التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

لنتعلّم من سيدنا كاظم الغيظ (ع ) 

عبدالرضا الساعدي 
حياة الأئمة وسيرتهم وسلوكهم ، دروس ومدارس كاملة يمكن النهل منها عميقا للتغيير والتصحيح ودرء ما فسد في هذه الأرض .
ونحن نعيش هذه الأيام الأليمة والبليغة  بمناسبة استشهاد 
سابع أئمة أهل البيت (عليهم ‌السلام)موسى بن جعفر الملقّب ب(الكاظم ) وذلك ( لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والإرهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون ، لم يبد لأحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه، ويقول ( ابن الأثير: (إنه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالإحسان.
كم نحن بحاجة لهذه الصفة اليوم ونحن نسمع أحيانا عن تخاصم وتقاتل الأخوة والعشائر في عدد من المحافظات ، ولأسباب تافهة لا تستوجب النزاعات والخلافات الدموية أبدا ، لا سيما عند بعض  أهلنا في المحافظات التي تتخذ من أئمتنا الأطهار ( عليهم السلام ) أبوابا للحوائج ، ومن بينهم هذا الإمام الصابر كرمز من الرموز الإسلامية والإنسانية العظيمة .
هذه الصفة التي يحملها سيدنا الإمام الكاظم ، هي درس بليغ لأهل العقل والحكمة يجب الاقتياد بها والتمسك بجوهرها ونحن نقطع الطريق الطويل والشاق والمحفوف بالمخاطر الإرهابية ، باتجاه حضرته المباركة الكريمة..
كما يحمل هذا الإمام النبيل لقب (الأمين)  من بين الألقاب العديدة التي يستحقها وتليق به ؛   ( فكل ما للفظ الأمانة من معنى قد مثل في شخصيته العظيمة ، فقد كان أمينا على شؤون الدين وأحكامه، وأميناً على أمور المسلمين وقد حاز هذا اللقب كما حازه جده الرسول الأعظم من قبل، ونال به ثقة الناس جميعاً)
.
وهي صفة أخرى نحتاج لها في ظل أوضاعنا وظروفنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المستقرة ، بل يحتاجها الكثير من السياسيين الذين يتولون أمور الناس والبلاد ، وغيرهم من العناوين الأخرى .. فالأمانة ،كصفة أخلاقية وإنسانية ،  أصبحت عملة نادرة لدى هؤلاء ، مما يعني التخلي عن ثقة الشعب بهم والتخلي عن تحمل هذا الثقل الكبير في بناء البلد وإصلاحه ، بل العكس تماما هو ما يحصل نتيجة هذا الإفلاس الأخلاقي والإنساني لدى المسؤولين الذين لا يبالون بقضايا الشعب وحاجاتهم وحتى أرواحهم .
لقد استهدف الطغاة وأعوانهم ،  الإمام الكاظم (ع ) ، وهو مقيد ومحبوس في (طامورة ) منسية ، لأنه كان يخيفهم بصبره و بورعه وخلقه وأمانته وصدقه وعزة نفسه وزهده ، مثلما يُستهدف اليوم محبوه ومناصروه وزائروه ، من قبل المجرمين الإرهابيين الذين يحاربون هذا النهج الأخلاقي والإنساني العظيم ، لأهداف بعيدة وخبيثة أهمها : أن نصبح أمما متخاصمة متناحرة وضعيفة ومنقسمة أيضا كي نكون لقمة سائغة للأعداء ، وعلى رأسها الصهيونية ومن يساندها من العملاء والأذناب المجاورين وغير المجاورين لهذا البلد الطيب .. العراق.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق