تفجير ارهابي في مسجد بالقطيف يودي بأكثر من ٢٠ شهيد وداعش يتبني العمل الانتحاري وسط دعوات لكف التحريض الاعلامي بحق المسلمين الشيعة
استشهد حوالي عشرين شخصاً من المصلين وأصيب نحو مئة آخرين في هجوم ارهابي انتحاري استهدف المصلين في مسجد الامام علي بن أبي طالب (ع) في بلدة القديح بمنطقة القطيف شرقي السعودية والتي يقطنها غالبية عظمى من المسلمين الشيعة. وبينما نشرته مواقع الكترونية أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن الاعتداء.
وأفادت مصادر سعودية أن إرهابيا يرتدي حزاما ناسفا اقتحم المسجد وفجر نفسه بين المصلين أثناء صلاة الجمعة ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى. ورجحت المصادر ارتفاع حصيلة الشهداء فيما اكتفت وزارة الداخلية السعودية بالقول إن انفجاراً وقع في إحدى بلدات القطيف.
من جانبه قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية: “اتضح أنه أثناء أداء المصلين لشعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه مما نتح عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين”. وأضاف:” باشرت الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية”.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن شهود عيان أن التفجير نفذه انتحاري، وحسب معلومات كان حوالي 150 شخصا يصلون في المسجد لحظة الانفجار. وتم نقل المصابين إلى مستشفى مضر ومستشفى القطيف المركزي. واستنفرت مستشفيات القطيف لاستقبال ضحايا التفجير، وأطلق مستشفى القطيف المركزي نداء استغاثة للتبرع بالدم.
روايات شهود عيان عن الانفجار
أكد ناشط سياسي سعودي أن التفجير الارهابي الذي استهدف مسجداً في منطقة القديح بمحافظة القطيف نفذه شخص متنكر بزي باكستاني فجر نفسه داخل المسجد ما اسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وقال الناشط مصطفى عبد في حديث مع قناة العالم: سقط نحو20 شهيدا و25 جريحا حتى الآن، ومستشفى القطيف المركزي اطلق نداء استغاثة لكل من يحمل صفة الدم (-B) التوجه اليه للتبرع بالدم. وأضاف عبد: عند اقامة صلاة الجمعة دخل رجل سعودي متنكر بهيئة شخص باكستاني وفجر نفسه في داخل المسجد. وتابع: ان المقصود من هذا الإعتداء في هذا التوقيت هو التحريض الطائفي البغيض. وقد كتب احدهم قبل عدة ايام على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بانه يريد ان ينفذ تفجيرا في مدينة القديح.
وأشار الناشط السياسي مصطفى عبد الى أن تواجد الجهات الامنية قليل في مدينة القديح، مبينا أنها مدينة صغيرة جدا وتقع على حدود الدمام. واوضح عبد أن هناك انتشارا كثيفا للقوات الامنية بعد التفجير، وقد تم منع المصورين والمراسلين من الدخول الى المسجد الذي حصل فيه التفجير وكذلك الدخول الى المستشفى، منوها الى أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب العدد الكبير للجرحى.
داعش يتبنى الهجوم الارهابي
الى ذلك تبنى تنظيم داعش الارهابي في بيان على أحد المواقع التكفيرية تنفيذ ما اسماه “عملية نوعية لجنود الخلافة بولاية نجد”.
وقال التنظيم ان منفذها الذي فجر “حزامه الناسف رجل غيور من رجالات اهل السنة (هو) الاخ الاستشهادي ابو عامر النجدي” على حد زعمها.وادعى البيان الصادر عن التنظيم الارهابي بان 250 مسلما من اتباع آل البيت (عليهم السلام) اصيبوا في هذه العملية بحزامه الناسف، ونشرت صورة منفذ العمل الاجرامي .مضيفاً: “نقول لمن استنكر وسيستنكر هذه العملية المباركة بأن كفوا عنا جشاءكم وجعجعتكم، فما استمعنا لكم يوما وقد أمضينا سيوفنا تحز رقاب الرافضة”، على حد تعبيرها .وهدد تنظيم داعش الارهابي بشن عمليات ارهابية اخرى ضد اتباع آل البيت (عليهم السلام ) في كل مكان.
ادانات واسعة للعمل الارهابي ودعوات لوقف التحريض الاعلامي ضد المسلمين الشيعة
استنكر دعاة ومشايخ، العمل الإرهابي الذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين بمسجد القديح في محافظة القطيف، حيث شاركوا بتغريدات تحت عنوان” تفجير القديح الإرهابي”، مؤكدين أن العمل إجرامي منكر يستهدف وحدة الوطن ويخلط الأوراق.
واعتبر بعض العلماء أنه “لا يجوز قتل الراهب في صومعته في حال القتال، فقتل المصلين الآمنين أشد حرمة”، داعين في الوقت ذاته للوقوف صفاً واحداً في مواجهة أي مفسد، ويداً واحدة تقطع يد أي مخرب، معتبرين أن تفجير دور العبادة منكر عظيم وقتل النفس بغير حق من أعظم الذنوب.
بدوره حمّل محافظ القطيف منصور السلمان الجشي، المؤججين للطائفية عبر القنوات والصحف العبء الأكبر من مسؤولية ما جرى في بلدة القديح اليوم الجمعة.
وقال: “أمام المجزرة الكبيرة التي ملأت القلوب بالرعب في بيت من بيوت الله ويوم جمعة وقد تهيا المصلون لأداء الصلاة يأتي المجرم المحمل بالتفجير الناسف ظنا منه أنه بهذا العمل الإجرامي يتقرب إلى الله بقتل المصلين غير ملتفت إلى أنهم حصلوا على وسام الشهادة الرفيعة التي لاينالها إلا ذو حظ عظيم إضافة إلى أن المؤججين للطائفية عبر القنوات والصحف يتحملون العبء الأكبر وتفتيت الوطن المتماسك ولكنهم لن يصلوا إلى مرادهم”. وأضاف قائلاً: “ابناء القديح يبعثون رسالة واضحة الى هؤلاء المجرمين أنهم سيبقون في أرضهم وترابهم لن تزلزلهم الأحداث الإجرامية التي يصنعها هؤلاء الإرهابيون وسيأتي اليوم الذي يؤخذ فيه بالحق لهؤلاء الشهداء”.