أطفال ليبيا ضحية إرهاب داعش
لقي ثلاثة أطفال ليبيين مصرعهم جراء قيام تنظيم داعش الإرهابي بقصف منطقة بلعون في مدينة بنغازي شمال شرق ليبيا مهد الاحتجاجات على الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي . وذكر آمر التحريات في القوات الخاصة في الجيش الليبي أن مدينة بنغازي تعاني منذ أيام عدة من تساقط مكثف للصواريخ العشوائية من قبل التنظيمات الإرهابية بهدف دفع السكان لترك منازلهم وتعطيل الحياة المدنية في المدينة.
وفي الإطار ذاته أشار الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي إلى تعرض بلدة بنينا شرقي بنغازي للقصف منذ صباح يوم الثلاثاء حيث شهدت البلدة التي تبعد قرابة الـ ٢٥ كم عن مدينة بنغازي سقوط أكثر من ثلاثين صاروخاً أطلقتهم التنظيمات الإرهابية المتمركزة في منطقة سيدي فرج جنوب البلدة.
وكانت مدينة بنغازي شهدت مصرع شخصين اثنين بداية هذا الأسبوع جراء سقوط صاروخ أطلقته التنظيمات الإرهابية على مبنى سكني في المدينة، ليرتفع تعداد الضحايا المدنيين خلال الأسابيع الماضية إلى أكثر من ٥٥ شخصاً قتلوا إثر الصورايخ العشوائية التي تطلقها المجموعات الإرهابية على مدينة بنغازي بغية إعاقة مسيرة الجيش الليبي الرامية إلى تحرير المدينة من هذه المجموعات.
وتشير مصادر ليبية إلى احتلال تنظيم داعش الإرهابي جزءاً كبيراً من المنطقة الوسطى في ليبيا، وذلك في إطار جهود التنظيم الإرهابي لتوسيع رقعة نفوذه في هذا البلد. وتحدثت مواقع خبرية ليبية عن سيطرة التنظيم الإرهابي على المنطقة الممتدة بين معقله المتمثل في مدينة النوفلية شرق سرت حتى مشارف هراوة. وكان داعش قد بسط سيطرته على النوفلية ودرنة وسرت وجزء من مدينة بنغازي، مستغلاً الحرب التي يشنها الجيش الليبي على المجموعات المسلحة في البلاد. فيما قام الجيش الليبي الأسبوع الفائت بتنفيذ غارات جوية ضد مقاتلي داعش في مدينة درنة شرقي البلاد.
وتشهد ليبيا منذ قيام قوات التحالف الغربي العربي بشن حملتها العسكرية على هذا البلد والإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي، نزاعاً عسكرياً دامياً، وتفرقاً شديداً بين أبناء الشعب الليبي، الأمر الذي مهد لدخول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات السلفية الإرهابية إلى البلاد وقيامها بالسيطرة على مناطق متفرقة منها، حيث تشير إحصائيات إلى أن عدد الميليشيات المسلحة في ليبيا قد بلغ عام ٢٠١٣ حوالي الـ ٢٠٠٠، فيما تراوح عدد حاملي السلاح بين الـ ٢٠٠ ألف إلى ٢٥٠ ألف.
وكانت مواقع مقربة من تنظيم داعش قد كشفت النقاب عن صور تظهر استخدام التنظيم الإرهابي الأنفاق في منطقة صابري الواقعة في مدينة بنغازي الليبية من أجل تهريب الأسلحة والقيام بعمليات مباغتة ضد الجيش الليبي. الأمر الذي يعكس الضغوط العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها التنظيم جراء حملات الجيش الليبي والتي اضطرته إلى اللجوء إلى حرب الأنفاق بعد أن كان يجاهر بوجوده في المدينة بشكل علني وفي وضح النهار.
وفي العودة إلى خبر مقتل الأطفال الليبيين الثلاثة، دانت المنظمة الدولية لحماية الطفولة وذوي الإعاقة في ليبيا يوم الثلاثاء الفائت مقتل الأطفال الثلاثة والذين ينتمون إلى عائلة واحدة جراء القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة من قبل المجموعات الإرهابية.
واستنكرت المنظمة في بيان لها مقتل الأطفال الثلاثة البالغين من العمر ١٢ سنة و ٨ سنوات وسنتين إثر سقوط صاروخ على منزلهم القاطنين فيه. ونددت المنظمة الدولية لحماية الطفولة وذوي الإعاقة في بيانها بهذه الانتهاكات التي تطال أمن الطفولة وحياتهم، واستغربت امتناع بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ومكتب اليونيسف عن إدانة هذه الأعمال الإجرامية التي تطال الطفولة والإنسانية منذ عدة أشهر رغم وقوع حوادث مماثلة. وأشارت المنظمة الحقوقية إلى عجز المؤسسات الدولية والأممية عن القيام بعمل يذكر من أجل التخفيف من حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الليبي، منذ أن فعلت الدول الغربية بهذا البلد ما فعلت وحولت حياة هذا الشعب إلى جحيم، عبر فتحها الباب أمام التنظيمات الإرهابية والمتطرفة لتعيث في البلاد فساداً وخراباً.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق