دمشق تنظر إلى مشاورات جنيف على إنها أفضل من اللاشيء
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد وزير الإعلام السوري السابق، مهدي دخل الله، ان مشاورات جنيف الحالية لايمكن أن تنجح إلا إذا وافقت الدول الإقليمية المساندة والداعمة للمسلحين في سوريا على وقف الأعمال المسلحة والتوجه إلى حل سياسي للأزمة السورية بالأفعال وليس مجرد تصريحات إعلامية لاتعدو كونها كلام في الهواء من قبل هذه الدول.
دخل الله أشار إلى أن المشكلة الأساس في سوريا هي المسلحين وأعمالهم الإرهابية، ومن دون وقف هذه الأعمال بصورة فورية فإنه لاجدوى من أي مشاورات يطلقها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي مستورا، ولكن دمشق تنظر إلى هذه المشاورات على إنها أفضل من اللاشيء ومن حالة الجمود التي يشهدها الحل السياسي للأزمة السورية بين الحين والآخر في أروقة السياسة العالمية، وتعتقد إن مثل هذه المشاورات قد تشكل نوعا من الضغط على الدول المشغلة للإرهاب في الأراضي السورية.
ولفت الوزير السوري السابق إلى أن الحكومة السورية وعلى الرغم من أنها حكومة منتخبة دستورياً وفق وعلى أساس تداول السلطة الذي يضمنه الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية، إلا أنها تبحث عن توافق وحل سياسي للأزمة التي تمر بها البلاد انطلاقا من إلتزامها بمسؤولية حماية الشعب السوري، ووقف سفك الدم على الأراضي السورية، لاستعادة الأمن والاستقرار الضروريان لسوريا لضمان أمن وسلامة المنطقة ككل.
وأوضح أن الحكومة السورية كانت قد وافقت على كل المبادرات التي طرحت على امتداد الأزمة السورية، بدءً من مبادرة الجامعة العربية وحتى مبادرة دي مستورا الأخيرة، ولكن المشكلة الأساسية هي لدى القسم الذي يؤمن بحمل السلاح، وضرورة محاربة الدولة السورية، وهذا الجزء الأساسي من الأزمة السورية هو من يعرقل الوصول إلى الحل السياسي المنشود.
وشدد دخل الله على إن المسلحين في سوريا، ونتيجة لتلقيهم الدعم المباشر والكبير من الدول الإقليمية التي لها مصلحة في هدم الدولة السورية مرفوض وجودهم من قبل قسم كبير من المعارضة التي تلتزم الوطنية سواء أكانت معارضة داخلية أو خارجية، إلا أن القسم المعطل والمعرقل للمسار السياسي في سوريا هم المسلحين ومن يواليهم من المعارضات السياسية.
وأشار إلى أنه ثمة أصوات بدأت تعلو وتتزايد تنادي بضرورة طرح ميثاق وطني يتم العمل من خلاله على حل الأزمة السورية، وفكرة هذا الميثاق كان قد طرحها الرئيس بشار الأسد بتاريخ 16/1/2013، لافتاً إلى أنه لو أن القوى الإقليمية استمتعت لما طرحه الرئيس الأسد منذ ذلك الوقت لكن الوضع في سوريا ميدانياً وسياسياً مختلفا تماماً عما هو عليه الآن.
وختم دخل الله حديثه بالتأكيد على إن الشعب السوري اليوم لديه أولوليات، منها الوضع الاقتصادي في البلاد والذي تسبب به الحصار الطويل المفروض على سوريا شعباً وحكومة، كما إن من أولوليات الشعب السوري مواجهة الإرهاب الذي يشكل الآفة الأساس للأزمة السورية، مؤكداً ان الشعب السوري لمس ويلمس بشكل يومي حجم الخطوات الواسعة التي قامت وتقوم بها الحكومة السورية في مجال الإصلاح في كافة قطاعات الدولة السورية، ومتخلف جوانب حياتها.انتهى