التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

تصريحات القرضاوي تحاكمه بعقوبة الإعدام 

ما لن يغفله التاريخ، هو الدور السلبي الذي قامت به دول ورجالات فيها متحدثة بإسم الدين مطلقة فتاوى كان لها التأثير الفعلي في إيجاد ظاهرة التكفير الذي ضرب وحدة الأمة. لقد لعبوا على نار الفتنة الطائفية مخلفة جرحا لم يندمل بعد. ويوسف القرضاوي هو إحدى هذه الرجالات والذي كان له التأثير البالغ في خلق هذا الجو الذي نعاني منه اليوم، فهو استفاد من سمعته الطيبة التي كان يتمتع بها على مدى أعوام مضت وهو العامل الذي سارع في إنجاح مخططه. طبعا لا يمكن اغفال الدعم المالي ايضا والذي انفقته ولا زالت دول عربية بالإضافة إلى الغطاء السياسي من قبل هذه الدول للقرضاوي وغيره.

المحكمة المصرية وضمن الإتهامات الموجهة للقرضاوي تحت إطار الخيانة العظمى للبلاد والتحريض على العنف والقتل بين أبناء الوطن والإستقواء بالدول الغربية لخلق رأى عام دولي ضد الحكومات ومواجهتها، أصدرت حكماً بالإعدام على القرضاوي، وطالب البلاغ بضرورة القبض على القرضاوي عن طريق الانتربول وإعادته إلى البلاد ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

القرضاوي وضمن مسلسل تصريحاته المعتادة، اعتبر أن القضايا المتهم بها، وحكم الاعدام الذي صدر بحقه لا قيمة له، وأضاف بأن القضايا التي تعرض على القضاء المصري لا نعيرها اهتماما فأحكامها خارجة عن العقل والقانون. وأشار في كلمه له على قناة الجزيرة، تعليقا على الحكم الصادر بحقه، الى أن “القضاء المصري كان في السابق مفخرة وللأسف أصبح الآن مهزلة.”

ومما يمكن تسجيله في مجموعة نقاط لمجمل مواقف اتخذها القرضاوي فضلا عن غيره من أمثاله والتي كان لها الدور في إشعال المنطقة، نذكر ما يلي:

١ – مواقفه الساعية في إلباس الثورات العربية جلباب الإخوان المسلمين وهو ما انعكس سلبا على الأحداث في مصر وفي أماكن أخرى، ما انتهى بانتقال مشهد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وقتل الجنود وذبح الابرياء الى مصر.

٢ – موقفه المعادي والمحرض للمقاومة في لبنان، المقاومة التي وقفت إلى جانب سوريا كحلقة مهمة من حلقات محور المقاومة في المنطقة، وقد وصل به الأمر إلى أنه لام نفسه لأنه وقف فيما سبق إلى جانب هذه المقاومة. وهو ما جعل مشهد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وذبح الأبرياء ينتقل إلى لبنان، كما انتقل من قبل بفضل القرضاوي وغيره الى العراق.

٣ – الفوضى الدامية التي تعيشها ليبيا اليوم، فما كانت لتحدث لولا فتاوى القرضاوي الذي عرف بأنه فقيه الناتو، والتي حللت تدخل الناتو لاسقاط نظام القذافي، بينما لم يكن راغبا باسقاط النظام الصدامي في العراق بقوة الناتو لا لشيء الا لانه كان يعلم انه اذا ما سقط هذا النظام فان الحكم سيكون لأبناء الشعب العراقي.

٤ – موقفه من الثورة المظلومة في البحرين، ووصفها بأسوأ وأشنع الصفاة، بأنها “مؤامرة” وانها طائفية وانها… وهو ما شرعن القمع الوحشي للنظام الخليفي المستبد ضد الغالبية العظمى من الشعب البحريني، وبرر الغزو السعودي للبحرين للقضاء على ثورة الشعب البحريني.

٥ – وفي اليمن فان القرضاوي مع الجميع هناك الا الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح والذي انضمت إليه مؤخرا مزيد من أطياف الشعب اليمني، وهذه النظرة العوراء الى الفعاليات السياسية والمجتمعية في اليمن، تنطلق ايضا من رؤيته الطائفية لكل ما يجري في المنطقة، وهو ما زاد من تعقيد الاوضاع في هذا البلد.

٦ – القرضاوي لم يسجل ولو موقفا واحدا لصالح السعوديين الذين يعانون الامرين على يد الوهابية والسلطات الامنية، وكأنه ليس هناك من مطالب محقة في السعودية.

٧ – المشهد الدامي الذي رسمته العديد من القوى الدولية والاقليمية لاسيما الرجعية العربية والكيان الإسرائيلي في سوريا ومنذ اربع سنوات، فكان للقرضاوي هذا ومازال الدور الابرز في رسم هذا المشهد المأساوي.

هذه المشاهد الدموية والفوضوية وغيرها الكثير، التي تعم العالم العربي، والتي ساهم القرضاوي وغيره من أشباهه في خلقها، هي التي كونت هذه التيارات الفكرية التكفيرية والتي تدمر البلدان وتشتت الشعوب وتنهك الجيوش، وتحوّل البني التحتية الى ركام، والثروات الى هباب، وهو ما فسح المجال امام العدو الخبيث المتربص بالامة ان ينفذ مخططه في تهويد القدس وانتهاك حرمة المسجد الاقصى دون ادنى رادع او خوف. حيث يشهد المسجد الاقصى اقتحامات شبه يومية من قبل مستوطنين، تتخللها أحيانا، مواجهات بين المصلين والقوات الإسرائيلية التي توفر الحماية للمستوطنين الذين ينظمون جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم. بينما شعوبنا تعاني الترهيب بفضل فتاوى القرضاوي وأمثاله، فهم يوجهون فوهات بنادقهم الى صدور اخوانهم، بينما التنظيمات التكفيرية تذبح في خضم هذه الفوضى، اما الكيان الاسرائيلي فلا وجود له في قاموس هؤلاء الناس.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق