التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

الكتاب والسنة وأقوال الملك السعودي 

بعد مضي قرابة شهرين على الحرب التي تشنها السعودية على اليمن وشعبه، قال الملك السعودي في تصريحات نشرها الاعلام السعودي “أن دستور المملكة كتاب الله وسنة رسوله وهذا لا يعني أننا نحارب الأديان” واضاف الملك السعودي لدى استقباله وفد البرلمان العربي “ان السعودية تسعى وتؤيد من يسعى للم شمل العرب والمسلمين ودول العالم من منطلق شعورها بالمسؤولية وكونها منطلق الإسلام ومهبط الوحي”. هذه التصريحات تسببت بطرح تساؤلات كبيرة حول طبيعة الحرب الدائرة في اليمن وهل ان الملك السعودي قد اعتبر نفسه والسعودية المفسر الوحيد للكتاب والسنة أم اعتبر شعب اليمن من غير المسلمين ومن غير اتباع الاديان السماوية لكي يحاربهم ؟

 

عندما ينظر المرء الى صور جثث مئات الاطفال اليمنيين الذين احرقت بعضها وتناثرت بعضها اشلاء يتبادر سؤال الى الذهن وهو “بأي ذنب قتلت”؟ فالحقيقة ان هؤلاء الاطفال هم في الدرجة الاولى اطفال لا ذنب لهم، وفي الدرجة الثانية هم اطفال لمسلمين حرم الله عز وجل دمهم واعراضهم واموالهم على بعضهم البعض، اما في الدرجة الثالثة فإن هؤلاء الاطفال القتلى بالاسلحة المحرمة دوليا هم اطفال لأقحاح العرب فهل ان لم الشمل العربي سيكون عبر إلقاء القنابل والصواريخ على الاطفال والنساء والشيوخ ؟

ان الحرب التي تدور رحاها اليوم في اليمن حرب غير شرعية بكافة المعايير الشرعية والقانونية لأن حركة انصارالله في اليمن لم تستخدم السلاح للاستيلاء على السلطة في هذا البلد بل كانت تتفاوض مع الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والمبعوث الاممي في اليمن وعندما وصلت الامور الى طريق مسدود حصل زحف شعبي من قبل اللجان الشعبية على العاصمة اليمنية صنعاء وباقي المناطق والمحافظات وقد وقف الجيش اليمني على الحياد، وخير ما فعله، وان الزحف الشعبي هذا لا يستدعي اعلان تحالف دولي وعربي عسكري ضده وشن عدوان على اليمن لأن هناك في العالم الكثير من الحركات الشعبية التي زحفت على العواصم وأسقطت حكومات وغيرت أنظمة وأتت بأخرى واعترف بها جميع دول العالم.

اما من الناحية الشرعية والاسلامية فان الانسان مسؤول عن ذرة شر يرتكبها وسيراها فكيف بقتل وجرح آلاف الابرياء من ابناء الشعب اليمني والجميع يعلم بأن اكثرية هؤلاء الضحايا هم من المدنيين الذين لا دخل لهم بالخلافات السياسية فكيف يبرر آل سعود قتل هؤلاء الابرياء اسلاميا ويعتبرون افعالهم حسب الكتاب والسنة ؟ 

ان الفظائع التي تحصل في اليمن وعمليات التي تدينها حتى الاعلام الغربي ناهيك عن الاعلام الاسلامي لم يأمر بها الكتاب والسنة، بل على العكس من ذلك يأمر الدين الاسلامي الحنيف بالرأفة والرحمة واصلاح ذات البين وعدم الاستعانة بالكفار على المسلمين كما يحصل الآن في اليمن عندما تستعين السعودية بامريكا وفرنسا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي من أجل ابادة شعب مسلم ذنبه الوحيد انه ثار منذ ٤ سنوات واراد تغيير نظام الحكم في بلاده ولکن تمت مصادرة ثورته من قبل السعودية وحلفائها في دول مجلس التعاون فقرر الخروج عن بيت الطاعة السعودي.

ان تدمير البنى التحتية اليمنية وتدمير الاقتصاد اليمني وقصف المنشآت والمؤسسات في اليمن يعتبر حرقا للنسل والحرث وقد منع الدين الاسلامي الحنيف المسلمين حتى من قطع الاشجار عندما يستولون على اراض ومدن للكفار فكيف بالشعب اليمني الذي هو من أقدم الشعوب إسلاما ؟ 

وعندما نأتي على ذكر الحصار البحري والجوي الذي تفرضه السعودية على اليمن نرى بأن هناك منعاً لايصال الدواء والماء والطحين وباقي مستلزمات الحياة الى اليمنيين في حين ان التعاليم الاسلامية تمنع مثل فرض هذا الحصار حتى على اليهود كما حصل في غزوات صدر الاسلام، وقد رأينا حصارا مماثلا لما تفرضه السعودية على اليمن عندما حاصر الاسرائيليون قطاع غزة وشنوا عدوانهم الأخير على الفلسطينيين حيث تشابهت صور الاطفال الضحايا اليمنيين مع صور الاطفال الضحايا الفلسطينيين.

وكيف يريد الملك السعودي ان يقبل المسلمون كلامه وتبريره لهذا العدوان عندما يكون مؤيدي هذا العدوان هم امريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الاسرائيلي الذي أعلن بان هذا العدوان يفيد مصالحه ؟ فهل يظن الملك السعودي ان كلامه ينطلي على المسلمين ؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق