التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

الاعترافات الاوروبية بالدولة الفلسطينية .. ما هي الغايات ؟ 

 مع حلول الذكرى السابعة والستين لاحتلال فلسطين الموسوم بيوم النكبة ظهرت على الساحة مجموعة من المخططات والمشاريع المريبة من قبل الدول الغربية لتضييع حقوق الفلسطينيين ومنها ما يسمى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو مخطط يهدف في الحقيقة الى تقزيم فلسطين والاعتراف بها فقط في حدود عام ١٩٦٧.

 

وقد عمدت البرلمانات في عدة دول اوروبية الى الاعتراف بهذه الدولة الفلسطينية مثل برلمانات السويد وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وايطاليا لكن دخول البريطانيين على هذا الخط يثير الشكوك لان الفلسطينيين يعتبرون ان بريطانيا هي اساس النكبة وضياع فلسطين والمآسي التي حدثت قبل وبعد احتلالها.

وهناك اسباب عديدة لهذا التحرك الاوروبي وفي هذا الوقت بالذات ففلسطين كانت خلال العقود الماضية محط اهتمام عالمي كبير وهناك عدة حروب جرت في المنطقة بسبب القضية الفلسطينية وقد انضمت فلسطين الى عدة منظمات عالمية واصبحت قضيتها قضية فوق استراتيجية ولذلك لا يمكن لاعداء واصدقاء فلسطين ان يمروا مرور الكرام عن هذه القضية ولذلك يمكن القول بان اهتمام الاوروبيين بالقضية الفلسطينية ليس حبا بفلسطين والفلسطينيين بل ان فلسطين قد فرضت قضيتها على العالم وان الاوروبيين يريدون الآن ان يقولوا بانهم يمتلكون زمام المبادرة ويريدون ايصال الملف الفلسطيني الى نقطة مقبولة للجميع.

وهناك ايضا مشروع اوروبي يقضي بقيام دولة فلسطينية ضعيفة لا يمكنها ان تهدد احدا وتكون هذه الدولة مقامة على ستة آلاف كيلومتر مربع اي اراضي عام ٦٧ ويريد الاوروبيون الاعلان بان فلسطين فقط هي هذه الدولة في حين تفتقد هذه الدولة الى جسر ارتباط مع العالم الخارجي ولن تكون الاراضي المقدسة مثل مدينة القدس ضمن حدود هذه الدولة كما لن يتم حل قضية ستة ملايين لاجئ فلسطيني هم الآن خارج حدود فلسطين ويعانون اشد المعاناة منذ ما يقارب الـ ٧٠ سنة كما يريد الاوروبيون ان لاتمتلك هذه الدولة جيشا وهذا يعني ان الدولة المزعومة ستكون دولة ضعيفة جدا وتشبه منطقة للحكم الذاتي داخل دولة فيدرالية وتعاني من مشاكل وقضايا عديدة.

وليس هناك مجال للشك بأن هذا المشروع الاوروبي لا يناسب فلسطين ابدا لكن هناك بعض الفلسطينيين الملتفين حول سلطة الحكم الذاتي والذين تركوا سبيل المقاومة المسلحة قد رحبوا بما يدور في الاروقة الاوروبية في حين ان ما يطرحه الاوروبيون يعتبر كارثيا لفلسطين ولا يمكن اعتبارها خطوة ايجابية.  

اما الهدف الرئيسي من هذا المشروع الاوروبي فليس اعطاء الفلسطينيين اراضٍ ليقيموا دولتهم عليها بل ان الهدف الحقيقي هو اعطاء اراضي عام ١٩٤٨ للاسرائيليين حيث تعتبر هذه الاراضي ٧٨ بالمئة من فلسطين وسيحظى الكيان الاسرائيلي هكذا باعتراف دول العالم بشرعيته وستكون له حدود معترف بها وحدود بحرية واسعة وسيتم الاعتراف به عالميا كدولة كاملة تحظى بمكانة في الامم المتحدة وتدعمها القوى الكبرى في المحافل الدولية في حين يتوجب على الفلسطينيين ان يبدأوا اللعبة من بدايتها وهم الذين يفتقدون الى حدود بحرية مع العالم باستثناء جزء يسير في قطاع غزة ولم يصبحوا بعد اعضاء في اية معاهدات دولية وما شابه ذلك ولذلك سيظلون يفتقدون الى الدعم الذي توفره المعاهدات والقوانين الدولية.  

ان الدول الاوروبية وفي مقدمتها بريطانيا لم يكونوا في يوم من الأيام الى جانب الشعب الفلسطيني لكي يصدقهم الفلسطينيون الآن بانهم يريدون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وقد ساهمت هذه الدول بانشاء الكيان الاسرائيلي وزودته ومازالت بأحدث انواع الاسلحة التي استخدمت ضد الفلسطينيين وباقي الشعوب العربية ولذلك فإن الفلسطينيين سوف لن ينخدعوا بهذه الخطوات الاوروبية التي تستهدف في الاساس طمس القضية الفلسطينية وايقاف مقاومة الشعب الفلسطيني وثنيهم عن المطالبة بكامل فلسطين.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق