حقائق وأدلة دامغة تفند مزاعم العريفي بشأن واقع السُنّة في ايران
زعم رجل الدين السعودي محمد العريفي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن طهران هي العاصمة الوحيدة على مستوى العالم التي لا يوجد فيها مسجد للسنة، وأن السُنّة ليس لهم ممثلون في البرلمان الإيراني.
قبل مناقشة مزاعم العريفي والرد عليها بالادلة القاطعة نتساءل: على ماذا استند العريفي في مزاعمه هذه؟ هل زار ايران كي يتعرف على واقع السُنّة فيها؟ او اعتمد على مصادر موثوقة تؤيد ما ذهب اليه؟ أم سوّلت له نفسه اطلاق هذه المزاعم لا لشيء إلا لأنه يبغض الشيعة ويناصب الجمهورية الاسلامية في ايران العداء ، ولهذا تراه يجوِّز لنفسه اتهامها بالباطل كي ينال منها حسبما يظن، ارضاءً لهذه النفس المريضة ؟!
فالمعروف لدى الجميع ان العريفي لم يزر ايران كي يتعرف عليها عن كثب، ولم يذكر مصدراً موثوقاً واحداً يدعم به ما ذهب اليه. ولهذا لم يبق أمامنا لتفسير مزاعمه سوى حقده الدفين وبغضه الشديد لشيعة أهل البيت عليهم السلام وعدائه المستمر للجمهورية الاسلامية في ايران كونها تتبنى الدفاع عن القضايا المصيرية للمسلمين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتدعم بقوة محور المقاومة الذي يتصدى ببسالة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة.
واما الادلة التي تفند مزاعم العريفي فيمكن إجمالها بما يلي:
١ – العاصمة الايرانية طهران تضم الكثير من المساجد السنية المنتشرة في مختلف أرجاء المدينة ويؤمها المصلون من اهل السُنّة كل يوم لأداء الفرائض الاسلامية واقامة المراسم والشعائر الدينية، وتبلغ هذه المشاركة ذروتها خلال المناسبات والاعياد الدينية طيلة أيام السنة. كما تنتشر مساجد اهل السُنّة في جميع مدن الجمهورية الاسلامية في طول البلاد وعرضها لاسيما ذات الكثافة السنية العالية خصوصاً في محافظات “كردستان غرب البلاد، وبلوشستان زاهدان وكرمان شرق وجنوب شرق البلاد” وعدد من مدن محافظة خراسان شمال شرق البلاد وغيرها من المدن.
٢ – نتيجة الاهتمام المتزايد من قبل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية في ايران بأهل السُنّة في كافة المجالات زادت نسبتهم من ٥ بالمائة في بداية انتصار الثورة الاسلامية لتصل الى اكثر من ١٥ بالمائة في الوقت الحاضر.
٣ – لأهل السُنّة عدد كبير من النواب في البرلمان الايراني يمثلون المدن ذات الكثافة السنية العالية وليس كما يدعي العريفي، ويتمتع هؤلاء النواب بالحرية الكاملة في التعبير عن تطلعات ناخبيهم السُنّة في مختلف المجالات.
٤ – يشغل الكثير من الشخصيات التي تمثل أهل السُنّة في ايران مراكز حساسة في الدولة على جميع المستويات وهم يحظون بالاحترام الكامل والثقة المتبادلة من القيادة الاسلامية في ايران وعلى رأسها قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي.
٥ – تنتشر المدارس والكليات والمعاهد والحوزات العلمية التي تدرس المناهج الاسلامية على ضوء عقائد وأحكام أهل السُنّة في كافة انحاء الجمهورية الاسلامية خصوصاً المدن ذات الكثافة السنية العالية.
٦ – تؤدى مراسم الأذان والإقامة وباقي الشعائر والفرائض الاسلامية في المدن ذات الكثافة السنية العالية في ايران على ضوء ما ورد في الروايات والمصادر السنية دون أدنى مزاحمة أو مضايقة من أحد، بل تقدم لهم الدولة جميع التسهيلات والدعم المعنوي لإقامة هذه الفرائض بكل راحة واطمئنان.
٧ – تبث القنوات التلفزيونية الخاصة بالمدن ذات الكثافة السنية العالية في ايران برامجها على ضوء التعاليم الاسلامية التي وردت في المصادر السنية دون مزاحمة أو مضايقة من أحد، وتقدم لهذه القنوات كافة وسائل الدعم المادي والمعنوي كي تمارس نشاطاتها بكل حرية واطمئنان.
٨ – تنفذ المشاريع العمرانية والثقافية والتربوية والرياضية والخدمية والترفيهية والاقتصادية في المدن السنية في ايران اسوة بباقي المدن دون اي تمييز بين طائفة أو أخرى. وهذا الأمر واضج وجلي لكل من يزور ايران ويتجول في مدنها.
٩ – لأهل السُنّة دور كبير في نصرة الثورة الاسلامية في ايران والوقوف خلف قيادة مفجرها الامام الخميني “قدس سره الشريف” وقيادة آية الله السيد علي الخامنئي. وقد بذل السُنّة الغالي والنفيس في هذا السبيل، كما قدموا الكثير من الشهداء والجرحى للدفاع عن الجمهورية الاسلامية وهذا الأمر تجلى بوضوح خلال الحرب الظالمة التي فرضها الاستكبار العالمي على الجمهورية الاسلامية في ثمانينات القرن الماضي.
١٠ – دستور الجمهورية الاسلامية نص بشكل صريح على ان جميع المواطنين الايرانيين متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بينهم ابداً بسبب القومية أو الدين أو المذهب أو اللون أو غير ذلك.
١١ – الكثير من العلماء واساتذة الجامعات في ايران وفي كافة الاختصاصات هم من أهل السُنّة، وتكن لهم الدولة كامل الاحترام والتقدير وتفسح لهم المجال واسعاً لممارسة اختصاصاتهم والمساهمة في بناء الدولة في كافة المجالات.
١٢ – القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية المتمثلة بقوات الجيش وحرس الثورة الاسلامية وقوات التعبئة الشعبية تضم في صفوفها الملايين من أهل السُنّة في كافة الصنوف والكثير منهم يشغل مناصب قيادية حساسة في هذه القوات.
هذه الادلة وغيرها كافية للرد على مزاعم العريفي وأمثاله، فالحقيقة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ولا يمكن حجب الشمس بغربال، وكما قال رب العزة في محكم كتابه المجيد “إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”. وقال سبحانه أيضاً في مكان آخر من القرآن الكريم “ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق