التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 13, 2024

زيارة ولايتي إلي بيروت … التوقيت والدلالات 

 قام مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي بزیارة إلى لبنان الاثنين الماضي تخللها لقاء مع السيد حسن نصر الله، تلاه لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام. وجاءت الزيارة بعد اختتام مشاركته في “الملتقى العلمائي من أجل فلسطين” الذي عقد في بيروت، بالإضافة إلى لقاءه مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وكان في استقبال ولايتي في المطار عضو هيئة الرئاسة في حركة امل خليل حمدان ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي المقداد ممثلا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، سفير إيران محمد فتحعلي وعدد من المشايخ ورجال الدين والشخصيات.

 

وقد جاءت الزيارة في ظروف حساسة يعيشها لبنان والمنطقة في ظل ازدياد التحديات مع تصعيد مستوى الدعم للجماعات التكفيرية من قبل داعميهم في مقابل المزيد من الإنتصارات التي يحققها محور المقاومة، مضافا إلى ذلك الضغوطات المتصاعدة والإجراءات التعسفية إتجاه الشعب الفلسطينى، لتأتي الزيارة مؤكدة على مجموعة من الثوابت التي طالما ركزت عليها ودعمتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد شددت التصريحات التي أدلى بها ولايتي على الأمور التالیة:

١ – فلسطين القضية الأساس:

أكد ولايتي على أن لا حل لأزمات المنطقة دون حل القضية الفلسطينية، مشددا على الدور الذي تلعبه ايران في هذا السبيل والذي يصب اولا وأخيرا في مصلحة منع البعض من جر بلدان هذه المنطقة إلى اتجاه لا تكون بوصلته فلسطين، وأنه ليس من حق أي شخص او جهة أن يستبدل القضية الفلسطينية المحقة والعادلة ببعض التوجهات العرقية او الدينية او المذهبية والطائفية، كما انه لا يمكن لأي دولة اسلامية ان تضع اي هدف سياسي مهما كانت اهميته فوق اعتبار الهدف الاساسي الذي نعمل من اجله، الا وهو القضية الفلسطينية.

٢ – تأكيد على دعم محور المقاومة:

أكد ولايتي على ضرورة دعم محور المقاومة، وتكمن اهمية زيارته في توقيتها المتزامن مع تطورات القلمون وسيطرة الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على اجزاء واسعة منه في الجهتين السورية واللبنانية، فالتطورات الحاصلة قد فرضت نفسها على مباحثات مستشار القائد السيد علي الخامنئي مع المسؤولين اللبنانيين وهو دخل الى نتائجها من باب القوة التي تعطيها الى محور المقاومة والممانعة في المنطقة، ونعتبر ان هذا الامر يؤدي الى تقوية محور المقاومة والممانعة، ليس فقط في سوريا ولبنان وانما في المنطقة برمتها.

٣ – الوحدة الاسلامية: 

اكد ولايتي اهمية وحدة العالم الاسلامي والدول والفئات التي تحمل ماضيا، في سياق تضافر الجهود والتعاون في مختلف المجالات لمكافحة التطرف والجماعات التكفيرية، حيث اعتبر ان الجماعات التكفيرية والمتطرفة تسعى في ظل الدعم من بعض الدول والحكومات في المنطقة لعرض صورة عنيفة عن الاسلام والتخطيط حتى لتقسيم بعض الدول الاسلامية، وإيجاد انقسام وإنشراخ وتناحر بين المسلمين.

٤ – مزيد من التعاون بين البلدين:

إن الكثير من بلدان المنطقة كلبنان وسوريا والعراق واليمن، تعاني في هذه المرحلة الأمرين من جراء ما تقوم به المجموعات التكفيرية الإرهابية المتطرفة المرتبطة بالقوى الخارجية، والتي تعمل على العبث بمقدراتها ومستقبلها ومصيرها، وهذا الأمر يفرض علی الجمیع، سواء في الجمهورية الإسلامية أو الدول الاسلامية والعربية الصديقة والشقيقة، أن تتشاور وتتبادل وجهات النظر من أجل تضافر الجهود والمساعي في الإتجاه الذي يؤدي الى محاربة التكفير والتطرف والقضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعاتنا وحضارتنا، مشددا على التعاون الوثيق بين ايران ولبنان.

واعتبر ولايتي أن إيران ستبقى حريصة دائما على الانفتاح على لبنان الشقيق وبناء أفضل علاقات الأخوة والصداقة على المستويين الرسمي والشعبي وعلى كل مكونات المجتمع اللبناني من مسلمين ومسيحيين، ومن الشيعة والسنة والدروز لأنها تعتقد أن هذه العلاقة سوف تبقى مستمرة وتعبر عن عمق التلاقي بين البلدين والحكومتين والشعبين. 

وفي سياق آخر عندما سئل عن إذا ما كان يحمل معه أية مبادرة إيرانية لحلحلة ملف الشغور الرئاسي في لبنان، أجاب ولايتي: نعتقد ان حل المشاكل السياسية العالقة في لبنان تخص اللبنانيين أنفسهم، ونحن على ثقة تامة أنه بفضل الديمقراطية العريقة التي يتمتع بها لبنان الشقيق بإمكانه في نهاية المطاف ان يجد المخرج الملائم والحل المناسب لملء الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه حاليا.

وختم ولايتي قائلا يحدونا الأمل أن يتمكن لبنان الشقيق في المستقبل القريب من التغلب على العوائق والمشاکل السياسية التي يعانيها. والتجربة التاريخية المعاصرة قد أثبتت في الماضي أن لبنان استطاع بفضل قوته ووحدته ان يتغلب على كل المشاكل السياسية التي عاناها في المراحل الماضية، ونحن على ثقة تامة انه سوف يصل الى شاطىء الأمان في هذه المرحلة أیضاً بفضل الوحدة والتلاقي بين كافة مكونات شعبه، ونحن لن نألو جهدا في مجال دعم كل المساعي الحميدة في هذا البلد الشقيق.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق