التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

ميدان القلمون: حين ينازل أسود حزب الله والجيش السوري الإرهاب الخارجي 

 منذ اسبوع وفي ظل الاستنفار الواسع الذي نفذه حزب الله عبر استدعاء عناصره الى جبهة لبنان الشرقية المعروفة بالسلسلة الشرقية، حيث تمتد على أكتاف السلاسل والهضاب مساحة كبيرة من الاشتباك من جنوب منطقة القلمون المحاذية للحدود مع فلسطين، حتى عرسال اللبنانية وجرودها المتصلة مع الداخل السوري واللبناني في الوسط، الى منطقة يبرود السورية التي تتألف من سلاسل جبال القلمون الى منطقة الزبداني أقصى شمال القلمون.

الامتداد الجغرافي للمنطقة في لبنان هو البقاع الغربي بامتداده وأطراف من شبعا ومحيطها الجبلي ومنطقة المصنع السوري اللبناني الاستراتيجية التي تعتبر صلة الوصل القانونية بين البلدين ومنطقة البقاع الاوسط وصعودا عبر البقاع نحو مناطق الهرمل في اقصى الشمال اللبناني والقصير السورية.

في مجمل الحديث مساحة واسعة جدا تقارب كل الحدود الشرقية اللبنانية تقريبا يمتد فيها الاشتباك منذ بداية الازمة السورية، حيث تموضعت المجموعات المسلحة على الحدود واتخذت من هذه المنطقة نقطة انطلاق للتواصل مع الداخل اللبناني حيث يشهد لبنان نشاطا كبيرا بهدف التجنيد من داخله وحركة لرفد المسلحين بالعتاد والسلاح والتموين الذي يحتاجونه وكذلك اتخذ تواجدهم على الحدود منحى خطيرا جدا حيث شهدت الساحة اللبنانية موجة من التفجيرات الارهابية تركزت في مناطق شيعية بهدف تقليب الرأي العام الشيعي على الحزب ودفعه الى معارضة المشاركة في حماية وجوده عبر دعم النظام السوري في وجه المشروع الفتنوي الخطير.

وبالفعل اتخذ الارهاب من الحدود اللبنانية السورية مكانا ينطلق فيه نحو استهداف المقاومة واستنزافها وتهديد مناطق انتشار اهلها وبيئتها في لبنان وتم تنفيذ العديد من العمليات الانتحارية التي اودت بحياة الابرياء من المواطنين اللبنانيين وحولت الضاحية الى ساحة حرب امنية نجح حزب الله في ادارتها والانتصار فيها عبر عملية استخباراتية استطلاعية كبيرة تم فيها تشخيص مصادر السيارات المفخخة والخلايا التي تتولى هذه المهمة وبالفعل بعد تشخيص الاهداف قام الحزب بعملية واسعة لتطهير منطقة يبرود وفصلها عن منطقة عرسال حيث نجح في هذه العملية الدقيقة والاستراتيجية في تنفيذ اهداف عسكرية مهمة جدا وتمهيد الطريق لما يجري اليوم من مراحل لاستكمال تطهير الحدود اللبنانية السورية ومع تطهير يبرود تم اكتشاف اوكار الارهابيين التي كانت تتم فيها عمليات تفخيخ السيارات وتم تصفية الخلايا المسؤولة عن هذه العمليات وبالفعل توقفت العمليات الارهابية في لبنان منذ ذاك الحين.

لكن عمليات استعادة يبرود من قبل الجيش السوري والحزب لم تخل من نتائج جانبية، فالمجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على داخل يبرود فرت الى سلاسل جبال القلمون واحتلتها محاولة استدراج الحزب الى حرب جبلية صعبة جدا تلحق بصفوفه خسائر ضخمة جدا. وراحت مجددا هذه المجموعات وهذه المرة عبر التوجيه والدعم الاسرائيلي المباشر الذي له أدلته, تنسق عمليات استهداف المقاومة وبيئتها من جديد عبر صواريخ تطلق بين الفينة والاخرى علي الداخل اللبناني وكذلك عبر استجرار الحزب نحو معارك مستمرة وحرب مفتوحة تكلف الحزب ارواحا وعتادا وتضطره للبقاء على جهوزية عالية في تلك المناطق بعد ان كانت خاصرة الحزب الآمنة ايام النظام السوري الممانع.

ومع الربيع الحالي بدأ الحديث الساخن عن هجومات وتجهيزات يحضر لها المسلحون ويتوعدون البقاع اللبناني والمقاومة بفتح كبير جدا سينفذونه مع حلول الربيع على لبنان للاستفادة من زوال الثلوج والشتاء القاسي الذي تشهده المنطقة كل عام.

ومع ارتفاع وتيرة الحديث عن معركة الربيع القاسية في القلمون، ذاب الثلج وبان المرج كما يقول المثل، وكشف غياب الثلوج عن أن مسار الامور يتجه نحو شكل معاكس تماما للكلام الاعلامي، فالحزب الذي نفذ بمساندة الجيش السوري عملية حصار كبير على مناطق القلمون التي يتواجد فيها المسلحون نجح في استنزاف القدرات القتالية التي يمتلكها هؤلاء عبر الاستمرار طيلة الشتاء في استجرارهم نحو معارك جانبية لاستنزاف قدراتهم القتالية وعتادهم مقابل احكام الخناق على مناطق الدعم اللوجستي لمنع تجديد العتاد وجمع المؤن واعداد التحضيرات لتثبيت تواجدهم وتدعيم قواتهم. وبالفعل حل الربيع مع استنفار واسع للحزب وجهوزية عالية واعلان بداية معركة تطهير القلمون بمبادرة الحزب لاقفال الملف الاسرائيلي الذي اراد من خلاله الكيان خلق جبهة خلفية تستنزف الحزب وتضرب بيئته من الداخل وتجره الى اقتتال سني شيعي لن يكون ابدا لان اتباع الكيان الصهيوني ليسوا الا مجموعات ارهابية تعيث قتلا وتعتاش على الدماء لا يتبناها ويتبرأ منها السنة قبل الشيعة ولا يتقبلون وجودها في حياتهم اصلا.

اذن، انطلقت العمليات العسكرية التي يقودها الحزب بمساندة الجيش السوري على الحدود الشرقية للبنان، عبر اعتماد خطط وتكتيكات تخرج عن المؤلوف في المواجهات العسكرية حيث تعبر اولى طلائع الخطة المعتمدة عن ابداع وتكتيك كبير جدا يعتمده الحزب من خلاله، وقد اوضحت مصادر حزبية مطلعة على  مسار العمليات ان العملية هي عبارة عن مراحل متصلة متتالية يتم فيها الانطلاق من مهمة الى مهمة نحو استكمال الهدف النهائي وانهاء تواجد المسلحين. واوضحت المصادر ان الحزب بجناحه العسكري الذي يقود المواجهات يحضر لمفاجآت واسعة في هذه العملية ستشكل ضربات قاسمة وحاسمة في مجريات المعركة وستخفف من الخسائر البشرية في صفوف الحزب وستسرع في عملية اتمام العملية في وقت قصير وقد تحدث المصدر عن وساطات دخلت على خط المواجهة للقيام بمسعى لحل الامور من دون سقوط دم حسبما عبر المصدر وقد تجاوب الحزب مع رغبة الساعين واعطاهم وقتا كافيا لاستكمال مسار الحل الهادئ لكن المسلحين انقسموا بين مؤيد للانسحاب نحو مناطق الشمال السوري من دون التعرض لهم وبين مصمم على المواجهة وما يزال هذا التناقض والانشقاق يلازم موقف الجماعات المسلحة التي تشتبك فيما بينها بالسلاح بين الحين والاخر وتخوض مواجهات عنيفة فيما بينها نتيجة الاختلاف في استغلال المسعى الهادئ قبل حلول ساعة الصفر التي وحسب مجموعات مسلحة نفسها ستكون نتائجها محسومة لصالح الحزب الذي يطبق على المنطقة منذ سنة وينتظر ساعة الصفر للانقضاض.

في المجريات الميدانية، لم ينتظر الحزب طويلا لانهاء التواجد المسلح في المنطقة بأي صيغة، فموضوع الحسم هو اتجاه صارم اتخذته قيادة المقاومة لا تراجع عنه وقد تم اعداد الخطط واستكمال الاستعدادات النهائية للتنفيذ وقد اطلق الحزب المرحلة الاولى الناعمة للعملية حيث نجح في استرجاع مناطق استراتيجية جدا في المنطقة.

 

فمعركة القلمون تعني للحزب معركة تأمين الخاصرة وقطع الطريق الاسرائيلي نحو استنزاف الحزب بعيدا عن حدود فلسطين التي يعشقها الحزب بامتياز. فالمقاومة اتخذت قرارا باطلاق معركة لحسم الوضع هناك ووضع حل نهائي للأزمة التي تهدد الداخل اللبناني وتقلقه وتشكل عامل ضغط كبير اقتصادي وامني وسياسي واجتماعي على لبنان.

فمرة جديدة يثبت الحزب المتهم بالولاء الخارجي أنه صمام الامان لهذا البلد الذي يقبع تحت أعباء وتبعات الازمة السورية منذ اندلاع الفتنة الاسراسعودية، فالحزب الذي لطالما حمل دماء شبابه وأبطاله على الاكتاف يتصدر الواجهة للدفاع عن لبنان الذي يرتبط وجوده بالأوضاع السورية ارتباطا وثيقا، حيث تعتبر سوريا الرئة التي يتنفس منها هذا البلد الذي تشكل الاراضي السورية الحضن الذي يلفه من شماله الى جنوبه شرقا, فكيف اذا كان الحضن مصدر تهديد يتربص بهذا البلد الحساس جدا بتركيبته الطائفية والسياسية؟؟

وحده الحزب الذي يتمسك بمعادلة ثلاثية ذهبية جيش شعب مقاومة، يؤكد اليوم كما سابقا ان المعركة السورية معركة لبنان اولا وان الدفاع عن لبنان هو الدفاع عن سوريا التي تتعرض لقضم بفك تركي سعودي اسراامريكي ستاره الارهاب الذي سيحرق الشرق الاوسط كله ان ترك ليتمدد فكيف بلبنان؟؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق