التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, سبتمبر 16, 2024

وجهة السفينة الإيرانية.. بين الواجب الإنساني والتحذير الأمريكي 

 تواصل سفينة المساعدات الإيرانية التي إنطلقت أمس الثلاثاء من ميناء بندر عباس طريقها إلى اليمن حيث من المتوقع وصولها إلى ميناء الحديدة بعد حوالي أسبوع. السفينة الإيرانية المحملة بالمواد الغذائية والطبية وناشطين غربيين وفريق من الهلال الأحمر الإيراني وعدد من المراسلين، تبحر في ظل أجواء مناخية مساعدة جداً متجاهلة كافة التحذيرات التي أطلقتها السلطات الأمريكية والمتحدّث باسم عاصفة الحزم حول تغيير خط سير السفينة الى جيبوتي حيث تشرف الامم المتحدة على توزيع المساعدات الانسانية.

 

لم تمنع المحاولات السابقة التي باءت بالفشل نتيجة منع التحالف هبوط أي طائرة تحمل مساعدات في مطار صنعاء، من تأكيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على إلتزامها المبدئي بدعم الشعب اليمني كما الفلسطيني، بل توجّهت السفينة الإيرانية التي تحمل ٢٥٠٠ طن من المواد الغذائية والطبية و١٢٠ ألف ليتر من الوقود إلى ميناء الحديدة لمساعدة الشعب اليمني جراء الكارثة الإنسانية التي لحقت به من العدوان السعودي.

تحذيرات أمريكية – سعودية

الإصرار الإيراني على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني في محنته حتى أن قناة الميادين نقلت عن مصادر الهلال الأحمر الإيراني أن “لا مانع في تفتيش السفينة إذا كان تفتيشها سيؤدي إلى دخولها إلى ميناء الحديدة”، دفع بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إلى تحذير إيران ممّا وصفته بـ “اللعب بالنار”، الذي قد يهدد وقف إطلاق النار في اليمن.

وطالب البنتاغون إيران في بيان له: بـ”تسليمها المساعدات الإنسانية لليمن، إلى مركز التوزيع الأممي في جيبوتي”، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية الكولونيل ستيفن وارن للصحافيين بأن الجيش الامريكي يرصد السفينة الإيرانية.

تحذير الجانب الأمريكي لم يكن الوحيد بل أكّد المتحدث باسم عاصفة الحزم العميد أحمد العسيري أن القوات السعودية “لن تسمح للسفن الإيرانية بالوصول إلى اليمن قبل أن يتم تفتيشها”، منوهاً بأن أي مساعدات إيرانية يجب تقديمها عبر الأمم المتحدة.

نار خارج السيطرة

الرد الإيراني على التصاريح الأمريكية والإسرائيلية كان سريعاً، حيث عبر مساعد رئيس الاركان العامة المشتركة للقوات المسلحة العميد مسعود جزائري، السعودية وأمريكا من أن أي محاولة لخلق المتاعب لسفن الاغاثة الايرانية قد تقود الى اشعال نار يكون احتواؤها خارجاً عن سيطرتهم.

العميد الإيراني أشار إلى أن ضبط النفس الايراني له حدود وعلى السعودية وساستها الجدد وعلى أمريكا والاخرين ايضاً، ان يعلموا ان محاولة خلق المتاعب لجمهورية ايران الاسلامية على صعيد ايصال المساعدات لدول المنطقة قد تقود الى اشعال نار سيكون احتواؤها ـ بالتأكيد ـ خارجاً عن سيطرتهم.

اذاً يبدو أن الجانب الإيراني مصرّ على إيصال المساعدات الإنسانية مهما بلغت التكاليف، خاصةً أن القائد البحري الإيراني أوضح في تصريح لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن “سفنا حربية سترافق سفينة مساعدات متوجهة إلى ميناء الحديدة اليمني الواقع تحت سيطرة مقاتلي أنصار الله المتحالفين مع طهران”. وقد أوضح الأميرال حسين أزاد أن “الأسطول الرابع والثلاثين الموجود حاليا في خليج عدن عليه مسؤولية خاصة بحماية سفينة المساعدات الإنسانية الإيرانية” في إشارة إلى مدمرة وسفينة إمداد في المياه الدولية قبالة اليمن.

يبدو أن المساعي السعودية الأمريكية عبر الدعوة لتغيير مسار السفينة أو الحديث عن مكتب إغاثة للأمم المتحدة في إحدى الدول المطلة على اليمن(جيبوتي) تدخل في سياق الضغط الإعلامي ولا تستند إلى أي قانون أممي خاصةً أن السفينة نسّقت مسبقاً مع الصليب الأحمر الدولي، وما الذي يضمن في حال عدم إستلامها بصورة مباشرة أن لا تستخدم أمريكا والسعودية المعونات الإنسانية لإبتزاز اليمنيين؟

السعودية أرادت أن تضر الجمهورية الإسلامية الإيرانية فأفادتها، وأمريكا أيضاً التي لطالما عملت ومنذ سنوات على إستخدام سياسة “إيران فوبيا”، فالسفينة الإيرانية التي نجزم بأنها لن تعود إلا بإيصال المعونات الإنسانية للشعب اليمني كما أنها لن تتوجه إلى جيبوتي كما تريد أمريكا، تكشف مدى حرص الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعم الشعوب المسلمة والمظلومة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق