التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 21, 2024

المسجد الأقصی وخنجر التهوید 

بعد احتلال الكيان الاسرائيلي للقدس الشرقية في حرب ١٩٦٧م  وضمها اليه، تعهد هذا الكيان بمنع غير المسلمين من الدخول الى المسجد الأقصى، كما ضمن عدم دخول الصهاينة الى غير الحائط الغربي أو ما يسمى “حائط البراق” وذلك وفق اتفاق وُقِّع في تلك الفترة. هذا الاتفاق لم يشكل اي رادع للكيان الاسرائيلي الذي بدأ أعماله التدنيسية والتخريبية بعد فترة وجيزة من الاتفاق مستخدماً كافة الوسائل والأساليب، واستمر بهذه السياسة الى زماننا الحاضر.

 

 أولى العمليات التدنيسية التي ارتكبها الكيان كانت فور احتلال القدس الشرقية أي في عام ١٩٦٧م حيث بدأت أولى مراحل الحفريات حول وتحت المسجد بحثاً عن آثار هيكل سليمان، وتستمر عمليات الحفريات هذه الى يومنا هذا متزامنةً مع انتهاكات اسرائيلية اخرى والتي كان من أشدها تعرض المسجد الأقصى في ٢٢ اب ١٩٦٩م للإحراق على يد اليهودي الأسترالي مايكل دينس روهن مما أدى الى تدمير ثلث المسجد الأقصى ورغم هذا لم تتخذ المحاكم اليهودية أي حكم ضده.

أضف الى هذا أن المستوطنين الاسرائيليين والجنود يقومون باقتحام المسجد الأقصى بشكل متوالٍ بين الحين والآخر. فلقد اقتحمت فرقة خاصة من الجيش المقنع المسجد العام الفائت وانتهكت آخر المقدسات بدوس عناصرها بأحذيتهم العسكرية على السجاد وصولا  للمحراب اضافةً الى تحطيم الجنود للأثاث ودوسهم على المصاحف والكتب، وكذلك استخدم الجنود القنابل الصوتية والغاز المدمع داخل المسجد مما تسبب بنشوب حريق في جزء من المسجد.

الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي لم تتعرض لأي رادع أو مانع، فغالبية الدول الاسلامية لا تهتم بالشأن الفلسطيني بمجمله وكذلك الدول الغربية تغض النظر عن أفعال الصهيونية التي اتسمت بإهانتها للمقدسات الاسلامية والمسيحية، وهذا ما شجع الكيان الاسرائيلي على الاستمرار بتدنيس الأقصى والمقدسات وذلك للوصول الى أهداف وغايات كثيرة سنتطرق لبعضها.

فالهدف الأول الذي يسعى الكيان الاسرائيلي اليه هو إفهام الأردن التي تولت الوصاية على المسجد الأقصى بأنه لا وصاية لأحد على المسجد. فالکیان الاسرائيلي لن یقبل بوصاية عربية أو اسلامية على ما تعتبره له ولوحده وتتضح نية الکیان الاسرائيلي هذه بدخول ايريل شارون الى المسجد الأقصى في ٢٨ ايلول عام ٢٠٠٠م رغم المعارضة الشديدة التي أبدتها لجنة الوقف الإسلامي التي تدير الحرم والقيادات الفلسطينية حيث دخل شارون المسجد متسببا بـمقتل (٢٠) شخص وجرح (١٠٠) آخرين من الفلسطينيين الذين تظاهروا ضد دخوله، وهذا دليل واضح على أن الکیان الاسرائيلي یعتبر المسجد ملكه بالكامل ولا يحق للفلسطينيين التدخل.

أما الهدف الثاني من عمليات التدنيس المستمرة فهو كسر شوكة الفلسطينيين المقدسيين واحباطهم واذلالهم ومحاولة ابراز بأن القدس والمسجد الأقصى ليس ملكهم، ولا تقتصر غاية الکیان الاسرائيلي على الفلسطينيين فحسب بل تشمل كل الدول والشعوب الاسلامية التي تنظر للأقصى على أنه من أبرز المقدسات والقبلة الأولى، وهذا ما يمكن فهمه من منع جنود الکیان الاسرائيلي الفلسطينيين من اقامة صلاة الجمعة في ٩ حزيران ١٩٦٧ وكذلك عرقلتها في ١٩ تشرين الأول ١٩٩م. 

والهدف الثالث من الممارسات الصهيونية هو النيل من المسجد الأقصى معنويا وضرب مكانته الدينية عند المسلمين بالتزامن مع محاولات زعزعة أساساته وبنيته من خلال الحفريات والأنفاق التي تُحفر حوله وتحته وذلك تمهيدا لهدمه بشكل كامل أو سعياً لإسقاطه من تلقاء نفسه لبناء هيكل سليمان مكانه، ويؤيد هذا الهدف قيام العديد من المنظمات الصهيونية بمحاولة تفجير المسجد الأقصى. ففي ثمانينات من القرن الماضي تآمر بن شوشان ويهودا اتزيون وكلاهما عضو في منظمة غوش امونيم السرية لتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

الانتهاكات الصهيونية المستمرة للمقدسات الاسلامية من إحراق الى اقتحام الى منع المسلمين من إقامة شعائرهم الدينية وغير ذلك من الممارسات التعسفية، تأتي في اطار الحملة العرقية التي يعتمدها الكيان الاسرائيلي والتي لا تستهدف الفلسطينيين فحسب بل وكل المسلمين. فالإهانات التي يتعرض لها المسجد الأقصى هي إهانات لجميع المسلمين وهي صفارة إنذار تؤكد أن الکیان الاسرائيلي لا يحترم المسلمين ولا يميز بينهم فهم كلهم بالنسبة له أعداء. 

 

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق