بین الاصرار الایرانی والتعنت السعودی، هتافات الیمنیین تتعالی
تتابع سفينة المساعدات الايرانية المرسلة الى اليمن مسارها رغم كل التهديدات التي تتعرض لها، حیث دخلت مياه خليج عدن وفق برنامج الرحلة المعلن عنه، ومن المقرر أن تدخل البحر الأحمر بعد اجتياز خليج عدن وباب المندب وسترسو في ميناء الحديدة اليمني، شاقةً بذلك كل أمواج التهديدات العربية والأجنبية. هذه السفينة التي تحمل اسم “حملة الانقاذ” والتي تنقل ٢٥٠٠ طن من المواد الإغاثية والطبية والغذائية، تحمل معها أيضا الأمل لليمنيين الذين بات الكثير منهم يفتقدون أبسط مقومات الحياة.
الآمال اليمنية الشعبية المعلقة على سفينة الانقاذ أو كما هو اسمها “ايران شاهد” تجلت بوضوح في الحماس الجماهيري الذي برز في استقبال اليمنيين للسفينة الايرانية، اذ تجمع أهالي ميناء الحديدة في الساحل ونشروا العلم اليمني في البحر معبرين عن اصرارهم على استقبال سفينة المساعدات الايرانية.
تجمع اليمنيين هذا ليس فقط لحاجتهم الى هذه المساعدات بل انهم يرسلون بتجمعهم هذا رسالة واضحة بأن الشعب اليمني هو من يحدد من يستقبل ومتى وأين وكيف، ولا شأن للسعودية وحلفها بهكذا قرارات، فالسعودية لم تخرب اليمن وتدمره فقط بل هي تسعى لمنع وصول أبسط المساعدات الانسانية بما فيها الدواء والغذاء لأهالي اليمن في حملة لاانسانية تريد السعودية من خلالها انهاك الشعب اليمني واخضاعه لشروطها ورغباتها.
اضافةً الى هذا يعتبر تجمع اهالي الميناء مؤشراً واضحاً على فشل السياسة السعودية كما يشكل صفعة قوية للنهج السعودي الساعي لمنع الشعب اليمني من تقوية وتدعيم روابطه مع حلف المقاومة وخاصة ايران، فلقد أصبح من الواضح أن اليمنيين قالوا كلمتهم بأن ايران هي الصديق وسنستقبلها شاء المعتدي أم أبى.
رسالة أخرى أوصلها اليمنيون الى أذن الدول الغربية والعربية المشاركة في العدوان، وقد تعتبر هذه الرسالة الأهم لأنها تؤكد فشل الهدف الأساسي للعدوان السعودي والعربي على اليمن بإزالة الفكر المقاوم ومحاربته ومنعه من التطور، أضف الى ذلك أن رغبة اليمنيين بوصول السفينة أكدت على أن الحكومة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقراً لها لا تحظى بقبول شعبي وجماهيري وما هي الا حكومة تخدم المطامع السعودية على حساب القضية اليمنية ومصالح الشعب اليمني، ويبدو هذا واضحا في تصريحات وزير خارجية هذه الحكومة رياض ياسين الذي رفض المساعدات الايرانية داعياً التحالف الى ردع ايران رغم أن ايران تحاول مساعدة الشعب اليمني وتخليصه من مأساته.
الاصرار الشعبي اليمني على استقبال المساعدات يشكل دعماً قوياً للموقف الايراني الذي كان منذ البداية مصراً على ايصال السفينة الى اليمن دون أي عمليات تفتيش وهذا ما أكده عدد من المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم التي أكدت أن ايران لن تسمح بتفتيش سفينتها “الانقاذ” التي تحمل مساعدات انسانية من الأدوية و المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الضرورية هدية من الشعب الايراني الی الشعب اليمني المسلم الشقيق، وكذلك فإن العمید مسعود جزائري مساعد رئیس هیئة الارکان العامة للقوات المسلحة نوه الى أن اي تعرض لسفینة المساعدات الایرانیة بامکانه ان یشعل نارا في المنطقة لا یمکن لأمریکا والسعودیة احتوائها والسیطرة علیها.
الجدير بالذكر أنها ليست المرة الاولى التي ترسل فيها ايران مساعدات الى اليمن فلقد أرسلت سابقاً طائرتي مساعدات ولكن طيران التحالف منعهما من الهبوط، ولكن ما يميز هذه المرة عن مثيلاتها أن ايران متمسكة بضرورة إيصال المساعدات إلى وجهتها الأصلية مباشرة دون أي محطة وسيطة، رغم اصرار السعوديین والامریكيین وتهديداتهم بأن على ايران أن تغير مسار السفينة لتصل الى المنطقة التي أنشئت للاغاثة قبالة السواحل اليمنية في جيبوتي، وفي النهاية تبقى هتافات الشعب اليمني هي الفيصل بين الاصرار الايراني والتعنت السعودي ويبقى الخيار بيد الشعب اليمني.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق