التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, سبتمبر 16, 2024

انعكاسات الحرب السعودية في اليمن علي نظامها السياسي 

 التاريخ يعيد نفسه, لعلها أبرز مقولة تتردد على المسامع, إن كانت بين الأوساط السياسية أو حتى الشعبية منها, وهو ما تؤكده تجارب التاريخ, ويكثر الحديث في هذه المقولة عندما يبرز الصراع بين قوى الظلم وإعتداءاتها على المظلوم, لتشير الإعتقادات إلى أن مصير الظالم الإنكسار والزوال, وهو ما تثبته تجارب التاريخ حقا. وعدوان السعودية على اليمن يقع ضمن الإطار السابق الذكر, فهو إعتداء على شعب أعزل يناضل من أجل العيش بكرامة وحرية, بعيدا عن تدخلات القوى الخارجية التي تريد أن تقرر مصيره لما يتوافق مع منافعها ومصالحها على حساب الأرواح والدمار والتشريد والتخريب الذي ترفضه الإنسانية وتأبى إلا أن تحاكمه بأيدي الشعوب المستضعفة.

نعم, يأتي العدوان السعودي على اليمن في إنتهاك واضح وصريح للإنسانية وحقوقها وكرامتها, وما الحديث عن الفشل المرتقب للسعودية والنتائج المخزية التي ستحصدها من جراء هذا العدوان, لتنطبق عليها المقولة, إلا نتيجة قطعية مبنية على أدلة وبراهين تثبتها وقائع المعركة وتجارب التاريخ, وفي هذا السياق يمكن جدولة مجموعة من العوامل والأسباب التي تبرهن الفشل السعودي الذي بدأت تظهر أولى نتائجه على الأرض, وفي ذكر لبعض هذه الأسباب على سبيل المثال لا الحصر نورد التالي:

1-      كان من المقرر في الدوائر الرسمية السعودية وبالتعاون مع الإدارة الأمريكية, أن لا تطول المعركة أكثر من أسبوعين تتمكن فيها السعودية من خلال طائراتها أن تحسم المعركة وتحقق الأهداف, لكن ما حصل أنه بعد مضي أكثر من شهر ونصف على العدوان لم تحقق السعودية سوى مزيد من قتل الأطفال والنساء, في مقابل تقدم متسارع للجان الشعبية اليمنية المساندة للجيش.

2-      الضغوطات الشعبية في جميع ارجاء العالم والمنظمات الحقوقية التي انتفضت واستهجنت هذا العدوان الذي تشنه السعودية ضد اليمنيين, وهو ما أصبح يشعر السعودية بالخناق والمحاصرة والفشل والذي لا مهرب منه.

3-      أمام هذه المجازر البشعة التي ترتكبها السعودية, إلا أن اليمنيين لم يردوا بالمثل, بل استمروا في تقدمهم وتحرير المناطق التي كانت جماعات التكفير قد استولت عليها, ما أوضح مظلومية اليمنيين أمام العالم أجمع, وكشف زيف إدعاء السعودية.

4-      ممانعة كل من باكستان ومصر للمخطط السعودي, وعدم مشاركتهم, وتأكيدهم على ضرورة ترك الخيار لليمنيين في تحديد مصيرهم, ما ضيق الخناق على السعودية وأعطاها صفة المعتدي.

5-      الإختلافات الشديدة داخل العائلة الحاكمة إتجاه سياسة السعودية في اليمن, فقد ظهر للعلن الشخصيات الكبيرة والتي لا يستهان بها داخل السعودية التي أبدت رفضها القاطع للعدوان, وأن الحل الصحيح يكمن ضمن الأطر السياسية.

6-       الإختلافات بين دول ما يعرف بمجلس التعاون الخليجي, حول الملف اليمني فضلا عن الملفات الأخري, بالإضافة لسياسة السعودية ككل إتجاه المنطقة وكيفية تعاملها, وبعض هذه الدول كالكويت والإمارات على سبيل المثال.

7-      بعض العمليات المحدودة التي قامت بها بعض العشائر الحدودية مع السعودية كرسالة ورد أولي على جرائم السعودية, التي كان من نتائجها فرار عناصر الجيش السعودي وإخلائهم مواقعهم, ما أوضح مدى هشاشة الجيش السعودي, بالإضافة إلا الموقف الرافض للحرب ضمن صفوفه.

8-      بعض صواريخ الكاتيوشا المحدودة التي أطلقتها العشائر المحاذية للحدود السعودية على نجران وجيزان, وحالة الذعر التي خلفتها الصواريخ, مع الإشارة إلى أن الصواريخ التي أطلقت ما كانت إلا عبارة عن رسالة مفادها أن العدوان إذا ما استمر, فإن صبر اليمنيين سينفذ.

9-      إصرار السعودية على ضرورة إعلان الهدنة الإنسانية, بعد التخوف السعودي من الأحداث والمجريات الأخيرة على الحدود معها, خاصة أن السعودية لديها تجربة حقيقية مع اليمنيين في الحرب البرية, وتعرف قدراتهم وإمكاناتهم جيدا.

وفي قراءة لمجمل العوامل السابقة الذكر, يبدو جليا أن السعودية والتي راهنت على مدى الاعوام الماضية علي قدرتها على إركاع شعوب المنطقة لما فيه مصلحة الغرب, قد بدأت تخسر أوراقها شيئا فشيئا, وهي بسياساتها الإستعلائية مع دول الجوار, لم تترك لها صديقاً, وبالتالي فإن التجربة أيضا تثبت أن أمريكا إذا ما تحالفت مع السعودية, فإن هذه الصداقة تنكسر في أول شعور أمريكي بأن السعودية ما عادت بإمكانها تحقيق المنافع والمصالح الأمريكية في المنطقة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق