كيف سعي الكيان الاسرائيلي لإظهار الاخوان المسلمين جماعة ارهابية؟
في خطوة غير معروفة الاسباب سمح جيش الكيان الإسرائيلي بنشر معلومات سرية حول تنفيذه عدة تفجيرات داخل مصر وإلصاقها بجماعة الإخوان المسلمين في الخمسينيات من القرن الماضي لإقناع الرأي العام العالمي بتبنيهم العنف والإرهاب.
وأوضح موقع “المصدر” الإسرائيلي أن “الموساد” جنّد شبكة من العملاء الإسرائيليين في الخمسينيات من القرن الماضي في القاهرة والإسكندرية في بعثة فرع الاستخبارات الإسرائيلية من أجل زرع متفجرات لضرب أهداف غربية، ولإحداث فتنة بين مصر وأمريكا وبريطانيا، مؤكدًا أن الغرض من ذلك كان جعل الأمريكيين والبريطانيين يصدّقون بأنّ شبكة إرهابيّة من الإخوان المسلمين هي التي نفّذت تلك العمليات الإرهابية.
وأكد الموقع أن أداء شبكة الاستخبارات الإسرائيلية كان فاشلاً تمامًا، حيث تم القبض على أعضاء الشبكة الـ١٣ من قبل السلطات المصرية، والذين كانوا إسرائيليين أو مصريين، تم إعدام اثنين منهم، وانتحر آخر في سجنه، وأُطلق سراح اثنين من المعتقلين، وتم فرض عقوبة سجن ثقيلة على البقية.
وأشار الموقع الناطق باللغة العربية، إلى أن الأداء الفاشل للشبكة طرح في الكيان الإسرائيلي هذا السؤال: “من الذي أعطى الأوامر؟ فمن غير المعقول أن تعمل شبكة كهذه في قلب القاهرة والإسكندريّة من تلقاء نفسها. واندلعت في أروقة الحكم الإسرائيلية معركة سرية وقوية بين وزير الحرب حينذاك، بنحاس لافون، ومن كان قائد سلاح المخابرات، بنيامين جبلي.
من جانبها قالت صحيفة التايمز البريطانية، إن الوثائق الخاصة بالجيش الإسرائيلي ظلت سرية منذ عام ١٩٥٥، وتشير إلى أن الخطة بدأت في ١٩٥٤ بعد محاولة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي وقتها، موشى شاريت، الدخول في مفاوضات سلام غير مباشرة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وفي نفس الوقت كانت أمريكا تؤيد انسحاب القوات البريطانية من قناة السويس، الأمر الذي أثار قلق المتطرفين من حكومة الكيان الإسرائيلي ومنهم بنحاس لافون، وزير الحرب الإسرائيلي وقتها، حيث أشارت الوثائق إلى أنه المسؤول عن إرسال إشارات اللاسلكي للخلية النائمة من اليهود المصريين الذين يعملون لصالح الكيان الإسرائيلي، ضد المصالح الغربية في القاهرة لبدء تنفيذ سلسلة من التفجيرات في مصر وكان أغلبها يخص بريطانيا وأمريكا.
وبعد العملية الفاشلة والتي لم يصب فيها أحد تم القاء القبض على اثنين من أفراد الخلية وإعدامهما، بينما حكم بالسجن على آخرين، وبعدها استقال بنحاس لافون في فبراير ١٩٥٥، ورغم أنه أنكر إصدار الأمر بالعملية إلا أن الوثائق التي أفرج عنها الجيش الإسرائيلي تشير إلى تورطه في الخطة.
وبحسب الصحيفة، فإن موشى شاريت لم يكن لديه علم بالخطة التي قضت على فرص اتفاق سلام بين مصر والكيان الإسرائيلي وقتها.
وفيما لا يمكن القول بان سماح الجيش الاسرائيلي بنشر هذه المعلومات هي لاسباب عبثية يبقى من الواجب على المحللين والخبراء ان يدرسوا هذه الاسباب لكشف السبب الحقيقي لنشر مثل هذه المعلومات وفي هذا التوقيت بالذات.
هذا وتشهد منطقة سيناء المصرية في الأشهر الماضية سلسلة عمليات وتفجيرات تستهدف قوات الامن والجيش المصري وقد سقط عدد كبير من القتلى في هذه العمليات والتفجيرات حيث تؤكد اوساط عسكرية وسياسية مصرية ان الكيان الاسرائيلي هو من يقف خلف هذه التفجيرات والهجمات ويديرها من اجل إلهاء الجيش المصري في صراعات داخلية وإشعال حرب داخلية في مصر على غرار ما تشهده سوريا لإضعاف الجيش المصري الذي يعتبر أكبر الجيوش العربية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق