انصارالله مستعدة لهدنة انسانية والسعودية تواصل العدوان 

 في وقت تواصل فيه السعودية وحلفاؤها عدوانهم على اليمن على مرأى ومسمع العالم دون اكتراث بالنداءات الدولية التي تطلق لوقف هذا العدوان، أكد رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله في اليمن صالح الصماد أن العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني وإطباق الحصار الخانق عليه تسبب في خلق معاناة إنسانية كبيرة على كل المستويات، مشيرا إلى أنه على اثر ذلك توالت الدعوات من قبل الأشقاء والأصدقاء لهدنة إنسانية من شأنها رفع تلك المعاناة.

وقال الصماد في بيان له “لقد تعاطينا مع كل الجهود والدعوات بإيجابية غير أن العدوان لم يتوقف منذ بدء الهدنة الإنسانية حيث استمرت الغارات الجوية على عدد من المحافظات اليمنية وظل الطيران الحربي والاستطلاعي للعدوان ينتهك الأجواء اليمنية، بالإضافة إلى استمرار القصف الصاروخي والمدفعي من داخل الحدود السعودية باتجاه المناطق اليمنية، فضلا عن استمرار العدوان في إعاقة السفن والإمدادات والإغاثات الإنسانية من دخول اليمن”، وأضاف: ان السعوديين استمروا في تقديم كل أشكال الدعم لعناصر “القاعدة”، ناهيك عن أعمال التجنيد الواسعة لعناصرها داخل الأراضي السعودية القريبة من الحدود مع اليمن وإرسالهم لقتال اليمنيين.

وأردف الصماد في بيانه انه في مقابل “كل تلك الانتهاكات والخروقات للهدنة الإنسانية من قبل العدوان، فإن الجيش واللجان الشعبية وكل أبناء شعبنا اليمني تحلوا بأعلى درجات ضبط النفس والالتزام التام بالهدنة التي حاول العدوان التشكيك فيها”، وقال “لقد تعاملنا بإيجابية مع دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بخصوص تمديد الهدنة الإنسانية، غير أن العدوان كثف من اعتداءاته خلال 24 الساعة الماضية في عموم المحافظات اليمنية، كما قام باستهداف المناطق اليمنية على طول الشريط الحدودي بمئات الصواريخ والقذائف.”

وفي ختام بيانه أكد الصماد استمرار “انصار الله” في “تعاطيها بإيجابية مع أي دعوات أو خطوات إيجابية وجادة من شأنها رفع الحصار وتمكين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص من توفير متطلبات أبناء الشعب اليمني من غذاء ودواء ومشتقات نفطية وكافة المستلزمات والاحتياجات وبما يمكن السفن والإمدادات والإغاثات الإنسانية من دخول اليمن دون أي إعاقة” ، كما دعا “الأمم المتحدة وكل دول العالم إلى تحمل مسؤوليتها تجاه هذا التعنت والصلف من قبل السعودية وحلفائها الذي قد يتسبب في إعادة الأمور إلى نقطة الصفر”.

في غضون ذلك وصل المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ اليوم، إلى العاصمة المصرية القاهرة قادمًا من العاصمة السعودية الرياض، في زيارة يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين، لبحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة اليمنية.

وصرَّحت مصادر دبلوماسية أنَّ زيارة المبعوث الأممي للقاهرة تستغرق يومين يغادر بعدها إلى دبي. وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ عن مؤتمر أممي نهاية مايو في جنيف غير مشروط، حول أوضاع اليمن.

وعلى صعيد آخر، قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين، إن الأخير عبر عن خيبة أمله لعدم تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن رغم مناشدات متكررة من الأمم المتحدة.

وأوضح حق للصحفيين أن بان “يأسف لعدم تمديد الهدنة الإنسانية التي استمرت 5 أيام في اليمن عندما انتهت الأحد رغم النداءات المتكررة من جانب الأمم المتحدة”.

وعلى صعيد التحركات السياسية استقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الاثنين وزير خارجية الحكومة المستقيلة في اليمن رياض ياسين والوفد المرافق له.

 في هذه الاثناء أكد مستشار وزير الدفاع السعودي أحمد عسيري استئناف كافة عمليات التحالف السعودي ضد اليمن مشيراً إلى أن التحالف لن يوقف عملياته إلى أن تستسلم حركة انصارالله.

وتعتبر تصريحات عسيري مستغربة ومستهجة حيث لم يكتب التاريخ حتى الآن ان الشعب اليمني استسلم امام أي معتد أجنبي.

وفي أعقاب انتهاء الهدنة الإنسانية في اليمن، مساء الأحد الماضي، واصلت الطائرات الحربية التابعة للتحالف السعودي غاراتها الجوية على انحاء اليمن وفي جديد الوقائع اطلقت السعودية 107 صاروخاً على محافظة صعدة لوحدها خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 وشنت الطائرات السعودية سلسلة من الغارات الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء بعد توقف طوال ايام الهدنة الخمسة الماضية.

واستهدفت الغارات منطقة فج عطان بنحو اربع غارات، فيما استهدفت غارات اخرى مباني المشروع القطري المعروف بـ”تلال الريان” شرق منطقة فج عطان، بالاضافة الى غارات أخرى استهدفت جبل نقم.

ومساء الاثنين قصفت القوات السعودية جمرك حرض الحدودي بالصواريخ والمدفعية وفقا لشهود عيان في المنطقة .

وذكر شهود العيان ان قصفا عنيفا بالصواريخ والمدفعية من قبل القوات السعودية استهدف مباني جمرك حرض الحدودي التابع لمحافظة حجة “شمال غرب اليمن”، اسفر عن مقتل شخص واصابة آخرين.

في هذه الاثناء قالت مصادر محلية بمدينة عدن، ان قوات من الجيش المسنودة باللجان الشعبية التابعة لحركة انصار الله، أمهلت القوات التابعة لعبد ربه منصور هادي المسنودة بعناصر من تنظيم القاعدة 24 ساعة لمغادرة حي الشيخ عثمان في عدن. وقالت المصادر، ان قوات الجيش اصبحت في منطقة عبدالقوي، القريبة من الشيخ عثمان.

وفي سياق متصل استهدف مسلحو تنظيم القاعدة مدرسة في الضالع بصواريخ بي 10 ما يظهر بأن القاعدة باتت تحظى بدعم تسليحي من قبل السعودية بشكل مباشر. 

من جهة أخرى، أكد مصدر ميداني من مدينة نجران السعودية، أن عدة قذائف هاون سقطت في مناطق متفرقة من المدينة مصدرها اليمن. 

وفي هذه الاثناء ترددت انباء عن قيام القبائل اليمنية بتسليم جثة الطيار المغربي الذي اسقطت طائرته في اليمن الى الصليب الاحمر الدولي وذلك بوساطة جمال بن عمر المبعوث الاممي السابق الى اليمن.

وفيما يتعلق بسفينة المساعدات الايرانية المتجهة الى اليمن “ايران شاهد” قالت مصادر ايرانية ان الاسطول البحري الايراني المتواجد في خليج عدن اعلن في اتصال مع سفينة “ايران شاهد” بأنه سيدعم هذه السفينة التي تحمل المساعدات الطبية والغذائية لليمن.

من جهتها قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الثلاثاء، إن آخر طائرة تابعة لها محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت إلى مطار صنعاء الدولي.

وأوضحت المفوضية أن “الطائرة الأخيرة من أصل ست طائرات خطّطت المفوضية لإرسالها، في مطار صنعاء الدولي حملت مساعدات شملت بطانيات، وأوانٍ مطبخية، وفرشاً، من مخازن المفوضية”. 

وكانت الطائرات الست نقلت معاً 150 طناً من إمدادات الإغاثة إلى صنعاء، في حين لا تزال مساعدات إضافية في طريقها إلى الوصول عبر جيبوتي من طريق البحر في إطار عملية إغاثة أوسع نطاقاً لتقديم المساعدة إلى 250 ألف شخص.