من سينتصر في حرب الاستنزاف في افغانستان ؟
مع بدء هجوم الربيع الذي اعلنته جماعة طالبان في افغانستان ضد الشرطة والجيش والمسؤولين الافغان يبدو ان السلطات الافغانية غير قادرة على التصدي لهذه الهجمات وان جماعة طالبان تشن الهجمات بارتياح في مناطق بعيدة جدا عن معاقلها في قندهار وهلمند.
وفي جديد الاحداث أفاد مسؤولون أفغان يوم الأحد ١٠ مايو/ أيار بأن مقاتلي طالبان هاجموا منشآت حكومية في منطقة جاواند بإقليم بادغيس شمال غرب أفغانستان.
ويعد هذا الهجوم من أوسع الهجمات التي تنفذها طالبان شمال أفغانستان بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان، ما يمثل اختبارا صعبا للشرطة والجيش الأفغانيين اللذين تلقيا تدريبهما على أيدي قوات حلف شمال الأطلسي.
وعلق رئيس بلدية جاواند، على الهجوم الأخير لطالبان، قائلا: لقد وقعت المنطقة بالفعل في قبضة المتشددين وفرت الشرطة والمسؤولون المحليون من المنطقة “.
وتشن جماعة طالبان هجمات في مناطق أخرى شمال أفغانستان خاصة في عاصمة إقليم قندوز حيث يستعر القتال منذ نحو أسبوعين وقد أعلنت السلطات الأفغانية الجمعة، أن عشرات آلاف الأشخاص أجبروا خلال الأسبوعين الماضيين على ترك منازلهم في قندوز بسبب المعارك العنيفة الدائرة بين طالبان والقوات الحكومية.
وهاجم مئات المقاتلين من حركة طالبان في نهاية إبريل الماضي مواقع للشرطة والجيش الأفغانيين في محيط مدينة قندوز، في اليوم الأول من “هجوم الربيع” قبل أن يتقدموا حتى مشارف العاصمة.
وأجبر هجوم طالبان الجيش الأفغاني على طلب تعزيزات لحماية مدينة قندوز وتدور منذ تلك الفترة معارك عنيفة أجبرت السكان على الهرب إلى أماكن أكثر أمنا.
وقال غلام ساخي المسؤول عن ملف اللاجئين في المحافظة إن “نحو ١٤ ألف عائلة أجبرت على النزوح خلال الأسبوعين الماضيين بسبب المعارك في قندوز”.
وفيما تتعرض القوات الافغانية لهجمات طالبان منذ امد بعيد يبدو ان الحكومة الافغانية لا تخطو خطوات كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قضية مواجهة طالبان التي تسعى الى النيل من معنويات القوات الافغانية عبر شن هجمات انتحارية والنفوذ في داخل صفوف القوات الامنية الافغانية.
هل ستنتصر استراتيجية طالبان؟
ان الاجابة على هذا السؤال يبدو صعبا الى حد ما فرغم ان طالبان تتكبد خسائر في هجماتها لكن هذه الهجمات قد تسببت باصابة الآلاف ومنهم قوات الشرطة والكوادر العسكرية الافغانية، فحسب احصائيات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان ١٣٠ ألفا من الافغانيين قد اصيبوا بجروح اثناء تأدية الخدمة في صفوف قوات الشرطة او القوى الأمنية وان ٤٠ ألف منهم فقدوا احد اعضائهم كما ان هناك عدداً كبيراً من القوات الامنية قد تركوا الخدمة.
وتشير نيويورك تايمز الى حادث أمني في ولاية هلمند المضطربة وتقول ان هجوما واحدا لطالبان على كتيبة للشرطة الافغانية قد تسبب لوحده بمقتل ١٥٤ عضوا من اصل ٣٤٤ شرطيا هم عدد كوادر الشرطة الافغانية هناك.
ان هذه الاحصائيات تضر بمساعي السلطات الافغانية لتجنيد الجنود وستقلل من القدرة العسكرية للقوات الامنية الافغانية في زمن يعتبر مفصليا ومصيريا لافغانستان وفي وقت تسعى فيه الحكومة الافغانية إلي اجبار طالبان على القبول بحل سياسي على طاولة المفاوضات.
وفيما يبدو ان القتال ضد طالبان لن تنتهي سريعا فيمكن اعتبار هذا الامر فشلا ذريعا لأمريكا التي ادعت انها جاءت الى افغانستان واحتلتها لاجتثاث طالبان فأمريكا تبدو في سباق مع الزمن حيث انها ستغادر افغانستان في نهاية العام المقبل وستترك الافغانيين ليدافعوا عن انفسهم بانفسهم.
وبعد مرور اكثر من عقد ونيف على احتلال افغانستان لا يمكن القول حتى بان الاوضاع في افغانستان قد تحسنت فطالبان مازالت قوية وهناك تفشٍ للفقر والجوع وانعدام الأمن كما ان الحكومة الافغانية لا تمتلك مقومات بناء الدولة فعلى الرغم مما قامت به القوات الاجنبية من قتل ودمار في افغانستان لاتزال جماعة طالبان تظن بأنها ستكون هي المنتصرة في حرب الاستنزاف الجارية في افغانستان وهذا يدل بان امريكا والدول الغربية قد فشلت فشلا ذريعا في حربها المعلنة ضد جماعة طالبان وان الشعب الافغاني والحكومة الافغانية امامهما أيام صعبة في المواجهة مع طالبان.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق