الشعب اليمني .. أسطورة الإرادة التي لا تنكسر
يواصل الطيران السعودي لليوم الـ٥٦ على التوالي إستهدافه للمحافظات اليمنية دون تحقيق الأهداف التي وضعت منذ بدء العدوان السعودي على الشعب اليمني. وبعد إنتهاء الهدنة الإنسانية عاد المتحدث باسم قوات التحالف بقيادة السعودية العميد أحمد عسيري إلى التأكيد “على مواصلة بلاده لهجماتها، لافتاً إلى أن التحالف لن يوقف عملياته حتى استسلام الحوثيين”، حسب تعبيره.
تبدو المطالبات السعودية “المكررة” كما هو حال تصريحات عسيري اليومية، لا تمت إلى الواقع اليمني بصله، وربّما غاب عن العسيري ومن يقف خلفه أن الجيش اليمني وأنصار الله هم من يمسكون بزمام الامور في الميدان، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.
المشهد اليمني يشير إلى فشل سعودي ذريع، لا بل ما حصل في اليمن هو أكبر من الفشل بالنسبة للعدوان السعودي، لان ما يحصل في اليمن حالياً هو عكس الأهداف التي وضعها العدوان السعودي، ولذلك لا نستغرب تصريحات عسيري الذي وقع في ورطة كبيرة في مؤتمره الصحفي الأخير عندما تحدّث عن نقل قواعد إطلاق صواريخ من محيط صنعاء إلى صعدة شمالاً، ربّما خانته الذاكرة ونسي نفسه عندما ظهر متباهياً قبل أسابيع وهو يعلن تدمير الصواريخ التي لم تعد تشكل خطراً على السعودية وتحدث حينها عن إنتهاء عاصفة الحزم التي حققت كافة أهدافها كما قال .
تصريحات عسيري التي تتماهى مع ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي سابقاً، تعتبر خطوة بائسة تهدف لتبرير إستمرار العدوان حسبما اوضح المجلس السياسي لحركة أنصار الله في بيانه الأخير، وربّما تحاول السعودية حالياً العودة إلى سيناريو “تهديد الحرمين الشريفين” بعد فشلها في جمع الحلفاء(مصر وباكستان) ومرور حوالي شهرين على الهجمات العسكرية دون تحقيق أي نصر عسكري يقودها إلى مفاوضات “ندّية” مع الشعب اليمني.
ما يخلج إلى أذهان البعض حالياً هو يأس الشعب اليمني والتعويل على المواجهة مع أنصار الله والجيش، ولكن هل هذا ما يريده اليمنيون؟ هل سيسكت أبناء اليمن على إستهداف أبنائهم ونسائهم وتدمير منازلهم وبناهم التحتية؟ بالطبع لا، بل حتى بعض الاحزاب اليمنية والعشائر التي لا تربطها علاقة طيبة بانصار الله لن تقف بجانب السعودية انتفاضاً لكرامتها وحفاظاً على ماء وجهها امام الشعب اليمني.
لا نستطيع إلقاء اللوم على عسيري الذي لم يقرأ تاريخ الشعب اليمني العزيز، وتاريخ هذا البلد الذي كان عصيّاً على الغزاة ومقبرة لهم، فمن يعرف الشعب اليمني وصلابته وشدّة بأسه يدرك جيداً أن لا معنى للإستسلام في قاموسه، ويتيقّن من إصراره على إفشال هذا العدوان رغم ضراوته ووحشيته والتضحيات الكبيرة التي يقدمها اليمنيون للعيش بكرامة.
اذاً، يبدو أن حالة الارباك والعجز السعودي وصلت الى درجاتها القصوى نتيجة عجزه عن تحقيق أي نتائج من خلال عدوانه المستمر على اليمن، لذلك يلجأ حالياً تارةً لبث الإشاعات الكاذبة عبر فضائيات عاصفة الحزم والمتحدث باسم العدوان، وأخرى عبر دعوة أنصار الله للإستسلام، وفي كلتا الحالتين تريد السعودية شنّ حرب نفسية لإخضاع الشعب اليمني وبالتالي الحصول على مكاسب عسكرية تستخدمها كورقة ضغط سياسية.
لم يستطع حجم العدوان السعودي على اليمن رغم ضراوته من كسر ارادة الشعب اليمني ووهن عزمه، بل مع إستمرار العدوان يتضح لليمنيين أكثر فأكثر أن خياره للمقاومة كان سليماً ١٠٠%، ولكن إلى متى سيسمح المجتمع الدولي للسعودية بإستهداف الشعب اليمني؟ وماذا لو طال العدوان أكثر فأكثر وتيقنت السعودية أن إرادة الشعب اليمني غير قابلة للإنكسار؟ هل سيبقى الرد اليمني على حاله ازاء العدوان؟ بالتأكيد دوام الحال من المحال.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق