التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

العراق .. الحشد الشعبي يطلق عملية كبري لتحرير الانبار من عصابات “داعش” الإرهابية 

كشف مصدر رفيع من داخل قيادة الحشد الشعبي في العراق عن انطلاق عملية كبرى لتحرير محافظة الانبار من سيطرة تنظیم “داعش” الارهابي.

 

وشهدت الأنبار تطورات أمنية لافتة تمثلت بسيطرة ارهابیي “داعش” على مناطق مهمة في مدينة الرمادي، فيما أعدم التنظيم مئات الأشخاص في المحافظة، الأمر الذي أجبر آلاف الأسر على النزوح من المدينة والتوجه نحو العاصمة بغداد، وسط تصاعد الدعوات إلی ضرورة إرسال تعزيزات أمنية للمحافظة مسنودة بالحشد الشعبي من أجل طرد مسلحي “داعش”.

وأكدت وزارة الدفاع العراقية وصول ارتال من الدبابات والمدرعات الى معسكر الحبانية استعداداً لتحرير الرمادي من تنظيم “داعش” كما أعلنت عن تدمير منصة صواريخ وقتل ١٤ عنصراً من “داعش” بعامرية الفلوجة شرق الرمادي.

وفي وقت سابق أكد قائد شرطة الانبار اللواء الركن كاظم الفهداوي أن القيادات الامنية تمسك قطاعات مدربة من الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب ومقاتلي العشائر وخطوط صد متكاملة في منطقة حصيبة الشرقية (٧كم شرق الرمادي) مشيراً الى أن تلك المنطقة ستكون نقطة انطلاق لتحرير جميع مدن الانبار.

من جهة أخرى قال نائب رئيس الوزراء العراقي بهاء الاعرجي ان “سرايا السلام” التابعة للتيار الصدري ستشارك ايضا في عملية تحرير الرمادي الى جانب باقي فصائل الحشد الشعبي.

وأضاف الاعرجي ان معارك عنيفة جارية في الرمادي بين القوات العراقية و”داعش” مشيراً الى ان الجيش قاتل ببسالة في المدينة وأنه يحتاج للمزيد من التعزيزات والافراد حيث سيقوم الحشد الشعبي بدعم الجيش ومساندته.

وتكمن أهمية الرمادي في موقعها الجغرافي، فهي الرابط البري بين العراق وحدوده مع الأردن وسوريا، وقد صمدت قرابة سبعة عشر شهراً امام هجمات تنظيم “داعش” الإنتحارية وغيرها قبل أن توضع خطط من قبل اطراف خارجية ليحتلها هذا التنظيم، كما يقدّر خبراء، لكن ذلك لا ینفي ان تقصيراً عسكرياً وحتى امنياً في إدارة العمليات قد حصل. 

ورغم تقدم “داعش” وما أداره من وحشية في عمليات القتل والتصفية السريعة بحق مدنيين من أهل الأنبار وعسكريين على حد سواء والتي يريد منها القاء الرعب في قلوب القوات العراقية بأصنافها في “الورار” على ضفاف الفرات، أضحت الحبانية منطقة تمركز للقوات كما “الكرمة” شرق الانبار.

وفي هذه الاثناء قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “نحن نخوض حرباً مشرفة لتحرير مدننا والدفاع عن العراق يشارك فيها أبناء الشعب مع قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر”. وأضاف أن “داعش” لا يستطيع الاستمرار بالحفاظ على الأراضي التي يستولي عليها أمام إصرار وعزيمة العراقيين على دحره، داعياً إلى توحيد الجهود لطرد الارهابيين من جميع المناطق المغتصبة. 

من جهته حمّل الامين العام لمنظمة بدر القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري ممثلي محافظة الانبار السياسيين مسؤولية سقوط مدينة الرمادي بيد “داعش” بسبب اعتراضهم على مشاركة الحشد الشعبي في القتال ضد هذا التنظيم الارهابي. وأكد العامري ان المعادلة الجديدة التي وضعناها لتطهير الانبار هي العشائر والحشد والجيش والشرطة وسنقاتل ﻭننتصر ﺣﺘﻰ استرجاع الرمادي، ﻛﻤﺎ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ آمرلي ﻭﺩﻳﺎﻟﻰ ﻭﺻﻼﺡ الدین.

ويوماً بعد يوم تتضح أكثر فأكثر حاجة العراق إلی قوات الحشد الشعبي التي تمكنت من دحر الارهابيين في الكثير من المناطق خلال الأشهر الماضية حيث استطاعت الى جانب الجيش العراقي تسجيل انتصارات هامة في ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وآمرلي رغم الضغوطات الامريكية لمنع مشاركتها بأي عمليات من هذا النوع خصوصاً ان وضع الرمادي الميداني يتطلّب رداً عسكرياً سريعاً وحاسماً يتناسب مع حجم الازمة التي سببها احتلال “داعش” للمدينة والمناطق المحيطة بها.

وفي هذا السياق اكدت معظم القيادات الدينية والسياسية والعسكرية في العراق ان محافظة الانبار لا يمكن أن تحرر من الارهابيين في هذا الوقت الحساس الا بمشاركة قوات الحشد الشعبي لما یمتلكه من قوة كبيرة وعقیدة راسخة تجعله قادراً على تحریر العراق برمته من العصابات الارهابية ولیس الانبار فقط.  

من جانب آخر كشفت تقارير استخباراتية نقلا عن مصادر دبلوماسية اوروبية عن تورط السعودية والاردن في تنفيذ غارات على الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في عمليات سرية جرى الاتفاق عليها مع الادارة الامريكية خلال الاشهر الستة الاخيرة بهدف عرقلة تقدمها باتجاه مناطق ومدن استولى عليها تنظيم “داعش”.

وجاء في هذه التقاریر التي نقلها رادیو “اوستن” الاوروبي، ان هذه العملیات تمت بموافقة وتنسیق مع “التحالف الدولي” الذي تقوده امريكا تحت ذريعة محاربة الارهاب في العراق. واکدت هذه التقاریر ان طائرات من التحالف قدمت اسلحة واعتدة لعناصر “داعش”. 

ویعتقد ان مروحیات تابعة للتحالف کانت قد شاركت في نقل مسلحین من منطقة الى اخرى لتعزیز مواقع “داعش”، کما قامت باخلاء قیادات منهم قبل ان تقوم قوات الحشد الشعبي والجیش العراقي بالتقدم الى وسط تکریت والسیطرة علیها وعلى القصور الرئاسیة في المدینة.

وعلى صعید متصل کشف علي الیاسري امین عام ” کتائب سرایا الخراساني” من الحشد الشعبي عن قیام مروحیات مجهولة قبل يومين بإنزال اعتدة وذخائر وامدادات الى ارهابيي “داعش” في الاجزاء التي یحتلها في مصفاة بیجي جنوب مدينة الموصل. 

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق