التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

قبيلة همْدان بن زيد..تاريخ عريق وحاضرمشرّف 

المجتمع اليمني مجتمع قبلي عشائري قديم من أيام الدولة السبئية، وتعتبر قبيلة همدان بن زيد من أبرز القبائل اليمنية، حيث تمتلك هذه القبيلة تاريخ عريق يمتدّ إلى ما قبل ميلاد السيّد المسيح عليه السّلام، ويرجع إلى عصر ملوك سبأ، وهو مستمر إلى عصرنا الحاضر حيث تحتلّ همدان موقعاً خاصّاً في النظام السياسيّ في اليمن.

التاريخ العريق إضافة إلى سطوع نجم هذه القبيلة في معركة الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي دفعنا إلى القيام بتقرير يوضح للقارئ الكريم تاريخ وحاضر هذه القبيلة، وكذلك دورها الفعال في مواجهة العدوان السعودي على الشعب اليمني.

تاريخ همدان.. وإسلامهم

تنتسب هذه القبيلة إلى كهلان، حيث ذكر علماء الأنساب نسب همدان كالتالي: همدان بن مالك بن زيد بن اوسلت بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان. أما سبب التسمية فهمدان هو اسم لأرض قديمة يعود ذكرها للقرن السابع ق.م حسب الإخباريين، وقد جاء جاء ذكرهمدان في نصوص المسند القديمة بصيغة أرضم همدن وحرفيا تعني “أرض الهمد”  والأرض الهمد هي الأرض الجافة التي لا تنبت.

تحتلّ همدان منطقة فسيحة في شمال صنعاء تمتد إلى “صعدة”، وتتوزّع منازل نجران بين قبائل بني الحارث بن كعب ومذحج وهمدان، ومن أشهر مدن همدان: بون، عُمران، الجوف، خَمِر، حَجور، رَيْدة، وقرية “حاز” التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام.

أسلمت قبيلة همدان في صنعاء على يد الإمام علي بن أبي طالب (ع) الذي كان قد أوفده النبي محمد (ص) بعد فشل رُسله السابقين في إقناع أهل اليمن بالإسلام، فاعتنقت قبيلة همدان اليمنية الإسلام لتلتحق بها القبائل الأخرى. بعد غزوة تبوك في عام الوفود قَدِم المدينةَ طائفةٌ من رؤساء قبيلة همدان، وهم مالك بن نمط، وأبو ثور، ومالك بن أيفع، وضِمام بن مالك، وعُميرة بن مالك، فجاءوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فخطب مالك بن النمط فقال: يا رسول الله؛ من همدان من كلّ حاضرٍ وبادٍ، أتَوك على قُلُص نواجٍ، متّصلة بحبائل الإسلام، لا تأخذهم في الله لومةُ لائم…

وخلال العصور المتعاقبة بعد ظهور الإسلام، ظلّت همدان تحتلّ موقعاً كبيراً في اليمن بلحاظ نفوذها وقُدرتها، وكان لهم إمارة في اليمن طيلة السنوات ما بين سنة ٤٩٢ هـ و ٥٦٩ هـ قضى عليها الأيّوبيّون بعد ذلك.

همْدان والعدوان السعودي

لم يسطع نجم قبيلة همدان في الحروب الآولى التي شنها الرئيس السباق علي عبدالله صالح والسعودية على أنصار الله(الحوثيين حينها)، لكن العدوان السعودي على اليمن أظهر تنسيق شبه تام بين القبيلة المذكورة وجماعة أنصار الله لردع العدوان السعودي على الشعب اليمني.

لم يكن مستغرباً أن تقوم قبيلة همْدان صاحبة التاريخ العريق من الرد على العدوان السعودي، لذلك قام فرسان القبيلة بالتوجّه إلى الحدود اليمنية لتأديب السعودية بسبب إعتدائها على أراضيهم. رجال همْدان نجحوا في السيطرة على مواقع عسكرية سعوديّة عدّة، وكذلك التوغل داخل الأراض السعودية عشرات الكيلومترات، وقد ساهم تواجد القبيلة نفسه في نجران السعودية- نجران مدينة يمنية إحتلتها السعودية بعد تأسيسيها على يد عبد العزيز بفترة- من ناحية، وشجاعة المقاتلين رغم أسلحتهم البدائية إضافةً إلى فرار الجنود والضباط السعوديين من ناحية آخرى في تحقيق القبيلة إنتصارات عسكرية مدويّة.

إذاً، تؤكد المصادر اليمنية سيطرة القبيلة على عدّة مواقع عسكرية من بدء العدوان السعودي على اليمن أبرزها:

–   سيطرة قبيلة همدان بن زيد على موقع المنارة السعودي وغنمت أسلحة متوسطة كثيرة بعد فرار عناصره، وقد اعترافت وزارة الدفاع السعودية حينها بمقتل ثلاثة ضباط وجرح إثنين بسقوط قذيفة على نقطة حدودية في محافظة نجران.

–  أحكمت قبائل همدان بن زيد السيطرة على موقع جلاح العسكري السعودي في محافظة نجران بعد فرار الضباط والجنود الذين كانوا بداخله.

–  قبائل همدان بن زيد إستهدفت بالقصف المدفعي والصاروخي موقع العين العسكري السعودي في محافظة نجران ما ادّى إلى احراق طقمين عسكريين بداخله.

–   توغّلت مجموعة مقاتلة من قبيلة همدان بن زيد في عمق الاراضي السعودية وصولاً الى جوار سد نجران، حيث نفذوا كمينا لدورية عسكرية سعودية، وعلى اثر وصول الدورية فتح افراد المجموعة النار عليها ما ادى الى مقتل عدد من الجنود السعوديين.

– قبائل همدان بن زيد تسيطرعلى موقع الحلقة في محافظة نجران القريب من مديرية الملاحيظ التابعة لمحافظة صعدة، حيث كان يستهدف بالقنص والقصف المدفعي المواطنين ومساكنهم الواقعة في مرمى نيرانه.

–  مسلحو قبائل “طخية” وهمدان بن زيد، فرضوا حصاراً على منطقة “نهوقة” من ثلاث جهات، كما سقط موقع “سقام”  – بشكل شبه كامل – بأيدي قبائل همدان بن زيد.

في الخلاصة، هذا غيض من فيض الإنتصارات الهمدانية على الجيش السعودي، قبيلة وكما حالها منذ آلاف السنين ترفض أي إعتداء على أهلها وناسها مُقدمةً عشرات الشهداء على مذبح “الكرامة الوطنية”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق