لفتة محبّبة الى شخص تقدّرينه.
ليس من واجبك أبداً عزيزتي أن تعطي رأيك بذوق الآخرين في ملابسهم وآرائهم ومناسباتهم وخياراتهم حتّى ولو كانت ايجابية ما لم تجمعهم بك علاقة وثيقة جداً أو ما لم يُطلب رأيك. الاطراء أسلوب اجتماعي محبّذ جداً ويبني جسوراً ايجابية بين الناس ولكن حذار من المبالغة والاّ بديت غير صريحة بل مجاملة.
كي لا تلمسي أبداً حدود الوقاحة عزيزتي، احرصي مثلاً على ألا تخترقي حديثاً دائراً بين اثنين بهدف إعطاء رأيك بل أن تنتظري الى أن يسنح لك المجال لذلك وليس العكس.
على رغم أنّك تلتزمين الصراحة ولا تريدين أن تكذبي على نفسك ولا على الآخرين ولكن هذا لا يعني أن تنتظري أي خطأ أو أي ذلّة يقوم بها الشخص الآخر كي تبدي ملاحظتك والاّ ظهر أنّك استلمت مهمّة تربيّته وهذا تصرّف يقوم به الأهل فقط.
للمحافظة أيضاً على الصراحة التزمي اعطاء الملاحظة للشخص المعني ولا تسمحي لنفسك تناول شؤونه وتقييمها في غيابه.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق