دور سوريا الرائد في مقارعة التكفير
اصبح الحديث عن الإرهاب وسبل محاربته من المواضيع الأساسية المطروحة، وتعمل دول العالم أجمع على سن القوانين الكفيلة لمواجهة هذا الخطر الذي بدأ يستشرى داخل المجتمعات، ودول منطقتنا هي أكثر الدول معاناة، فالجماعات التكفيرية في سوريا والعراق وغيرهما من بلدان الشرق الأوسط والمدعومة من دول الغرب وأعوانها في المنطقة، بدأ ينتقل خطرها شيئا فشيئا إلى الدول الداعمة، ولعل أبرز ما يفسر هذا النوع من الإنتقال، تمكن شعوب منطقتنا وحكوماتها إلى حد ما وعلى المدى البعيد من التصدي لمخططات الجماعات التكفيرية وإفشالها، والتي تشهد فيه ساحة المعركة الدور الابرز والفعال والرائد للحكومة السورية في هذا المجال، ومما يمكن تسجيله للدور السورى في مجال مكافحته للإرهاب والتكفير مجموعة نقاط نذكر بعضاً منها كالتالي:
١ – منذ بداية الأزمة السورية فتحت الحكومة باب الحوار الوطني والحل السلمي والمصالحة الوطنية ضمن مشروع استند بشكل دقيق إلی مرجعيات دولية وميثاق الأمم المتحدة وإلی القانون الدولى لمكافحة الإرهاب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما أثبت حضارة الشعب وحكومته وأنهم رافضون لهدر الدم والدمار، وقد شكلت هذه السياسة عنصر الأساس في تحجيم التكفيريین وداعميهم.
٢ – السماح للمعارضة الخارجیة القدوم الى سوریا دون أی مساءلة في مسعى لحل کافة الاشکالات، ومن جهة أخرى السماح لکل المواطنین السوریین الذین غادروا سوریا بشکل غیر مشروع بالعودة الى سوریا والتواصل مع اللاجئین لحل المشکلة الانسانیة وایصال المساعدات الیهم، بل واعادتهم الى سوریا وتأمین کل ما یضمن لهم عیشهم الکریم على أرض الوطن، هذا بغية وضع حد لسفك الدماء.
٣ – موضوعیة الاعلام السوری حیث تعامله مع کل أبعاد هذه الأزمة بشکل موضوعي وفي کثیر من الأحیان حتى بشکل حیادي بتقديم المعلومة الایجابیة للشعب والتي من شأنها أن لا تأجج مشاعر الناس في البعد الذي یدفع بالمواطنین الى التقاتل واحتدام المعارك.
٤ – البنية التي عملت عليها سوريا وعلى مدى أعوام لبناء عقيدة الجيش السوري الراسخة والثابتة والواعية، حیث أثبت رجال الجیش السوري التزامهم بقضایا سوریا ومکافحة الارهاب والمجموعات المسلحة.
٥ – توفير الدعم اللازم للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وتعزيز قدراتها القتالية ورفع جاهزيتها ورفدها بالكادر البشري المؤهل، مشددا على أن الحكومة ستستمر بالالتزام باستحقاقات الشهداء وتقديم المساعدة لذويهم ولجرحى الحرب .
٦ – سياسة الرئيس والتي تمثل ضمیر الشعب السوري وحاضره ومستقبله، وهو الذي لدیه البرنامج الواضح في کیفیة الوصول الى هذا المستقبل الذي ینشده الشعب، والسياسة التي عمل عليها والقائمة على التغییر الحقیقي باتجاه إعادة بناء سوریا من خلال مراعاة مصالح الفئات المستضعفة والفقراء، وهو ما ثبت من خلال صنادیق الإنتخابات.
٧ – مواقف سوریا المستمرة في الدفاع عن حركات المقاومة وفي الاستعداد لتحریر الأراضي العربیة المحتلة واعادة القدس وبناء الدولة الفلسطینیة كانت العامل الأساس في نهضة الشعوب، وبالتالي بناء حاضنة شعبية كان لها الدور الأساس في تخفيف حجم خطر التكفير في المنطقة.
٨ – المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط ومتزايد إلى جميع السوريين، خفف على الشعب السوري ویلات الحرب وبالتالي خفف من خطر التكفيريين.
٩ – عززت الحكومة السورية وخلال المراحل السابقة دور المجتمع الأهلي والمنظمات غير الحكومية، وبنت منظومة المسؤولية المجتمعية ودعمت حركة الإبداع الثقافي مما شكل عنصراً مقاوماً وفعالاً في مواجهة الفكر الظلامي.
١٠ – تطوير الخطاب الديني المستمد من القيم الثابتة ومصادره الصحيحة والتصدي للفكر المنحرف والمتشدد والتيارات الفكرية الضالة والمضللة، والوقوف في وجه محاولات التشويه والتضليل المستمرة من قوى التكفير والظلام، وعمل وزارة الأوقاف على إطلاق مشروع “فضيلة” لتكريس القيم الوطنية والأخلاقية الحميدة ونشر الفضيلة ومنع الرذيلة بالكلمة الطيبة .
١١ – عملت سوريا على تعزيز وترسيخ علاقات التعاون السياسي والاقتصادي مع الدول الصديقة ولا سيما الاتحاد الروسي والصين وباقي دول “بريكس” والجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة، والذي كان له الدور في الوقوف إلى جانب سوريا مما أضعف الحركات التكفيرية.
في الحديث عن مسار الهدوء والإستقرار في المنطقة، لا يمكن إغفال الدور السوري الرائد في توجيه المسار إلى قبلته الصحيحة من دعم لحركات المقاومة إلى التصدي للفكر التكفيري ونشر فكر التسامح والأخوة بين أبناء المنطقة، وهو ما أضعف الفكر التكفيري ووجّه الأنظار نحو القضية الأساس، قضية فلسطين.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق