الخبیر الروسی “بیتر لوفوف”: السعودیة قد فشلت فی الیمن
وسط الادعاءات السعودية بتسجيل انتصارات في العدوان الذي يتم شنه على الشعب اليمني، تصدر مواقف من خبراء ومحللين دوليين تؤكد فشل السعودية في عدوانها لأن حركة انصارالله استطاعت تحقيق ما تريدها على الارض في اليمن، ويقول هؤلاء الخبراء ان الخسائر البشرية التي توقعها القنابل السعودية في اليمن وكذلك الخسائر المادية الكبيرة لا يمكنها ان تجلب الانتصار للسعوديين بسبب عجز هؤلاء عن الصمود في مواجهة برية.
وفي هذا السياق يقول الخبير الدولي الروسي بيتر لوفوف في مقابلة مع وكالة اكو بلانت التحليلية ان القصف الوحشي لدول التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اليمن قد تسبب بقطع كامل للكهرباء والانترنت والاتصالات في صنعاء كما يواجه الكثير من اليمنيين مشكلة نقص المياه والمواد الغذائية في حين تمنع السعودية وصول المساعدات الانسانية من دول مختلفة ومنها ايران الى اليمن ولكن ورغم وصول حجم التدمير السعودي للمنشآت اليمنية الى اثنين وثلاثين مليار دولار حسب الخبراء فان حركة انصارالله والجيش اليمني استطاعوا الاحتفاظ بالسيطرة على اليمن.
ويضيف لوفوف “ان الهجوم السعودي على اليمن قد تسبب بنقمة يمنية على السعودية وخاصة في المناطق الشرقية لليمن والتي يقطنها مليونان ونصف المليون من المواطنين الشيعة كما ان هذه الحرب قد تسببت بنقمة داخلية في السعودية حيث جاهر اشخاص كبار في العائلة الحاكمة كانوا مقربين من الملك سلمان بمعارضتهم لهذا العدوان.
ويضيف هذا الخبير الروسي “ان امريكا هي من تقف خلف الهجوم الامريكي على اليمن وان الامريكيين قد قرروا ان يحاربوا ايران في اليمن على يد السعوديين وباموال السعوديين ايضا”. ويقول “ان امريكا قررت عدم الدخول مباشرة في الحرب اليمنية حتى في اصعب الظروف العسكرية وذلك تفاديا لوقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الامريكية لان امريكا تعتقد بان السعودية تلبي ما تريده واشنطن وتنفذ مخططاتها السرية”. ومن جهة اخرى تقوم واشنطن بدعم الرياض بكل ما يلزم لأن تجربة حربي العراق وسوريا قد اثبتت بوضوح ان التدخل العسكري الذي يقتصر فقط على الغارات الجوية لا يحقق اية نتيجة سياسية وعسكرية.
ويقول لوفوف “ان العدوان السعودي ليس فقط يهدف الى قمع الشيعة في اليمن بل ان الملك السعودي يسعى من خلال هذا العدوان الى التعويض عن اخفاقات آل سعود في السابق” ويضيف “ان الملك السعودي قد تابع بكل قوة سياسة معادية لايران في العراق وسوريا وليبيا ولذلك يقوم هذا الملك بتعزيز علاقاته العسكرية والسياسية مع تركيا وباكستان وقطر ومصر.”
لكن لوفوف يعتقد بأن السعودية ستدرك قریبا ان الاسلحة المتطورة وغالية الثمن التي اشترتها من امريكا بعشرات المليارات من الدولارات النفطية لن تجلب اي انتصار لها لأن السعودية قد دخلت في حرب شاملة لا يمكن تسجيل نصر عسكري فيها لانه يتطلب زمنا طويلا وتكلفة مالية كبيرة، ومن جهة اخرى فان ايران لديها ايضا قوات عسكرية كبيرة وان الصواريخ الايرانية قادرة على تدمير اي هدف في السعودية. ويضاف الى هذا الامر امر آخر وهو احتمال هبوط اسعار النفط والذي سيصيب السعودية بعجز كبير في الموازنة وان كل هذا لا يجلب سوى هزيمة مدوية لعائلة آل سعود.
ويعتقد هذا الخبير الروسي “ان حرب اليمن قد برهنت بأن السعودية لا يمكنها ان تقوم بأداء دور مؤثر في الشرق الاوسط من دون وجود دعم عسكري امريكي ولذلك فان السعودية لا تستطيع تسجيل اي انجاز على الصعيد الدولي اذا لم تغير سياستها الخارجية تجاه ايران والعراق وسوريا واليمن” ويضيف لوفوف “ان الملك السعودي الحالي يعمل لصالح تركيا وقطر في حين كان الملك السعودي السابق يلتف على هذين البلدين بشكل ذكي. هذا في وقت يعلم فيه اي مواطن سعودي ان العمل لصالح قطر يتنافى مع المصالح السعودية وهذا يعني ان السعودية تعاني الآن من تحقير كبير لانها عجزت عن حل الأزمة اليمنية.”
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق