التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

حتي الأموات شاركت في مؤتمر الرياض! 

إنتهى مؤتمر الرياض من حيث بدأ. عبارة تلخّص النتيجة النهائية للمؤتمر الذي استمر ٣ أيام تحت مسمّى “من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة” بهدف “دعم السلطة الشرعية اليمنية وضرورة إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها”. لم ترق نتائج المؤتمر إلى التحضيرات التي استمرت حوالي الشهر ونتج عنها مشاركة “أكثر من أربعمائة شخصية من مختلف القوى والشرائح اليمنية، وحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأمين العام لمجلس التعاون وممثل عن الجامعة العربية”. بدت المشاركة اليمنية فعّالة من حيث الشكل رغم اقتصارها على “أصدقاء هادي” وتجاهلها الشريحة الأكبر من أبناء الشعب اليمني، ولكن ماذا لو دقّقنا في الشكل أيضاً؟ فهل ستبقى المشاركة فعّالة من حيث الشكل؟ أم ستكون كمضمون المؤتمر ونتائجه التي لا تغني ولا تسمن من جوع؟

 

لطالما استغربت في المرحلة السابقة من الاخبار التي تُعرض على فضائيات عاصفة الحزم باعتبارها بعيدة كل البعد عن الواقع الميداني، وكذلك تلك المعلومات التي ينقلها إلينا المتحدث باسم العاصفة العميد أحمد العسيري الذي وقع بورطة عاجلة بالأمس عندما قال (بصرف النظر عن دقّته وما اذا كان لأسباب سياسية تهدف لإستمرار العدوان) “اليمن نقلت قواعد إطلاق صواريخ من محيط صنعاء إلى صعدة شمالاً وهو ما يهدد نجران وجيزان”، ربّما لم يتذكر انه سبق وظهر متباهياً قبل أسابيع وهو يعلن تدمير الصواريخ التي لم تعد تشكل خطراً كما قال على السعودية وتحدث حينها عن إنتهاء عاصفة الحزم التي حققت كافة أهدافها كما قال .لكن المطالعة الدقيقة لمؤتمر الرياض وتفاصيل الحضور رفعت هذه الشبهة لدي كما هو حال الكثيرين تحت مقولة “إذا لم تستح فاصنع ما شئت”.

جاء تفنيد الكذب السعودي حول الحضور اليمني على لسان اليمنيين أنفسهم، حيث أسدل رئيس تحرير الأولى اليمنية محمد عايش الستار عن فضيحة مدوية (نستدل بكلامه في هذا المقال) تكشف حقيقة القائمين على ما يسمى مؤتمر الرياض الذين قاموا بالزج بأسماء عدة ضمن كشوفات الحاضرين والمشاركين بالمؤتمر مع أن هذه الأسماء لم تشارك أو تحضر بل ومنها من يرفض العدوان جملة وتفصيلا ومنها من كان في ذمّة الله.

السعودية استهدفت بالأمس إبراهيم شجاع (أحد المشاركين بالمؤتمر حسب زعم الرياض)، لكن الاستهداف السعودي لشجاع لم يكن من الطائرات والصواريخ السعودية هذه المرّة، بل ظهر اسمه في كشوفات المشاركين في “مؤتمر الرياض مع العلم أنه متواجد في صنعاء ومع أنه من رافضي العدوان، ومن الناقمين على مؤيدي “العاصفة”، “ويصوم اثنين وخميس تكفيرا عن مرّة شاف فيها جباري وقال له: صباح الخير!”؛ حسبما يوضح صديقه شجاع.

كشوفات الرياض ذكرت أيضاً اسم لمياء شرف الدين وهي التي قتلوا أباها، وكذلك اسم غسان أبو لحوم وهو في ذمّة الله، كذلك اسم علي سيف حسن، وهو في بيته. سلطان البركاني الذي غادر إلى الجزائر بلد المليون شهيد ظهر اسمه أيضاً في كشوفات الرياض. حميد الأحمر كذلك زجّوا باسمه في الكشوفات معتقدين بأنه سيحضر فعلا المؤتمر وهو متأكد انه مؤتمر”لعب عيال”.

التخبط السياسي السعودي لم يكن بعيداً عن نظيره العسكري على الأراضي اليمنية، فلم يقتصر الحضور في مؤتمر الرياض على الشخصيات المدعوّة، بل تعدّاه إلى الأبناء والزوجات، والأصدقاء في أحسن الأحوال. فعلى سبيل المثال لا الحصر بن داغر ظهر اسم ابنه عبدالله بين الأعضاء، وكذلك الجبوري رئيس الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض، وأيضاً رشاد العليمي، وياسين ومكاوي ولائحة تطول. مما لا شك فيه أن الحضور اليمني لم يكن مجاناً، بل حصل كل فرد من الأبناء على ٥٠٠ ريال سعودي بدلاً عن الجلسة الواحدة إضافةً إلى الإقامة في فنادق ٥ نجوم.

المؤتمر لم يحمل أي ذرّة من الشفافية، وعند قراءة الأسماء التي ذكرت في الكشوف المشاركة، تتوقع أيضاً أن تقرأ حتى اسم علي عبد الله صالح وربّما السيد عبد الملك الحوثي!

يبدو واضحاً أن المؤتمر كفضائيات عاصفة الحزم التي أظهرت مراسلها من على أحد الجبال ليقول إن هذا الجبل هو جبل صعدة مؤكداً بذلك وجود قوات سعودية داخل صعدة والدليل ان اسم الجبل هو جبل صعدة .. لكن هل هناك بالفعل جبل اسمه صعدة وأين يقع بالتحديد ؟!

القراءة المعمّقة لظروف المؤتمر تشير بشكل واضح إلا أن سلطات الرياض نفسها لم تعوّل عليه كثيراً، خاصةً عندما يغيب قائد العدوان السعودي على اليمن محمد بن سلمان عنه بداعي السفر(مباشرةً من واشنطن بعد كامب ديفيد إلى باريس) مع زوجته الجديدة بنت فهد بن بندر لقضاء شهر العسل. المؤتمر كحضوره ونتائجه كان كذبة بكذبة.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق