التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

إستهداف شركة”آرامكو”؛ رسالة “ما فوق إستراتيجية” لردع العدوان 

 تفيد الأنباء الواردة من المناطق الواقعة على الحدود اليمنية السعودية، الثلاثاء ١٢ مايو/آيار ٢٠١٥، بأن قصفاً متبادلاً تواصل بين القبائل اليمنية والقوات السعودية. فيما أوردت قناة “الميادين” نقلاً عن مراسلها “إن مسلحي القبائل قصفوا شركة “أرامكو” النفطية في ظهران عسير جنوب السعودية”، في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام عن إرسال الرياض لتعزيزات من قواتها إلى الحدود مع اليمن.

وقال مصدر قبلي إن مسلحي القبائل استولوا على موقع استراتيجي في الأراضي السعودية، وواصلوا قصف مناطق جبل الجلاح والخوبة، فيما تحدّثت مصادر متطابقة، أن قبليين يمنيين وصلوا منطقة “الأحد، أو أحد المسارحة”.مضيفة، أن معارك كر وفر تدور داخل الأراضي السعودية. وفيما تسيطر القبائل على عدد من المواقع العسكرية قالت المصادر، إن المسلحين ينسحبون من معظم المواقع بعد سيطرتهم بسبب قيام الطيران السعودي بقصفها.

وأوردت قناة “الميادين” نقلاً عن مراسلها أن مقاتلي القبائل أحرقوا دبابة سعودية بعد مهاجمة تجمع عسكري داخل الأراضي السعودية. وقالت القناة، إن مسلحي القبائل قصفوا شركة “أرامكو” النفطية في ظهران عسير جنوب السعودية.

من جانبها، أفادت وسائل إعلام سعودية بأن تعزيزات من “القوة الضاربة” تم إرسالها إلى الحدود مع اليمن بعد ساعات من تبادل عنيف للقصف المدفعي بين القوات السعودية والقبائل اليمنية، حيث بثت قناة العربية الحدث الإخبارية، صوراً لرتل دبابات محملة فوق شاحنات عسكرية ووصفتها بأنها “وصول تعزيزات من القوة الضاربة إلى الحدود”.

المعادلة جديدة..شركة آرامكو

التحول الأهم في الضربات الجديدة للقبائل اليمنية هو إستهداف أكبر شركة نفطية في العالم، شركة آرامكوالسعودية التي يترأسها وزير الدفاع السعودي ولي ولي العهد محمد بن سلمان. الإستهداف جاء في وقت بمنتهى الحساسية أي قبل وقف إطلاق النار  بساعات، وأقل من ٢٤ ساعة على الحج الخليجي إلى كامب ديفيد للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

يدرك القاصي والداني على وجه المعمورة أهمية النفط بالنسبة للسلطات الرياض وأمريكا أيضاً، وتنطلق الأهمية السعودية إعتباراً من كون النفط يشكل العمود الفقري للإقتصاد السعودي، في حين تسعى أمريكا للسيطرة على النفط في سياق رؤيتها الإستراتيجية للتحكم بالإقتصادي العالمي.

لا يختلف إثنان على حق الشعب اليمني بالدفاع عن بلاده في وجه العدوان السعودي، والإستهداف النفطي ليس عن هذا ببعيد. لكن هذا الإستهداف من القبائل اليمنية يشير إلى دلالات عدّة أبرزها:

أولاً: توجيه الضربة لشركة آرامكوالسلمانية(نسبة إلى محمد بن سلمان) الذي يقود عدوان بلاده على اليمن، يأتي بعد فترة وجيزة على تعينه في منصب رئاسة مجلس إدارة الشركة السعودية، وبالتالي تعتبر الضربة رسالة مباشرة للوزير الشاب الذي يسعى للصعود على سلّم العرش عبر دماء اليمنيين.

ثانياً: الضربة التي أتت قبل ساعات من وقف إطلاق النار وبعد أيام قليلة على القصف الهمجي لطيران التحالف السعودي على صعدة، حملت في طياتها رسالة واضحه مفادها أن أي تفكير سعودي بإستمرار العدوان بعد “الهدنة الإنسانية” يعني ضرب المصالح السعودية الإستراتيجية. القبائل أعطت السلطات السعودية فترة الهدنة للتفكير ملياً قبل أي عمل عسكري قد تتخذه في المسقبل القريب.

ثالثاً: يأتي إستهداف شركة آرامكو من اليمنيين قبل أقل من ٤٨ ساعة على لقاء قادة دول مجلس التعاون بالرئيس الأمريكي في كامب ديفيد. أمريكا لن ترضى بأن تتعرض مصالحها النفطية في المنطقة للخطر بسبب تصرفات صبيانية للمحمدين الذي سيترأسان وفد بلادهم للقاء الرئيس أوباما.

رابعاً: الرسالة الأمنية لهذا الإستهداف واضحة العنوان والتفاصيل. رغم تأكيد السلطات السعودية مراراً وتكراراً على حماية كافة منشأتها النفطية بإعتبارها الأكثر أمناً في العالم، إلا أن القبائل اليمنية نجحت في إستهدافها. ضربة القبائل حاولت كسر هيبة المحمدين، بن نايف كونه يترأس وزارة الداخلية وبالتالي هو المسؤول المباشر عن الملف الأمني وبالتحديد الأمن النفطي الإستراتيجي،  وبن سلمان كونه يترأس الشركة نفسها.

اذاً، تكمن مصلحة محمد بن سلمان حالياً في تحقيق نجاحات إقتصادية للمملكة عبر الشركة النفطية الأكبر في العالم للإرتقاء إلى منصب ولي العهد بدلاً من بن نايف، وبالتالي إستهدافها لن يصب في صالحه، وهو ما يدعوه للتفكير ملياً خلال الأيام المقبلة في تمديد الهدنة وإعلان إنهاء الحرب. كذلك المصلحة الأمريكية في تحييد النفط أو بالأحرى كبح جموح السعودية في إستهداف الشعب اليمني حفاظاً على مصالحها النفطية في المنطقة. في الخلاصة، إستهداف القبائل اليمنية لشركة آرامكو هي حاجة أو بالأحرى رسالة “ما فوق إستراتيجية” لردء وردع العدوان السعودي على الشعب اليمني.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق