التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

لقاء الریاض … دعوات للتفاوض تحت تهدید الحرب 

 جاءت الدعوة واللقاء الأخير الأمس الأحد في الرياض، بعد ٥٣ يوما من الحرب علی اليمن، للمؤتمر الذي عقد على الأراضي السعودية، إشارة لنية اطراف عدة في الصراع وخاصة الدول التي صنعت الحرب، على إنهائها والخروج من النفق المسدود الذي أدخلوا أنفسهم فيه، لكن عقدها على أرض من أراضي دولة طرف في النزاع، وعدم حضور التمثل الكامل وخاصة للأطراف اليمنية المواجهة للهجوم السعودي، دلالة على عدم امكانية الوصول للحل والمؤتمر يعقد لأهداف مبيتة لدى الأطراف الحاضرة، تقرأ من بين سطور الحرب.

 

وبحسب مسؤول اللجنة التحضيرية للحوار ياسين المكاوي فالمؤتمر يستمر لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان إنقاذ اليمن وبناء الدولة الإتحادية، وقد تشكل المؤتمر بحضور الدول المشاركة في الحرب علی اليمن ومندوب الأمم المتحدة ومندوبين عن بعض الدول الغربية في محاولة لإعطاء صبغة وشرعية دولية للحوار، وكانت الأهداف العريضة المطروحة حسب اللطيف الزيني، أمين عام دول مجلس التعاون، عبارة عن دعم اليمن واستتباب الأمن فيه، إلغاء الإعلان الدستوري الذي أعلنته أنصارالله، وعودة الأسلحة التي اغتنمت أثناء الحرب من القوات الحكومية والجيش، بسط سيطرة الحكومة على جميع الأراضي اليمنية، إنهاء الأزمة اليمنية، والمفاوضة حسب مقترحات مجلس التعاون، طرد الجماعات الإرهابية والقوة المتطرفة في اليمن، إضافة للمساعدة في أعمال إعادة الإعمار والإغاثة.

وعن الطرف اليمني حضر حصرا الرئيس اليمني الأسبق المستقيل منصور هادي وياسين مكاري العضو السابق في الحراك الجنوبي كمندوبين عن الشعب اليمني فقط، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول الغياب الكامل للأطراف الأخرى وخاصة الطرف المواجه في الحرب المتمثل بمندوبين عن حركة أنصار الله ومندوبين عن الرئيس علي عبدالله صالح، وجدوى إصدار القرارات وإمكانية تطبيقها في ظل هذا الغياب المحوري والأساس لأي أمل بنجاح أي اتفاق يمكن أن يتوصل إليه، أيضا ما معنى الذهاب لعقد اللقاءات بعد ٥٣ يوما من الحرب لحل الأزمة اليمنية وسط استمرار الضربات الجوية والحصار البري والبحري على اليمنيين؟!

وفي هذا الإطار دعت الكويت، الدولة المشاركة في الحرب، على لسان النائب الأول لرئيس الوزراء، أنصارالله وأنصار علي عبدالله صالح للعمل لحل الأزمة سياسيا، ما يدل عن اتجاه عام لدى الدول التي قامت بالحرب من السعودي والأمريكي وحلفائهم، نحو الحل السياسي وقناعة باتت واضحة عندهم بأن لا حل إلا بالتفاوض السياسي، وبعدم جدوى الضربات الجوية المستمرة وعدم جرأة الدول المهاجمة على اتخاذ قرار الهجوم البري، الأمر الذي يرسم بشكل جلي هزيمة هذه الدول في الحرب وانتصار الشعب اليمني سياسيا وعسكريا وخاصة على صعيد الحرب البرية، نتيجة صبره وتحمله رغم الحجم الهائل للدمار والعدد الضخم للقتلی والجرحى فيه.

لكن عدم حضور أنصارالله وأنصار علي عبدالله صالح في المؤتمر، والبيان الصادر عن أغلبية الأحزاب اليمنية الذي ذكر أن ما يسمی بمؤتمر الرياض لا يمثل الشعب اليمني، كما واستمرار الضربات الجوية التي لا تميز بين صغير وكبير أو نساء ورجال أو بيوت وآثار وقبور أو مؤسسات عامة وخدماتية وصحية، واستمرار الإمعان في محاصرة الشعب اليمني ومحاربته حتى بلقمة الخبز وقطرة الماء بل ومحاولات منع وصول المساعدات الإنسانية إليه، أمر يظهر نوايا وأهدافاً أخرى للمؤتمر المعقود، علی رأسها كسر شوكة الشعب اليمني وإخضاعه وإعادته إلى ساحة الطاعة السعودي والأمریكي، التي خرج منها بعد ثورته الأخيرة، الأمر الذي يضاعف الجريمة الإنسانية المرتكبة.

أما فعليا فالشعب اليمني لم يخرج بثورته لخلع الهيمنة السعودية والأمریكية عنه، حتى يعود ويقبل ويتنازل عن كل الإنتصارات التي حققها، والحرية في القرار السياسي والإقتصادي والعسكري التي غنمها، والتي دفع بمقابلها تضحيات جمة من الشهداء والجرحى والدمار، منذ اليوم الأول لبدء المواجهات مع الجماعات الإرهابية المدعومة سعوديا وحتى هذا اليوم، وفي ظل الحرب الدائرة، يتحملون شتى أنواع الظلم والقتل، يقاتلون الإرهاب في الجنوب والغرب، ويبادرون للهجوم بريا في الشمال.

في المحصلة لا يمكن تجاوز رأي الشعب اليمني في الحل السياسي، والتعامل معه كما تم التعامل مع الشعب السوري بادعاء تمثيله عبر المعارضة السورية التي لا تمثل شيئا في الداخل السوري، كما هو الحال مع منصور هادي الذي بات لا يملك أي شرعية في الوسط اليمني ولا يملك أي أمل بالمشاركة في تقرير مستقبل اليمنيين وحياتهم السياسية، والساعون للحل عليهم بالدرجة الأولى بدء الحوار عبر وسيط محايد وخارج أراضي أي من الدول المشاركة في الحرب، والتأكد من التمثيل الصحيح لمكونات الشعب اليمني وأطراف الحرب، والعمل وفق مسار حل صحيح على شاكلة ما جاء في البنود الأربعة للمقترح الإيراني والذي يمثل مع الجهود الإيرانية فرصة جدية لحل سياسي، لكنه ينتظر النية الجدية لإیقاف الحرب من الدول المعتدية، الأمر الذي يحتاج لضغوط قوية على هذه الدول أو تغيير جوهري في ميدان القتال.

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق