التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

دواعش الظل ! 

 عبدالرضا الساعدي 
أحداث الأعظمية الأخيرة ، وقبلها من أحداث جرت في السنوات السابقة ،تؤكد بما لا يقبل الشك  أن الشعب العراقي ليس طائفيا أبدا، وأن ما يجري من حريق وتصعيد وأهوال هي نتاج واقع سياسي وأمني متأزم ؛ يخفي تحت بساطه كثير من التعقيد بسبب تداخل الأوراق والأطراف اللاعبة في وصولنا إلى ما نحن عليه من مشهد لا يسر أحدا .
كما أثبتت الأحداث أيضا وجود (دواعش ) أخرى في الداخل غير مكشوفة ، لكنها أكثر خطورة وضررا ، والذين هم (في ظاهرهم من الحلفاء وفي داخلهم سكاكين مغروزة في خصر العراق وشعبه)  ممن يحاولون زرع الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي وآخرها ما حصل في مدينة الأعظمية
_على حد وصف أحد النواب_ “.
إن ما جرى مؤخرا من عمل شنيع رفضته كل مكونات الشعب العراقي الأصيل ، جاء بفعل مخطط خارجي مدبر لكن بأدوات داخلية ، وبتوقيتات شريرة محسوبة ، حيث قرار الكونغرس الأمريكي مؤخرا للتعامل مع الكرد والسنّة في العراق كـ”دولتين، وكذلك الهجوم الأخير  لتنظيمات داعش المجرمة على مدينة الرمادي ، وأخيرا وليس آخرا (قمة كامب ديفيد الخليجي الأمريكي) وما وراءه من تآمر على شعبنا والمنطقة برمتها .. كل هذا وغيره كثير ، الهدف منه إعادة الأوضاع إلى نقطة الصفر ،سياسيا وأمنيا ، ومن ثم إشعال الفتنة وتقطيع البلد جزءا جزءا على وفق الخارطة الأمريكية الصهيوينة.
(دواعش الظل ) ربما هم الورقة اللاعبة حاليا في أيدي من صنع الدواعش المعروفة ، بعد أن تصدى أبطال الحشد الشعبي ورجال المقاومة الوطنية الشريفة وأفشلوا مخططاتهم وحرروا مدنا وأراض كثيرة في البلد من رجسهم ، جاءوا بهؤلاء _أدوات اللعب في الظل _  هذه المرة ليضربوا عصفورين بحجر ، أولهم :تشويه صورة الحشد الشعبي والمقاومة من خلال هذه الأعمال الإجرامية وتأليب الناس عليهم من الداخل ، أما الثاني فهو زرع الفتنة الطائفية من جديد والتمهيد لتقسيم البلد على أسس طائفية وعرقية مقيتة.
وإذا كان لابد من كلمة إشادة فيجب أن نوجهها إلى موقف السيد رئيس الوزراء وهو يحضر في اللحظة المناسبة إلى مكان الحدث ، وهو موقف معنوي مهم من شأنه أن يبث الطمأنينة والشعور بالهدوء والأمن والحرص على أرواح وممتلكات العراقيين من كل المكونات دون استثناء ، إضافة إلى كلمة إشادة لقيادات ورجال الأمن والشرطة والجيش في بغداد ، التي احتوت ما جرى وسيطرت على الأوضاع بشكل سريع وإيجابي يدعو للفخر والاعتزاز ، وإلى أهلنا في الأعظمية الكرام الذين كانوا بمستوى عراقيتهم الأصيلة في كل شيء ،بدءا بما قدموه من الخدمة والمساعدة  للزوار ، وانتهاءً باحتواء ما جرى بوعي وهدوء وشعور وطني عال بالمسؤولية ، برغم كل ما حدث ، وإلى رجال الوقفين السني والشيعي الذين تآزروا لوأد الفتنة في مهدها ،
ونحن بانتظار ما تسفر عنه نتائج التحقيقات لكي نطلع مع الشعب من هم هؤلاء دواعش الظل ومن يقف خلفهم مباشرة من سياسيي وأشباح الإرهاب والفتنة والجريمة في البلد .
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق