التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

شخصیات عراقیة: قوات الحشد الشعبی مفتاح النصر فی الأنبار 

في وقت يشن فيه تنظيم داعش الارهابي هجوما على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار غربي العراق يتضح يوما بعد يوم مدى حاجة العراق لقوات الحشد الشعبي التي استطاعت دحر تنظيم داعش الارهابي من الكثير من المناطق العراقية خلال الأشهر الماضية حيث استطاعت قوات الحشد الشعبي الى جانب الجيش العراقي تسجيل انتصارات هامة على داعش في ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وآمرلي رغم وجود دعوات امريكية وضغوطات على حكومة حيدر العبادي لعدم مشاركة قوات الحشد الشعبي بأية عمليات من هذا النوع.  

وفي هذا السياق اكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، ان محافظة الانبار لن تحرر من تنظيم داعش الارهابي الا بدخول قوات الحشد الشعبي الى المحافظة، وقال في تصريح صحافي ان الجهة الوحيدة القادرة على تحرير محافظة الانبار من تنظيم داعش هي قوات الحشد الشعبي وخير دليل على ذلك هو العمليات العسكرية التي حصلت في محافظتي ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وآمرلي . 

وأضاف ان “الدور الاکبر في تحریر المناطق یرجع الى الاهالی اذا کانت متعاونة مع القوات الامنیة والحشد الشعبی”. وبین الملا ان “الحشد الشعبي یمتلك قوة عظیمة وعقیدة جبارة لقهر تنظیم داعش لذلك انه یستطیع تحریر العراق بأجمعه ولیس محافظة الانبار فقط”.   

وختم رئیس جماعة علماء العراق الشیخ خالد الملا کلامه بالقول “ان الحشد الشعبي صاحب الفضل الاول على السیاسیین لانه أبقاهم سالمین في بغداد وأبعدهم من نار داعش “. 

من جانبه أعلن القيادي في الحشد الشعبي معين الكاظمي أن قيادات الحشد تتابع الوضع الأمني الميداني في محافظة الأنبار وقد أجرت جميع الاستعدادات للمشاركة في معركة تحرير الأنبار، وهي بانتظار صدور التكليف الرسمي من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.

وقال الكاظمي في تصريح صحافي، إن “قوات الحشد متأهبة للمشاركة في معارك الأنبار الجارية حاليا لاستعادة المناطق التي سيطر عليها داعش”، مشيرا إلى أن “قيادة الحشد الشعبي تنتظر التكليف الرسمي من القائد العام للقوات المسلحة”.

وأضاف أن “قوات الحشد الشعبي تمتلك القوة والعزيمة لمواجهة عصابات داعش الارهابية في الأنبار، والبدء بتحرير جميع المناطق التي تخضع لسيطرتهم، بما فيها مدينة الفلوجة”.

وشهدت محافظة الأنبار، مساء الخميس (١٤ أيار ٢٠١٥)، تطورات أمنية لافتة تمثلت بسيطرة “داعش” على المجمع الحكومي وسط الرمادي ومناطق الجمعية والبو علوان والثيلة وشارع ١٧ في الرمادي بالكامل، فيما أعدم التنظيم ١٧ شخصا بينهم منتسبون للقوات الأمنية بالمدينة، في حين طالب مسؤولون في المحافظة وزارتي الدفاع والداخلية بإنقاذ الأهالي.

من جهتها أهابت وزارة الدفاع العراقية، يوم الجمعة، بعشائر وأبناء الأنبار الذين تعرضوا لظلم وإرهاب تنظيم داعش الإرهابي على مدار السنوات الماضية، الثبات والصمود وعدم ترك مناطقهم، وأكدت أن إخلاء المواقع والأحياء في الرمادي والأنبار من أهلها يصب في صالح مخططات داعش . 

وذكر بيان لوزارة الدفاع العراقية أن التعزيزات العسكرية ساندت القوات الصامدة في مدينة الرمادي وتمكنت من القيام بهجوم مضاد لاستعادة المواقع التي تسلل إليها الإرهابيون، مشيرًا إلى أن طائرات القوة الجوية وطيران الجيش يساند عمل القوات البرية، وكبد داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات . 

وأشارت الوزارة إلى أن قوى الإرهاب تسللت إلى أحياء المدينة وستدفع الثمن غالياً، موضحة أنه منذ الساعات الأولى لفجر الجمعة شن داعش هجمات كبيرة على مركز مدينة الرمادي مستهدفًا الأحياء السكنية، وقد تمكن من التسلل إلى مواقع عديدة في المدينة بعد استخدامه لعدد من الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة . 

ومن جانبه، أكد قائد عمليات الأنبار اللواء محمد خلف أن القوات الأمنية العراقية قتلت ثلاثة قيادات من داعش، وأصابت القيادي في التنظيم المكنی “بو العبد” وهو عربي الجنسية خلال قصف مدفعي على منطقة الزنكورة غربي مدينة الرمادي . 

ولفت مصدر أمني إلى أن مساعد قائد شرطة الأنبار العميد الركن صباح النمراوي أصيب بجراح خلال المعارك مع مسلحي تنظيم داعش في مدينة الرمادي، قائلاً “إن النمراوي ما زال مع العديد من قادة وضباط عمليات الأنبار في مبنى القيادة وسط الرمادي “. 

وأشار المصدر إلى أن القوات المشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والعشائر والصحوات تمكنوا من قتل ثمانية إرهابيين من “داعش” في منطقة الإسالة ومنطقة قبر ابن عطوان في أطراف ناحية عامرية الفلوجة . 

وعلى صعيد التطورات السياسية اعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس الأمریكي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأعرب عن التزام أمریکا بإرسال مساعدة عسكرية للعراق إثر الهجمات التي شنها تنظيم داعش على مدينة الرمادي .

وجاء في بيان البيت الأبيض أن المساعدة تتضمن إرسال أسلحة ثقيلة ومزيد من الذخيرة والمعدات للقوات العراقية .

هذا وأدّى الهجوم الواسع لتنظيم داعش علی الرمادي بدءا من مساء الخميس، الى نزوح الآلاف من المدنيين من الاحياء التي تقدم الداعشيون فيها. وكان تنظيم داعش قد سيطر منذ مطلع العام ٢٠١٤ على احياء في الرمادي، وحاول طوال اشهر عدة السيطرة الكاملة عليها، الا ان القوات الامنية وابناء العشائر السنية المناهضة له تمكنت من صد الهجمات، الا ان التنظيم شن هجوما مجددا مساء الخميس على جبهات عدة في الانبار، وبات بعد سيطرته على المجمع الحكومي، على وشك السيطرة على كامل الرمادي، فيما يشكل ابرز تقدم ميداني له في العراق منذ هجومه علی البلاد في يونيو .

وتعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الجمعة اثر اجتماع طارئ للقيادات الامنية، بالحاق هزيمة منكرة بالتنظيم، بينما اعلنت السلطات ارسال تعزيزات وبدء هجوم مضاد لكن القوات العراقية لا تزال تتخذ مواقع دفاعية .

وقال مصدر عراقي ان القوات الامنية في مدينة الرمادي تتخذ مواقع صد امام هجمات تنظيم داعش وخاصة في مناطق المعلب ومقر عمليات الانبار، مشيرا الى عدم وجود اي عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي احتلها داعش .

وقد اعتبرت الباحثة في “معهد دراسة الحرب” الامريكي جيسيكا لويس ان الحكومة العراقية ستدافع بقوة عن الرمادي، والتي ستصبح في حال سيطرة داعش عليها، ثاني مركز محافظة بحوزتهم بعد الموصل.   

وقالت لويس ان “القوات العراقية لن تسمح بسقوط الرمادي لصالح تنظيم داعش من دون قتال هائل”. واضافت: هي (المدينة) مفتاح ميداني. ليست فقط مركز الانبار، لكنها ايضا ثغرة عسكرية ضمن المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في المحافظة . 

وتقع الرمادي على بعد نحو ١٠٠ كلم غرب بغداد ويسيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من الانبار، ابرزها الفلوجة (٦٠ كلم غرب بغداد) على الطريق بين العاصمة والرمادي، ومناطق في غرب المحافظة بين الرمادي والحدود مع سوريا، وتعتبر المعركة فيها مع تنظيم داعش هامة جدا من الناحية العسكرية والميدانية لقرب هذه المحافظة من العاصمة العراقية بغداد.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق